لمدة تجاوزت الـ 10 سنوات على منصة اليوتيوب ولعشرات الاف من ساعات المشاهدة قضيتها على هذه المنصة وما ان قررت البحث عن شيء ما أواجه فيه صعوبة فمن الشبه المستحيل ان تجد محتوى عربي يُعطيك حلاً او على الأقل يشرح لك بطريقة نقول عنها (بذمة وضمير) ولا تجد الا ان اغلب او النسبة الأكبر من القنوات العربية التي لها مليون متابع واكثر او اقل بقليل ما هي الا قنوات اقل ما يقال عنها انها قنوات تافهة ومضيعة للوقت بشكل تام، قنوات ليس لها أي محتوى سوى الهرج والقردنة وكثير الأحيان قلة الادب.
لو قررت إضاعة بضع دقائق من وقتك لمشاهدة مقتطفات من فيديوهات تلك القنوات فانت لن تصاب الا بالغثيان والاحساس بالتقيؤ على اقل تقدير.
لن اطيل في هذا الشق من الموضوع فلي عودة قريبة بمقال مخصص لتلك الفئة التافهة لابداء الرأي والتحليل، وللعودة الى الغرض الأصلي من المقال هو:
لماذا نفتقر نحن العرب الى المحتوى التعليمي المميز على قنوات اليوتيوب ؟
لو وضعنا عدة تساؤلات حول هذا المحور:
هل ثقافة المواطن العربي ثقافة محدودة ومسروقة في اغلب الأحيان من الأجانب؟
هل ليس لدينا القدرة على الابتكار والتركيز على محتوى نشعر بان المتلقي العربي بحاجة اليه؟
هل فشلنا الكبير في كل مفاصل الحياة انعكس على هذا النوع من الفيديوهات؟
الفكرة هنا مشابهة تماما الى فكرة المسلسلات والأفلام .. ان لم يكن الكاتب او المؤلف للمادة الفلمية شخصاً له صلة بالواقع الحقيقي للمتلقي فلن ومن المستحيل ان يقوم بكتابة وطرح ومناقشة أمور يمكن للطرف الثاني الاستفادة منها او الإحساس بها.
تحليلي بشكل عام للقنوات العربية ذات المحتوى التعليمي على اليوتيوب .. بقدر ما هي تحاول ان توهم المتلقي بان الهدف منها هو المحتوى ولكنك لن تجد غير الربح المادي هدفا على حساب كل شيء، وان المادة العلمية المعطاة مبتورة القدم او الساق ولن توصلك الى هدفك بتاتاً.
كمثال: لي فترة طويلة ابحث عن عدسة كاميرا يمكن استخدامها في مساحة ضيقة من الغرفة لتصوير فيديو شخصي لعرضه على اليوتيوب مثلا.
لا ابالغ اني قضيت اشهرا ابحث عن ذلك في اكبر القنوات العربية المتخصصة في هذا المجال وحتى هذه اللحظة لم اجد شخصا واحدا اعطى معلومة يمكن على أساسها ان اصل الى غايتي.
مثال اخر: طرق إضافة وتعديل عرض الكتابة في برنامج كامتازيا، بحثت لاشهر ايضا ولم اجد سوى طريقة واحدة يكاد ان يكون عشرات من صانعي المحتوى في هذا المجال قد سرقوا الفكرة وعرضوها منفردة نسخاً بدون أي تعديل، وكالعادة وبكل تأكيد فانهم قد نقلوها عن يوتيوبر اجنبي من مكان ما.
اصبحنا في عالمنا العربي لا يمكن ان نتجاوز حاجز النسخ واللصق ولن نذهب ابعد من ذلك، ولن تجد من يؤمن بالحديث الشريف ” لاخير في كاتم العلم “، كل ما يهمهم هو كيف تربح المال؟
أتمنى من القلة القليلة ولربما لن يتجاوزوا أصابع اليدين من صناع المحتوى العرب ممن يحاولون تقديم شيء ان يوازنوا بين لهثهم للمال والأمانة في نقل وتقديم شرح او معلومة يمكن للمتلقي الاستفادة منها كاملة.
باختصار : حللوا الفلوس الي تاخذوها من ورانا.
الله المستعان.
شنو رأيكم انتو؟ هل فعلا ان المحتوى العربي اصبح محتواه بعيداً عن تقديم الفائدة على حساب المتلقي؟
انتظر نقاشاتكم