حققت مجموعة من العلماء اختراقا علميا يلقي الضوء على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بعدوى الإنتان.
ويصاب الآلاف بـ "القاتل الصامت" عندما تسبب عدوى، مثل تسمم الدم، استجابة مناعية عنيفة يهاجم فيها الجسم خلايا أجهزته.
وتستغرق الاختبارات الحالية للكشف عن الإنتان أياما، وتحتاج أحيانا إلى فترة أطول. ولكن البحث الجديد يمهد الطريق لأسلوب أسرع بكثير في تشخيص المريض، ما يعزز بشكل كبير من فرص بقائه على قيد الحياة.
واكتشفت الاختبارات التي أجريت على الفئران والبشر، اثنين من الجزيئات التي تنتجها الخلايا المناعية أثناء الإصابة بالالتهاب لفترة طويلة، كما يُلاحظ في تعفن الدم.
ووجد علماء جامعة كولومبيا أن المستويات المرتفعة من microRNAs، وهي عبارة عن أجزاء صغيرة من الشيفرات الوراثية، يمكن أن تشير إلى الحاجة للعلاج العاجل.
وأشارت المستويات المرتفعة من microRNAs وmiR-221 وmiR-222، إلى ضعف جهاز المناعة لدى الفئران المصابة بتعفن الدم. كما درس الباحثون مستويات microRNAs لدى 30 مريضا تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب إنتان الدم.
ولوحظ أن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات فشل الأعضاء، عندما لا يتم علاج الإنتان، شهدوا مستويات أعلى من miR-221 وmiR-222 في عينات دمهم.
ويعتقد الباحثون أن اختبارا للجزيء microRNAs، يمكن أن يساعد في تشخيص إصابة المرضى بالإنتان، ما يسمح للأطباء ببدء إعطاء المضادات الحيوية والسوائل، للسيطرة على العدوى بسرعة أكبر قبل فشل الأعضاء تماما.
يذكر أن الإنتان يقضي على 44 ألف شخص في بريطانيا و250 ألفا في الولايات المتحدة سنويا، ولكن، يمكن علاجه في وقت مبكر جدا باستخدام السوائل والمضادات الحيوية الوريدية.
وفي حال لم يتم علاجه على الفور، قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وفشل الأجهزة الرئيسية في الجسم. وحتى لو نجا المريض، يمكن أن يعاني من تلف في الدماغ أو فقدان الأطراف.
ويعتمد التشخيص حاليا على تقييم العلامات السريرية، بما في ذلك درجة الحرارة المرتفعة وضربات القلب غير الطبيعية ومعدلات التنفس.
وتجدر الإشارة إلى أن الطريقة الأكثر موثوقية لتأكيد التشخيص تكمن في إرسال عينة دم إلى المختبر، حيث يتم اختبارها وتعريضها لعدد من البروتينات التي يعتقد أنها تتأثر بالعدوى. ويمكن أن تستغرق النتائج ما يصل إلى 3 أيام.
وتوفر النتائج الجديدة التي نشرت في مجلة الطبيعة، الأمل في إجراء اختبار أسرع بكثير.