يتسبب فيروس الحمى النزيفية في فشو حمى الوادي المتصدع الوخيمة حيث ينتقل الفيروس إلى الإنسان عن طريق حشرات القردان والمواشي، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو سوائل جسمه الأخرى.
وقد ينتقل الفيروس أيضاً إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المُعدات الطبية وإعادَة استخدام الإبر وتلوُّث اللوازم الطبية.
وتحمل بعض الحيوانات البرية والأليفة الفيروس، حيث تكون السبب الأصلي وراء حالات الإصابة البشرية، ويظل الفيروس في مجرى دم الحيوانات لمدة أسبوع تقريباً بعد إصابتها بعدواه، مما يسمح بانتقال العدوى من القراد إلى الحيوانات ثم منها إلى القراد ثانيةً، عندما يلدغها قراد آخر.
وقد ظهرت معظم الحالات في العاملين في تربية الماشية، والمزارعين وعمال المجازر والأطباء البيطريين.
وتظهر أعراض المرض في الحمى وآلام العضلات والدوخة وآلام الرقبة وتَيَبُّسها وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء.
ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالفيروس، الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، تليها تقلبات مزاجية حادة وارتباك.
وقد يحل محل هذا التَهَيُّج، الشعور بالنعاس والاكتئاب والتراخي، وقد تتركز آلام البطن في الربع العلوي الأيمن مع حدوث تضخم ملحوظ في الكبد.
ومن العلامات السريرية الأخرى سرعة نبضات القلب وتضخم الغدد اللمفاوية وظهور طفح ناتج عن النزيف تحت الجلد، وعادةً ما تظهر دلائل على حدوث التهاب في الكبد، وقد يعاني المريض من تدهور سريع في وظائف الكلى أو فشل كبدي أو رئوي مفاجئ بعد اليوم الخامس من المرض.
ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن الحمى النزيفية حوالي 30%، وبوجه عام يبدأ التحسن في حالة المرضى الذين يستردون عافيتهم في اليوم التاسع أو العاشر بعد ظهور المرض.
ويتمثل علاج الحمى النزيفية في توفير رعاية عمومية للمرضى وعلاج ما يظهر عليهم من أعراض، وقد استُخدم عقار ريبافيرين المضاد للفيروس في علاج الإصابة بالحمى النزيفية وكان له فوائد واضحة.
وللوقاية من الفيروس يجب أخذ التدابير الآتية:
– التأكد من خلو الدواب التي تعد للذبح من حشرة القردان قبل الذبح، لمَنَعَ انتقالها إلى البشر المتعاملين مع الماشية.
– يجب ارتداء ملابس واقية (أكمام طويلة وسراويل طويلة) وأن تكون الثياب فاتحة اللون ليسهل اكتشاف وجود أي قراد على الملابس.
– استعمال أنواع مُعتمَدة من المبيدات الكيميائية والمواد الطاردة المخصصة لقتل القراد على الجلد والملابس.
– فحص الملابس والجلد بانتظام لاكتشاف وجود أي قراد عليهما؛ وفي حالة اكتشافها يجب إزالتها بطريقة آمنة.
– السعي إلى إزالة القردان من أجساد الحيوانات بطريقة آمنة.
– تَجَنُّب المناطق التي تتواجد فيها القردان بكثرة.
– ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية أثناء التعامل مع الحيوانات عند الذبح أو أنسجتها في أماكن تَوَطُّن المرض، وكذلك عند رعاية المرضى المصابين بالفيروس.
– فرض الحجر الصحي على الحيوانات قبل دخولها إلى المجازر أو الرش المنتظم للحيوانات بالمبيدات قبل ذبحها بأسبوعين.
– تَجَنُّب الاتصال الجسدي المباشر بالمصابين بفيروس الحمى.
– المداومة على غسل اليدين بعد رعاية المرضى المصابين بالفيروس أو زيارتهم.
– استخدام معدات الوقاية الشخصية وإتباع ممارسات مأمونة لحقن المرضى ودفن الموتى.
– ينبغي أن يتولى موظفون مُدرَّبون التعامل مع العينات المأخوذة من الأشخاص المُشتبَه في إصابتهم بفيروس الحمى في مختبرات مُجهَّزة بما يلزم من معدات.
رد مع اقتباس