قصة قصيرة (استبدال الذاكرة القلقة)
اعتاد الرجل الآلي ان يقوم بتسلية العجوز الذي اشتراه في ساعة متأخرة من ليلة البارحة من شركة ( دع القلق ) للخدمات الالكترونية .
يقوم الرجل الالي بدغدغة رجلي العجوز ، واللعب معه ، ورشه بالماء ، وبامور اخری يتقنها . استمرت الحال الی حد ان العجوز اتقن ما يقوم به الرجل الالي من عمل روتيني . فطلب منه ان يبتكر اشياء اخری لم يجربها . فكر الرجل الالي كيف يرضي صديقه العجوز ويبعده عن الروتين اليومي وضغط الحياة عليه . واخيرا فكر الرجل الالي بخطة جهنمية لا تخطر علی بال الرجل العجوز مطلقا ، فقال له : لنبدأ بلعبة جديدة ، واظنها ستعجبك حتما ، وهي اساسا لم تخطر علی بالك او بال احد وربما لم تخطر علی بال الشيطان نفسه ، قال له العجوز : لنر ذلك ، قال الرجل الالي : " انني الان . . . استطيع ان أريك ذكريات الطفولة والشباب ايضا .
رن جرس البيت ، فخرج العجوز مسرعا ، ضحك الرجل الآلي حين عاد العجوز ولم يجد احدا خلف الباب ، وقال في سره : " الآن نجحت العملية " . اقترب الرجل الآلي من العجوز ، وهمس في أذنه : " هناك خطورة في الامر "
بدا الخوف ظاهرا علی وجه العجوز . مد يده اليمنی الی وجهه وهو يتلمسه ويمسح عنه قطرات العرق . ثم إلتفت الی الرجل الآلي ، وقال له : ما الخطورة في هذه اللعبة الجديدة ايها العبقري الذي مللت من معاشرته والعيش معه ؟؟ قهقه الرجل الآلي بصوت مرتفع . . . ثم قال له : " ياسيدي ومولاي . . . " ثم سكت برهة ، ليكمل الرجل العجوز غضبه واستياءه الممزوجين بالخوف ، اكمل اكمل . . . ايها الرجل الآلي الشرير .
نهض الرجل الآلي من جلسته . سار بضعة خطوات الی الامام ، ومثلها الی الوراء ، ثم خاطبه بصوت خفيض : " يمكن ان تحتجز وسط ذكری اذا تعلقت بها "
-- وكيف ذلك ؟؟
-- سأريك ان وافقت .
اشار الرجل العجوز للرجل الآلي برأسة دلالة علی الموافقة .
وبحركات بهلوانية ، قام بها الرجل الآلي اعاد العجوز الی ايام شبابه ، وهو يلعب كرة القدم ، وامامه فتاة خارقة الجمال لم ير مثلها حتی في احلامه التي كانت تهجم عليه عندما قرأ كتاب ( الف ليلة وليلة ) .
ادار الرجل الآلي وجهه صوب الفتاة قائلا لها : " لا يسمع . . . لا . . لا . . لا . . لايسمع . . لا يسمع " وهنا احتجز الرجل الآلي العجوز في ذكری شبابية ، وتقمص هيأته ليتبادلا الادوار .فيتحول الرجل الآلي الی عجوز . ويتحول العجوز الی رجل آلي ، ليقوم بدور آخر وهو تحويل الناس وحجزهم في ذكريات شبابية . ويمسح عن ذاكراتهم ضغط الحياة ، والقرف الذي يحيط بهم .
30/6/2018
#حسن_هاشم