قفزة فيلكس
أول مغامر في القفز الحر يكسر حاجز الصوت، حيث سجل سرعة قصوى بلغت 1342 كيلومترا في الساعة


ولد المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر في مدينة سالزبورغ النمساوية، وكان يحلم منذ طفولته بالقفز الحر من السماء وقيادة الطائرات الهليكوبتر، ونجح في القيام بأول قفزة من هذا النوع وهو في سن الـ16، ثم قام بصقل مهارته في القفز من خلال الانضمام لفريق استعراض القوات الخاصة النمساوية ليتحول إلى قافز حر محترف، ويزيد من مهاراته ليضم رياضة القفز من الأماكن الثابتة ويتمكن من تسجيل رقم قياسي كأعلى قفزة من مكان ثابت يتم تنفيذها في التاريخ، وذلك من فوق تمثال “السيد المسيح” بالعاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، أما ثاني رقم قياسي له فكان أعلى قفزة من مكان ثابت فوق برج “بتروناس” بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وبرج “تايبيه 101″.
وقد تم وضع اسمه ضمن الأبطال الرياضيين في شارع الأبطال في فيينا، كما تم ترشيحه لجائزة “وورلد سبورتس”، وفي فئتين رياضيتين بجائزة “نيا إكستريم سبورتس”، كما أنه حاصل على رخصة لقيادة بالونات الغاز، وقيادة طائرات الهيلكوبتر في النمسا والولايات المتحدة، إضافة إلى الرخصة الأوروبية التجارية.
كسر سرعة الصوت
وكلما أصبح الجو بارداً انخفضت سرعة انتقال الصوت، وعند مستوى ارتفاع 100 ألف قدم فوق سطح البحر من المتوقع أن يتمكن فيليكس من تخطي حاجز الصوت، ما يعني حاجته إلى الوصول لسرعة 1110 كم/ساعة والتي تعرف باسم “ماخ 1″، وإذا تمكن من الوصول إليها وتخطيها سيصبح “فوق صوتي”، أي أسرع من الصوت.
وسيواجه فيليكس مخاطر تتمثل في تعرضه للبيئة الخاصة بطبقات الهواء العليا والتي تتعلق مخاطرها بسرعة الاندفاع والضغط المنخفض والحرارة شديدة الانخفاض والمتقلبة.
ومن العوامل الهامة المؤثرة في نجاح القفزة هو الطقس، حيث إنه من أكثر الأشياء التي يصعب التنبؤ بها خاصة عندما نأخذ في الحسبان الرياح والتقلبات المفاجئة وكثافة السحب.
طريقة القفز
المهمة الجديدة ستتضمن صعود فيليكس عبر بالون إلى طبقة الستراتسفير (ثاني طبقة في الغلاف الجوي) وهو ارتفاع يصل إلى 36.6 ألف متر، ليقوم بقفزة حرة تهدف لتخطي سرعة سقوطه (سرعة الصوت)، وخلال تلك القفزة يمكن لفيليكس كسر 4 أرقام قياسية عالمية: كسر بشري لحاجز الصوت، وأعلى رحلة بالون به بشري، وأطول سقوط حر، وأعلى نقطة ارتفاع لقفز حر يجريها بشر.
وقد علق أحد المسؤولين بالمشروع قائلاً “إنه نظراً للظروف المحيطة فالقفزة أشبه بالوقوف على القمر”.
ولم تتناسب بدل الفضاء كاملة الضغط مع هذا النوع من القفز الحر الذي سينفذه فيليكس لضمان عودته سالماً للأرض، وإذا تمكنت بدلة الضغط الكامل من توفير الحماية للمغامر فستكون مفيدة للغاية في أبحاث الأمان الفضائية، ورغم أن بدلة فيليكس تمت صناعتها في شركة “ديفيد كلارك” بناء على نماذج بدلات تستخدم بواسطة طياري الطائرات التي تحلق على ارتفاع شاهق، فإنه تم تعديلها وإضافة تحسينات لها وصنعت على قياس المغامر.
ونظراً لأن رحلة الصعود قد تستغرق 3 ساعات للوصول إلى حافة الفضاء وسيحاط المغامر بالكثير من الظروف الجوية الشديدة القسوة التي لا يمكن تحملها كل تلك المدة، فقد تم صناعة كبسولة فضائية لحماية فيليكس أثناء الرحلة، وتساعد المعدات العلمية التي تعمل على مراقبة التجربة وتسجيل النتائج على الوصول إلى الأرض بعدما يقفز.
وسيستخدم في الصعود بالوناً مماثلاً لبالون الغاز الذي استخدم في تجربة مماثلة منذ 50 عاماً، لكن الفرق أن البالون الجديد لهذه المهمة سيرتفع فيها 6 آلاف متر زيادة عن البالون القديم.