انا مافاقع مرارتي الا اللي كانوا يضحكون على قصصي مع الحيوانات المفترسة ، ويحسبوني امزح معهم
مايدرون أني انا من جيل امتداد لأجيال رحلت ..منهم جدي الله يرحمه
اليوم بحكي لكم عن وصولاتي وجولاتي مع الحيوانات المفترسة ؟
____________________
مرة من المرارير كُنت في أدغال أفريقيا أبحث عن الكما ، . ما أثار دهشة الأفارقة أنني أحمل على كتفي بندقية عيار 50 مل
كلما سألوني عنها ، أجبتهم بأنني أعتمد عليها كثيراً بنبش الأرض والبحث عن الكما ، ولي فيها مآرب أخرى..طبعاً ماكانوا يعرفون انجليزي فكنت أضطر أني أتحدث معهم باللغة الأفريقية ( أأتمد أليها كسيرن لنبش الأرز ، ولي بيها ماارب أوهراا ) ..
مشينا في غابات السفاري ..وكانت الغابة مليئة بالحيوانات المفترسة ..على مدخل الغابة وجدنا ذئب مصاب ويصارع الموت ..سقيته ريد بول ( ماكان معاي موية)..وقام وهو يبي يطير ، وهو يقول عندي جوانح ..وقام يحضني وهو يقول أنت من اليوم أحسن صديق عندي ..وراح في سبيله ودموعي تسبقني في لحظة وداع حزينة ..
أخوياي الأفارقة ، كانوا كلهم خايفين إلا أنا طبعاً ..كل ما سمعوا صوت أسد جو يندسون خلف ظهري من الهلع ، في الأخير زودوها ..صاروا يقلدون أصوات أسود عشان يجون يلبقون
فهمت السالفة ..عشاني عربي، والا لو أني من عيال هاك الديرة كان مشيت عليّ ..ومشيت حالهم
قتلتهم واحداً تلو الآخر ..فخروا صراعا ..ورفستهم برجولي وقلت لو أنكم مسلمين مارفستكم برجولي ، لكن سأترككم للوحوش تنهش لحمكم ياعيال أفريقيا ..
اتجهت ناحية الفقع اي الكما ..وجدت الكما اللي يحبه قلبكم ..وبدأت أخذ وأعبئ بالكيس ( كيس الطحين جايبه معي من القرية ) ..
فجأة وإذا بالنمر أمامي ..ابتسمت له وقلت ..أسلم تسلم ( كان لابس صليب )
قال النمر : واللات والعزى لن تخرج من هنا سالماً ياهنري ..أرمي سلاحك .
قلت : قسمن بالله العظيم واللي جمعنا بلا ميعاد ..لو ماتغرب عن وجهي لأجعلن رأسك ثالث رجولك ( كُنت اقصد قطع عنقه ورمي رأسه عند قدميه ، رغم أنني أحمل بندقية لا سيفاً ) .
قال النمر : هع ..منتب صاحي يالزير سالم .
قلت : يعقب ويخسأ الزير سالم ، أنا أبو ديفيد والأجر على الله..أنا الفتى هنري صارع النمور في الفلاة ، أنا ابن محماس وطلاع الفقع ..متى أحط رجلي ماتلحقوني ..!( للمعلومية عندي حزام أسود في اختراق الضاحية ورمي القلة )
ما أن استقبلت القبلة مهرولاً ، حتى استوقفني الذئب وهو يعوي ..ولسان حاله يقول ، تبطي عظم يبو ..طلع الذئب هو صديقي اللي أنقذته وعطيته ريدبول ..
انصدمت !
وبدأت أذرف الدموع في مشهد درامي كأنني رشدي أباظه أمام محمود المليجي وفريد شوقي وهم كافشينه خارج من عند سعاد حسني في فيلم "وضاع العمر ياهنري " ..لم تتحرك عاطفتهم نحوي ، وبدأت مخالبهم تخرج من مخابئها وأنيابهم تلمع ( تجي عليها هذيك النجمة اللي تبرق زي حقت افلام كرتون) ..وخويكم ذبحته الذرقة ..
افتكرت حينها مقولة "اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" ..
رصاص البندق خلصته كله في الأفارقة ( لحد يجي يقول هنري هذا نصاب معاه بندق وماقتلهم ) ..بدون اعطائهم مجال للتفكير اتجهت نحو النمر وبطحته ومصعت رقبته وخرّ ميتاً ..والذئب موب مستوعب الحركة ( تعلمتها من ببيرو فتى الأدغال ) ..
قال بالله ياهنري عيد الحركة ..!!
قلت والله مدري كيف سويتها ..
قال والله انك صديقي ..قلت صداقتك مردودة عليك والقبر قدامك وسفرة دايمة ..!
الموقف الثاني ..
_____
مره من الأيام خرجت محمل بحقائب كثيرة ..متوجهاً إلى بلاد الغربة ..بلاد لا يعرفني فيها أحد ، رغم أنني أعرف ثلاث أرباع سكانها ..قبل أن أصل تلك البلاد مررت بأودية وشعاب ، وطرقات ممتلئة بقطاع الطرق والحيوانات البرية المفترسة ..كان لي معها معارك طاحنة ..لكم أن تتخيلوا كيف لي أن أقاتل أسدين وثلاث نمور وذئب ، وأنا محمّل بحقائيبي التي خرجت من روعة بها ..الحقيقة كانت تزيدني قوّة أكثر فأكثر ..
عندما دخلت وادي الأسود كان ملك الوادي يجلس بعيداً عن باقي الحيوانات ..وعندما رأوني عن بعد أخذ كل واحد منهم موقعة ..وعملوا دائرة وأنا في المنتصف ..!
قال لي الأسد الأكبر وبجانبه ذراعه الأيمن الأسد ولي العهد ..أهلاً ياهنري ..أنت جيت وإلا ربي جابك ..؟
قلت له لا أهلاً ولا سهلاً يا أسد ..أنا رجل طرقي ومالي ومال هالسوالف ..دعني أمرّ من هذا الوادي دون أن أذي أحدً ودون أن يؤذيني أحدً ..!
ضحك الأسد وهو يناظر باقي الحيوانات ويردد هل سمعتم ماقاله هذا الهنري ..عندها أيقنت أن ثمّة خاسر في هذه المعركة ..!
قلت له يا أسد الوادي ..أسألك بالله تفكني من شرّك ، وشر القتال ..تراي بالحيل مرهق ووراي مشوار طويل دعني أمرّ بسلام وطمأنينة ..
قال الأسد وأقسم بالله العظيم الذي خلق السموات بلا عمد لن تنعم بالأمن والأمان في الوادي مالم نعيشه واقعاً في الفيس ..!
أدركت حينها أنه من ضحايا الفيس بوك ..وقلت إذن هي الحرب ياسادة ..!
تحركوا بحركة دائرية ..وعين كل واحد منهم تقدح شرار ..وكأن كل واحد منهم يقول هو لي ..أصبحت أدور معاهم بطريقتهم كي لا يباغتني أحد منهم من الخلف ..ولأن المعارك من هذا النوع يبي لها روية وحكمة قررت أن أتعارك مع كبيرهم ..ولأن جدّي رحمة الله عليه قال يوماً في مجلسه في الصالون الأدبي الأثنيني يا ابنائي لا تتغزلوا الا بالجميل ..ولا تسرقوا إلا الثمين ..ولا تقتلوا إلا السمين ...رحمك الله ياجدّي رحمة واسعة .
بنظرة خاطفة وجدت أن أسمنهم هو الملك المتحدث باسم الحيوانات المفترسة الأسد ملك الوادي ..تركتهم يدورون حولي فيما انشغلت أنا بالحقائب أحزمها مضبوط كي لا تقع أثناء المعركة ..وبحركة خطافية تعلمتها من ماوكلي فتى الأدغال وجدتني أمام الأسد الأكبر الأسمن ..وصفعته صفعة زأر بسببها زئيراً يحلفون أنهم سمعوا صوته في جونتنامو ..وسقط صريع ودمه ينزف من أذنه ..يعني مات ..!
هذا أنا اذا عصبت ما أعرف أمي من أبوي ..وكي لا تقولون هنري كاذب سجلت المعركة كاملة بالجوال ..وسوف أرسلها على قناة العربية الحدث ليبثوها خبر عاجل ..قريباً ..
عندما شاهد بقية الحيوانات هذا المنظر وقع في قلوبهم الخوف ..وهجّوا هجّة حيوان واحد وغبارهم خلفهم .
في مواقف اخرى تريدوني اكمل والأ كفايه ..؟!