بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
إني بَنيتُ مناهجـاً وفصـولا للحـب والعُشّـاق جيـلاً جيـلا
جمّعتُ أسرارَ الهوى وحَفِظتُها وشَرَحتُها.. فصّلتُهـا تفصيـلا
لم أُبقِ نادرةً بها أو قصةً حتى جمعتُ إلـى الفـروع أصـولا
فالعاشقون على يديّ تعلّموا قصصَ الهوى منذ العصور الأولى
فجميلُ ليلى أونزار تتلمـذوا عنـدي فحـازوا رتبـةً وقبـولا
لكنهم لم يعشقوا كحبيبتي كلاّ ولا عرفـوا الهـوى المسـؤولا
فتحلّقوا حولي أُديرُ عليهمـو كـأسَ الهـوى فتعلّلـوا تعليـلا
وتمايلوا لمّا قرأتُ قصيدتي والحـبُّ بيـن العاشقيـن رسـولا
سجدوا يلفّهمُ الخشوعُ محةً لمّا قـرأتُ عـن البتـول فصـولا
لمّا قرأتُ عن الهوى أنشودتي وأخذتُ أغرسُ في السحاب نخيلا
وزرعتُ بعضي في الولاء قصيدةً وسكبتُ في كل القفار سيولا
أشعلتُ مسرجةَ الهوى بمَخيلتي لأُحيلَ أجنحـةَ الظـلام نخيـلا
حتى تَمسَّحتِ الملائكُ بالسَّنا لتحيك من بعـض السنـا إكليـلا
والليلُ يَبسِمُ والنجومُ حديقةٌ والشمسُ تقبس من عُـلاكِ فَتيـلا
زهراءُ .. أنتِ إن عَشِقتُ حبيبتي والعمرُ يُصبح في هواكِ جميلا
والحب جَلجَلَ غُنوةً محمومةً فيها الفؤادُ عـن اللسـان بديـلا
قسماً بذكراها وعطـرِ نسيمِهـا إنـي أرتّـل حُبَّهـا ترتيـلا
سأعلّم العُشّاقَ كيف هو الهوى للعاشقينَ على الوجودِ دليـلا
ما الحبّ فلسفـةٌ ولا أُطروحـةٌ إن الهـوى لايَقَبـلُ التحليـلا
الحب للزهراء محـضُ سعـادةٍ فينـا تَنـزّلَ حبُّهـا تنزيـلا
حـبُّ البتـولِ عقيـدةٌ جذريـةٌ والله نـوّر أنفُسـاً وعقـولا
مهما تعسّف ظالموكِ فإنّهم لـن يُطفئـوا للمصطفـى قنديـلا
هذي مدينتُكِ وهذي شيعةٌ جَعَلوا بروحـكِ روحَهُـم موصـولا
صَمَدوا كما نخلُ المدينة صامدٌ وتحلّقوا عنـد البقيـع طويـلا
نحن الولاء بلا اختيارٍ.. إنمـا كـان الـولاءُ لليلنـا قنديـلا
فحياتُهـا أنشـودة قدسيـةٌ وأحاطهـا قلـبُ الهـدى تدليـلا
حوريّةٌ ريحُ الجِنانِ عبيرُها فيها السَّنا القدسـيُّ كـان أصيـلا
ياطلعةَ الفـردوس ذابَ بروحهـا طـه نبيـاً والـداً وخليـلا
وخديجةُ الإسـلام ترعـى بـذرةً بفؤادهـا وتُحيطهـا تقبيـلا
حتى غَدَت معزوفةً عُلويةً يشدو بها صـوتُ السمـاء جليـلا
طُهرٌ يُعانقُه العفافُ ورحمةٌ تزكـو مدائنُهـا مـدىً وحقـولا
روحٌ من الفردوس فيه جَمالهُ يتحيّـرُ العشـاقُ فيـه طويـلا
زهراءُ أغنيةٌ يسافرُ لَحنُهـا دومـاً بعالمنـا الجميـل جميـلا
زهراءُ وارثةُ النبوةِ والهدى مَن للبتـول إذا ذكـرتُ مثيـلا ؟!
زهراءُ.. هل تدري لمـاذا قُلتُهـا لأبـدّد التعتيـمَ والتضليـلا
لأُعيـد للدنيـا منابـرَ أحمـدٍ فيهـا الكتـابُ مرتَّـلاً ترتيـلا
فيها السماءُ تذوبُ في آمالنا حتى تعودَ إلى الثوانـي الأولـى
زهراءُ أمنيةٌ لكـل مَطامـحِ المستضعفيـنَ مُخلّصـا ودليـلا
حبّـي لفاطـمَ أحمـرٌ متأجّـجٌ حبّـي لهـا لايقبـلُ التأويـلا
إنّي بصَعقاتِ الحبيب مُكَهرَبٌ وبسيفِـه الحُلـوِ النـديّ قتيـلا
يُحيي فؤادي من هواها نسمةٌ دوماً فأصبح بالهـوى مقتـولا
إني سأنقشُ حبَّها في جبهتي سيفاً سينسـف حاسـداً وعَـذولا
الله أعطاها الملائكَ كلها خدماً تتابـع فـي الهـوى جِبريـلا
إمّا تشرّفَ بعضُهم بزيـارةٍ صلّـى وهلّـل بعضُهـم تهليـلا
طه يعلّم والوصـيُّ يَحوطُهـا حبـاً تدفّـقَ صارمـاً مسلـولا
إنّي بحبّكِ يابتولُ مُفاخِرٌ أنـي اتّخـذتُ مـع الرسـول سبيـلا
للشاعر
عــــــلــــــي جــــــدعـــــــان