النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

الأطفال المتسولون ـ الظاهرة والمخاطر الاجتماعية

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 239 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    الأطفال المتسولون ـ الظاهرة والمخاطر الاجتماعية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    تعتبر ظاهرة تسول الأطفال من الظواهر الاجتماعية السلبية والدميمة والمرفوضة في كل المجتمعات، رغم تصاعدها الكبير في السنوات الأخيرة، وتصاعد مخاطرها بالتبعية على كافة الأصعدة العالمية والإقليمية.

    والتسول ـ عموماً ـ يعتبر من أقوى وأقسى العناوين الصارخة التي تتحدث بكل فصاحة عن العوز الشديد والفقر المدقع، وضعف سبل العيش، واليأس في الحصول على الفرص التي تضمن للمتسول حياة آدمية، وقد يعبر التسول في حالات كثيرة عن خلل سلوكي جسيم يعتري بعض فئات البشر فيجعلهم يتجهون للتسول كوسيلة تضمن لهم أسباب الكسب السريع دون عناء ودون مشقة. وتسول الأطفال عموماً له العديد من الأسباب والتداعيات التي تؤكد أن هناك الكثير من الخلل والتراجع الاجتماعي والسلوكي يطال هذه الفئة الرقيقة والضعيفة من صغار البشر، والتي يتطلب من أجلها التدخل الأهلي والخيري الإيجابي من أجل مواجهة مثل هذه الظواهر، ومحاصرة أسبابها، والقضاء عليها
    فئات المتسولين
    ومن خلال الملاحظات والقراءات الواقعية للأسباب الرئيسية التي تنتشر الظاهرة من خلالها، لتحديد مدى المخاطر التي تشكلها كل مجموعة أو كل فرد من أفراد الظاهرة الذين يعتبرون من الضحايا والجناة مستقبلاً، سواء أكانت هذه المخاطر وقتية أم مستقبلية متوقعة، سنجد أنها تنتشر عبر العديد من الطرق التي يتبدى فيها مدى تخاذل المجتمعات وجنايتها التي تجنيها من خلال عدم سعيها عبر مؤسساتها الرسمية والأهلية لمعالجة هذه الظاهرة، وإعادة توجيه هذه اللبنات الصغيرة توجيهاً إيجابياً يضمن للمجتمعات الوقاية من المخاطر التي قد تشكلها.

    وفئات الأطفال المتسولين تتنوع كالتالي:

    - الأطفال المتسللون:
    وهم فئة من الأطفال فوق سن السبع سنوات ودون الثامنة عشر؛ أي أنهم في سن التمييز، وهم يتسللون في الغالب بغرض الحصول على فرص العمل، ولكنهم يتعثرون ويمتهنون التسول تحت وطأة الحاجة المهلكة. وهذه الفئة تشكل خطورة كبيرة على المجتمعات التي تتسلل إليها،، فهذه الظاهرة أدعى للتقليد إذا لم يتم دحرها والقضاء عليها.

    - الأطفال المستغلون:
    وهم فئة من أطفال الشوارع. والأطفال المشردون يتم استغلالهم من قبل أشخاص لديهم نزعات غير إنسانية مقابل إيوائهم في أوكار غير آمنة، وتقديم بعض الأطعمة والأشياء الأخرى، وهؤلاء الأطفال يكونون في أسوأ حال؛ نظراً لما يلاقونه من قهر وتعذيب يدفعهم للطاعة العمياء، وتنفيذ مطالب المستغلين الذين يتاجرون بطفولتهم وبراءتهم ليحققوا مكاسب مادية بطرق سهلة، وبأدوات بشرية.

    - الأطفال المرضى وذوو الاحتياجات الخاصة:
    وهم فئة من الأطفال الذين ولدوا بإعاقات جسدية، وتم تهميشهم من قبل مجتمعاتهم، وإهمال مطالبهم الإنسانية إهمالاً جسيماً، بما يؤثر عليهم تأثيراً كبيراً قد يصل لدرجة الهلاك، ليكون التسول والكسب من خلاله أحد الأدوات التي قد تساعدهم على تحقيق بعض مما يتطلعون إليه من أدوية وعلاجات ومآرب إنسانية، مما يعجز الأهل غالباً عن توفيرها، فيكونون هم قوة الدفع التي تدفع هؤلاء الأطفال العجزة والمرضى لعرض معاناتهم وامتهان التسول ليكون هو دافعهم الأول على مواصلة العيش والاستمرار في هذه الحياة. وقد يلجأ الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة والمرضى والعجزة لامتهان التسول على الدوام لتحقيق ذاتهم وإنسانيتهم المفقودة، و كلما زادت الهوة بينهم وبين مؤسسات مجتمعاتهم تخلت عن مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاههم.

    - الأطفال المتسولون بذاتهم:
    وهم فئة من الأطفال يلجأون، أو تدفعهم عادات أو سلوكيات اجتماعية بغيضة يكتسبونها في إطار الأسرة أو من خلال المدرسة، أو بأي من الوسائل المتاحة في عالمهم، نحو التسول، وهم فئة قابلة للتقويم إذا اتخذ حيالها الطرق التربوية والتقويمية العادية كلما كانت الحالة في بدايتها، وقد يحتاجون إلى الدعم وإعادة التأهيل والتقويم إذا كانت الحالة وصلت للمدى الذي تحتاج فيه للعلاج والتقويم.

    المخاطر الاجتماعية لتسول الأطفال
    تسول الأطفال يتنافى مع التكافل الذي يحض عليه الإسلام، ومن الطبيعي أن ينظر للمجتمعات التي تتبدى فيها ظاهرة تسول الأطفال على أنها مجتمعات قاسية وجافة لا تعمل على استيعاب وتلبية متطلبات أفرادها، لا سيما تلك اللبنات الصغيرة، وهي مجتمعات تبتعد كثيراً عن روح الإسلام وتعاليمه التي حضت على التكافل والرحمة بالصغير والكبير، فقد قال ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ:(( ليس منا من لم يرحم صغيرنا )). ورحمة المجتمع بهذا المتسول الصغير تكون في العمل على إيوائه، وتعليمه، وتقويمه، وإعادة تأهيله لإعادة بثه بشكل إيجابي ليكون فرداً نافعاً لنفسه ولمجتمعه ولدينه.

    الظاهرة أدعى للتقليد
    التقليد واتباع السنن السيئة، لا سيما تلك التي ستحقق الكثير من المكاسب المشروعة وغير المشروعة، من طبائع الناس والبشر، وهذه الظاهرة بمجرد ظهورها في مجتمع ما، وتعاطف الناس معها، وتساهلهم مع المتسول، وتلبية احتياجاته تحت وطأة الرحمة واللين التي تحض عليها الأديان، بما يبديه في موقف مادي متميز، حتى وإن لم يبد عليه؛ ستكون أدعى للتقليد، بما يساهم في صناعة فئات وأجيال متعددة من المتسولين الصغار والكبار، المتطلعين لتحقيق المكاسب المادية بدون عناء أو مجهودات، سواء أكانت هذه الفئات الانتهازية، التي تستغل هذه البراءة وهذه الطفولة الغضة، من الأهل، أو من مجموعات تجار البشر التي بدأت تنتشر بصورة مؤلمة في أغلب المجتمعات المعاصرة.

    التسول يساهم في صناعة جيل مستسلم
    و" النشء إن أهملته طفلاً تعثر في الكبر، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر".. حقيقة الحال وطبيعة المآل، بالسماح للأطفال الصغار بغزو المجتمعات للمتاجرة بحاجاتهم الإنسانية، وبإهمالهم الجسيم وعدم الانتباه إليهم، وتهميشهم بشكل غير آدمي، ليكون التسول هو الحرفة التي يحترفونها، والعمل العظيم الذي ينخرطون فيه. والتسول والكسب دون عناء ودون جهد يبطل لذة العمل والكفاح والحياة، فيصبح التسول هو الحيلة التي يلجأ إليها الطفل عندما يتخطى مرحلة الطفولة كلما تعثر وكلما واجهته المشكلات؛ بما يصنع منه إنساناً مستسلماً منكسراً، لا يقوى على مواجهة الحياة كباقي الأقران. والانكسار من الأمراض الخطيرة التي تؤثر على المجتمعات، فتجعل أفرادها دائماً محبطين وغير متفاعلين، و بلا ثقة أو يقين أو قدرة في إمكانياتهم، وتبدو آثار هذه الأمراض بشكل أكثر قسوة في المواقف الحادة والقوية التي تتطلب الاندماج والالتحام من أجل المجتمع والأمة وقضاياهما، ليكون الانسحاب والتراجع هو الرد الطبيعي من قبل فئة نقشت الأيام على جباههم أدوات الاستسلام، وطرق التراجع والهوان، ولأنهم ربما لا يعرفون طرقا غيرها إن لم يتم إيواؤهم واحتضانهم.

    التسول يحرض على العنف والجريمة
    السرقة والعنف قد تكون من ردود الأفعال التي قد يلجأ إليها الطفل المتسول عندما يمتنع الأشخاص الذين يلجأ إليهم لينال حاجته، فيمتنعون لسبب أو لآخر، فيلجأ الطفل المتسول إلى السرقة بعدم إدراكه لماهية السرقة، وعواقبها الوخيمة على نفسه وعلى مجتمعه، وبرغبته الطفولية في الحصول على ما يرغبه بكل إصرار، وهو ما قد يكون يحتاجه ليسد جوعه أو رمقه، ويحفظ له حياته، وهذا قد يقود إلى العنف؛ ليكون رداً وجزاءً، لتكون الهوة بين هذا الطفل وبين مجتمعه بكل شخوصه، وبكل ما فيه، ليكون العنف المضاد من قبل الطفل المتسول هو رد الفعل الموازي أيضاً، ويكون المجتمع في النهاية هو الخاسر الكبير. لذلك؛ فإن هناك الكثير من الضرورات التي تحتم على المؤسسات الأهلية والخيرية، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في كل بلدان المنطقة، للعمل على مواجهة هذه الظاهرة إن بدت، والحذر كل الحذر منها على الدوام.

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 31,258 المواضيع: 298
    التقييم: 26268
    شكرا جزيلا لكِ

  3. #3
    الكون له أسرار
    تاريخ التسجيل: November-2017
    الدولة: حيث انا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,430 المواضيع: 646
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 23551
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    المهنة: Energy Engineer
    موبايلي: SAMSUNG
    شكرا لك شجون الزهراء لطرحك لقضية جدا مهمة ويجب معالجتها لبناء مجتمع متكامل وخالٍ من الافات التي يمكن ان تهدمه مستقبلا..
    وان كان نظريا ممكن التخلص من هذه الظاهرة، الا انه عمليا شبه مستحيل لارتباطها بمشاكل اخرى ، كما تفضلتِ بذكره، مثل الفقر وعدم وجود نظام في المجتمع يحفظ للطفل حقوقه ويلبي حاجاته، خصوصا تلك الفئة التي تفتقر الى المعيل والكافل.

  4. #4
    من أهل الدار
    اسرار الكون
    تاريخ التسجيل: October-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,519 المواضيع: 313
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 14788
    فعلا الفقر والجهل يولد هذا الشي وبمجرد تعاطف الناس معها راح تتقلد وبكثرة

    شكراً للطرح

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال