التشكيلية المغربية لطيفة بناي - حوار/علي صحن عبدالعزيز
أرسم لوحاتي بقلبي وروحي وانسجام معها
مما لا شك فيه أن التغيير الذي حصل منذ تولي جلالة الملك محمد السادس العرش في المملكة المغربية ،قد أستجاب لسمات الثقافة المعاصرة ،مما جعل التشكيلي يبحث عن تحديات جديدة أقرب مما تكون من مجتمعه ،فكان دعم الملك عاملا معنويا في تفجير الكثير من الطاقات المبدعة وتحقيق ما تصبو إليه.
وما اتسمت به أعمال التشكيلية لطيفة بناي ،أنها شكلت محاور مفصلية في دعم قضايا المرأة وطرح مكابداتها ومخاضاتها،فصاغت لوحاتها بذكاء وفطنة تعددت فيها المدارس التشكيلية،وعلى الرغم من عناوين لوحاتها الواقعية ،إلا أنها استطاعت أيضا توظيف مخيلتها الفنية الخصبة ،حتى جعلت المتلقي لا يغادر اللوحة دون أن يحمل أفق أسئلة قابلة للتاؤيل والتدبر.
* رأينا بأن الحداثة جديدة عهدها بالمغرب ،كيف تقرئين الواقع هنالك ؟
-المغرب من اجمل البلدان المغاربية بموقعها الاستراتيجي وثرواتها المعدنية والفلاحية وغيرها ،اما عن الحداثة فعلا حدث تغيير تدريجيامند تولي الملك محمد السادس العرش ،صار المجتمع يعبر بأكثر حرية هو تصالح المغرب مع نفسه فكل الاحتجاجات والتظاهرات اصبحت سلمية توجه رسائل معبره اكثر انفتاحا.
*ماهي حدود الآفاق المفتوحة أمام التشكيلية المغربية ؟
-التشكيلية المغربية سابقا كانت تتخرج اكاديميا ،اما الان مع الاجتهاد والممارسة ظهرت طاقات مختلفة الاتجاهات كالشعبيه مثلا رحمه ا الله بالفن التشكيلي (العفويرغم اميتها )تركت بصمتها ووصلت العالمية ودخلت التاريخ ومنهن الكثير،ولذا فالافاق مفتوحة امام جميع الفنانات التشكيليات والمدارس للفنون الجميله موجوده ايضا التي انجبت كثير من الطاقات النسوية.
*ماالقضية التي تشغلك وانت في صومعة الرسم ؟
-انا اصلا ارسم لوحاتي بقلبي وروحي، ودائما احاول ان اعطي رساله ،فاللوحة بدون رساله غير مهمة وقد اشتغلت كذلك على التشكيل المعاصر وحتى اجدد احب الفرس وملامح الوجوه .
*لاشك ان البيئة لها تأثيرا على أعمالك ،حدثينا عن تلك الأسس والأفكار فيها ؟
-الانسان ابن بيئته حتما ،لذلك اشتغل حسب الظروف مرة حزن وأخرى فرح معبره عن الحرية وحالات انسانية واجتماعية ومواقف واحباطات للمرأة ومشاكلها ومعاناتها.
*الرجل ...كيف كان موقفه في لوحاتك؟
-اظن ان الرجل دائما يكون جنبا لجنب المراة وهذا وضعه الصحيح الذي اختاره الله له ووظيفته الإنسانية، إلا أنه في حالات يخرج عن التزاماته الرجولية وهذا وارد في اغلب المجتمعات العربية.
*هنالك ميولا لدى بعض التشكيليين بالاهتمام بالجانب التراثي ،أما ترين أنها محاولة هروب من مجاراة الواقع ؟
-ما اظنه على حد تعبيري ،ان التشكيل التراثي له اسلوب رائع لانه يدخل في خانات ثقافية وتاريخ ولهذا لا يعتبر هروب بل تخصص.
*من وجهة نظرك،كيف تنظرين إلى قضايا المرأة تشكيليا في المغرب ؟
-بكل بساطة التشكيلية المغربية، خرجت وانفتحت على جميع الثقافات ولنجاحها اكثر تلاقيها بإتجاهات مختلفة لقاءات معارض ومهرجانات ،ومايهمنا إن نجاحها مقرون بإنفتاحهاعلى مجالات تواصلية أكثر.
*اللون هو الإحساس الباطن عند التشكيلي ،ماذا عنه في لوحاتك ؟
-سمة لوحاتي مقرونة ببهجة اللون. فالكثير من الأساتذة اعجبو بإلواني وذلك لاني ارسم بقلبي وروحي وانسجم مع اللوحه فيظهر هدا الاحساس بشروق اللون.
*شيئا عن بداياتك؟
-الفنان التشكيلي دائما في بدايته وانا بدايتي كانت مند 2009 موت توأم روحي رحمه الله بمرض السرطان. ولا زلت في بدايتي. وسأظل اتعلم من الذين سبقوني بتجاربهم وهذا شئ جميل في الفن التشكيلي.
*سؤال غالبا ما يطرح عن دور الناقد في عدم مواكبته للحركة التشكيلية ،ماهو انطباعك عنه ؟
-الفنان التشكيلي دائما في حاجة للنقد البناء وفعلا ليست هناك مواكبه إلا إنه فيه مسايرة لمسار فنانين وفنانات تشكيليات واعطاهم فرص أكثر من آخرين ليس هنالك أنصاف في الفرص وترى الاهتمام بعناصر تشكيليين اكثر تحييز لشيئ ما.
*لماذا اصريت على توظيف عين الفرس في وجه المرأة؟
-أصلا عين الفرس دلاله عن عين دكرو الفرس وترمز عن الشهامة والأصالة. لذا تركت للمتلقي حرية القراءة لهذاا النص التشكيلي.
*اي المدارس التشكيلية ،أقرب إلى نفسك؟
الفن التشكيلي المعاصر، ويعجبني الفرس والرسم بمواضع واقعية خصوصا البورتري والوضوح في جميع حالالتها.
*يقول الناقد ابراهيم الحيسن ،ان الجسد في التشكيل العربي خاضع لسلطة المجتمع ،ماذا يعني بذلك ولمن هذا الكلام؟
-بصراحة لا اعرف، إنما الجسد كان مواضيع للكثير من التشكيليين. وربما كيف يكون خاضع لسلطة المجتمع يمكن يعتبره من عدم الاحترام.
*مامدى تأثير الثقافة الفرنسية في أعمالك ؟
-لم اتاثر بالثقافة الفرنسية في اعمالي ،بل تواصلت مع فنانين تشكليين فرنسين مثل شامبون واستفسرته في أشياء كثيره وكان لي نصوحا. وعلمني الكثير بخلاف التشكيليين العرب وللأسف الشديد أقولها .
*أبرز مشاركاتك محليا وعالميا؟
-شاركت مع جمعيات مغربية من مدينة مراكش، خصوصا جمعيه (ألوان البهجة) التي يتراسها التشكيلي حسن مشكورا ،وكانت اغلب العروض في المسرح الملكي بمدينه مراكش وبعض الرياضات السياحية بنفس المدينة.
*ماهي أوجه التعاون بين الفنان التشكيلي والمعماري ،وخصوصا ان الفن المغربي يمتاز بالدقة العالية؟
-أكيد الفن العماري والتشكيلي لهم صفات مشتركة خصوصا المعلمين المغاربة بارعين في الفسيفساء وغيرها، وكثير من التشكيليين وضفو هدا الفن المعماري في لوحاتهم وكانت لوحاتهم من أروع ما يكون .
*بماذا تحتفظ ذاكرتك عن التشكيل العراقي ؟
-الفن التشكيلي العراقي غني عن التعريف . افتخر به فكل فنان له كلمته، ومن اجمل ما رأيته مبدعين عراقيين ولا اريد ان اذكر أسماء حتى لا يكون احراج فانا اتواصل معهم بمواضيع مختلفة و رائعة.
*كلمة أخيرة ؟
-اشكركم على ثقثكم التى منحتني هذه الإحساس الجميل بالصحفي المقتدر الذي يتعامل بصدق بدون محسوبيه ونزاهة، ويحمل مسؤوليته مع اي فنان عربي دون انحياز. فأنتم مفخره للصحافة،وكذلك الشكر لكل الفنانين التشكليين الذين اتواصل معهم. واخد من وقتهم الكثير.