مرض الزهري
يُعَد الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) مرضاً بكتيريَّ المنشأ، ويظهر نتيجة الإصابة بالجرثومة ِاللولبية الشاحبة (بالإنجليزية:Treponema pallidum)، ويُعدّ ضمن الأمراض المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: (Sexually transmitted disease)، وقد بيّنت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) أنّ معظم حالات الإصابة بالزهري ظهرت في الشاذين جنسياً.
أعراض الزهري
أعراض الزهري العامة تتشابه أعراض الإصابة بمرض الزهري بأعراض أمراضٍ أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض الإصابة بالزهري تختلف تِبعاً لمراحل تفاقُم المرض، وفيما يأتي بيان ذلك:
الزهري الأولي: (بالإنجليزية:Primary syphilis)، إنَّ أول أعراض الإصابة بالزهري الأوليّ ظهور ما يُعرف بالقرحة الصلبة أو القرحة الزهرية (بالإنجليزية:Chancre) والتي تتصف بما يلي:
تظهر على هيئةِ قرحةٍ واحدة صلبة دائرية غير مؤلمة أو مجموعة من القروح.
تبدأ القرحة الصلبة بالظهور بعد ثلاثة أسابيع من العدوى ثم تبدأ بالاختفاء خلال ثلاثة إلى ستة أسابيع سواءً تم البدء بالعلاج أم لا.
تظهر القروح في المناطق التي دخلت خلالها البكتيريا إلى جسم المصاب.
تصعُب أحياناً ملاحظة القروح غير المؤلمة بسبب ظهورها في مناطق مخفيةٍ كالمهبل وفتحة الشرج.
الزهري الثانوي: (بالإنجليزية: Secondary syphilis)، وفي هذه المرحلة تظهر بعض الأعراض، وغالباً ما تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها سواء خضع المصاب للعلاج أم لا، ولكنّ تركها دون علاج يتسبب بتفاقم المرض وتقدمه إلى المراحل اللاحقة، ونُجمل أهمّ أعراض المرحلة الثانية فيما يأتي:
التهاب الحلق (بالإنجليزية: Sore throat). الحُمّى (بالإنجليزية: Fever)
انتفاخ في الغدد الليمفاويّة.
الصُداع.
تساقط الشعر على شكل رقع (بالإنجليزية: Patchy hair loos).
فقدان الوزن.
الشعور بالتعب والإعياء العام (بالإنجليزية: Fatigue).
ألم في العضلات.
الطفح الجلديّ، وهو أكثر ما يميز هذه المرحلة، وعادةً ما يبدأ بالظهور في الجذع وقد ينتشر ليُغطّي مناطق الجسم كافّة، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الطفح الجلديّ يظهر عادةً في مرحلة اختفاء القرصة الزهريّة أو بعد عدّة أسابيع من اختفائها، وقد يظهر الطفح الجلدي على هيئات عديدة، وهي كما يلي:
نقاط حمراء أو حمراء مائلة إلى اللون البنيّ، والتي عادة ما تظهر على كفوف اليدين وباطن القدمين.
طفح جلديّ خافت، فقد لا تتمّ ملاحظته.
ورم لقمي مسطح (بالإنجليزية: Condyloma lata)، والذي يظهر على هيئة جروحٍ كبيرة رماديّة أو بيضاء الون، ويظهر في مناطق الجسم الرطبة كالفم، وأصل الفخذ، وتحت الإبط.
طفح جلديّ مُشابه بسماته للطفح المُصاحِب لأمراضٍ أُخرى.
الزهري الكامن: (بالإنجليزية: Latent syphlis)، في حال عدم خضوع المصاب للعلاج فإنّ الزهري يتقدم إلى ما يُعرف بالمرحلة الخفيّة أو الكامنة، وعُرفت هذه المرحلة بهذا الاسم لعدم ظهور أيّة أعراض أو علامات فيها، وقد تستمر لعدة سنوات.
الزهري الثالثي: (بالإنجليزية: Tertiary Syphilis)، قد تظهر أعراض هذه المرحلة خلال 10-30 سنة من لحظة التعرّض للإصابة، وعندها يؤثر الزهري في أنظمة الجسم المختلفة مثل الدماغ، والأعصاب، والعيون، والقلب، والأوعية الدمويّة، والكبد، والعظام وغيرها.
أعراض الزهري العصبي والبصري
هناك ما يُعرف بالزهري العصبيّ (بالإنجليزية: Neurosyphilis) الذي قد يظهر خلال أيّ مرحلة من مراحل المرض، وذلك نتيجة مهاجمة الزهري للجهاز العصبي ممّا يسبب أعراضاً غالباً ما تتمثل بالصداع، وصعوبة التحكم بحركة العضلات، والشلل، وغيرها. وهناك ما يُعرف بالزهري البصري (بالإنجليزية: Ocular Syphilis) الذي يتمثل بإصابة الزهريّ لأي تركيبٍ في العين خلال أي مرحلة من المراحل السابقة مُحدثاً العديد من الأعراض، ومنها تغيرات على مستوى النظر والعمى الدائم.
أعراض الزهري الخلقي
في حقيقة الأمر يُعَرّف الزهري الخلقي (بالإنجليزية: Congenital syphilis) على أنّه الزهري الذي ينتقل عبر المشيمة من الأم الحامل المصابة به إلى جنينها، وغالباً ما يؤدي إلى إجهاضٍ تلاقائي للجنين (بالإنجليزية: Spontaneous abortion) أو ولادة جنينٍ ميت (بالإنجليزية: Stillbirth)، كما تختلف أعراض الإصابة لدى الطفل المُصاب اعتماداً على عمره وهي كما يلي:
الأطفال دون السنتين: تتشابه أعراض الإصابة في هذه الفئة العمرية بأعراض الزهري الثانوي الشديدة، مع انتشارٍ واسعٍ للطفح الجلدي والأورام اللقمية المسطحة بالإضافة إلى التهاب الأغشية المخاطية للأنف.
الأطفال الأكبر عمراً: تبدو أعراض الإصابة في هذه الفئة كصممٍ في العصب الثامن وضمورٍ في العصب البصريّ والعديد من الاضطرابات البصرية والتي قد تؤدي إلى العمى، بالإضافة إلى تأثير الزهري في عظام الجسم والأسنان والتي تظهر على هيئة عدّة تشوهات، نذكر منها ما يلي:
الأنف السرجي (بالإنجليزية: Saddle nose)، والذي يحدث نتيجة تَحطُم حاجز الأنف. قصبة الساق سيفية الشكل (بالإنجليزية: Saber shins)، التي تتشكل نتيجة التهاب وانحناء قصبة الساق.
مفاصل کلاتون (بالإنجليزية: Clutton's joints)، حيث تظهر نتيجة التهاب مفاصل الركبة.
أسنان هتشنسون (بالإنجليزية: Hutchinson's teeth)، حيث تظهر القواطع العلويّة مُحززةً مع حدوث فراغات واسعة بينها.
الوقاية من الزهري
في حقيقة الأمر إنّ الطريقة المُثلى لضمان عدم الإصابة بالزهري هي الامتناع التام عن ممارسة الجنس بأنواعه، وفيما يلي تفصيلٌ لبعض إجراءات السلامة التي تُقلل من فرصة العدوى أثناء الاتصال الجنسيّ:
استخدام العازل (بالإنجليزية: Condom).
إجراء فحوصاتٍ مخبريّة للشريكين للتأكد من عدم الإصابة، وإعلام الشريك بنتائج الفحص إذ إنّ الشريك الجنسيّ للمُصاب في خطر، وقد يتطلب الأمر إخضاعه للعلاج أيضاً.
علاج الزهري
في الحقيقة يمكن الشفاء من الزهري بشكلٍ ناجحٍ إنْ تمّ البدء بالعلاج في المراحل المُبكّرة من لحظة الإصابة بالعدوى، إلّا أنّ الأضرار الناتجة عن الإصابة لا يمكن مُداواتها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستراتيجية المُتّبعة في علاج الزهري تعتمد على الأعراض الظاهرة ومدّة الإصابة، ويمكن تلخيصها فيما يأتي:
الحقن العضليّ بدواء بنزاثين بنسيلين جي (بالإنجليزية: Benzathine penicillin G) للمصابين بالزهري الأولي والثانوي والكامن، أمّا المرحلة الثالثية تتطلّب عدّة حُقَنٍ على فتراتٍ أسبوعية.
الحقن الوريديّ للبنسلين (بالإنجليزية:Penicillin) كل أربع ساعاتٍ، وذلك لمدة أسبوعين بهدف التخلص من البكتيريا التي اخترقت الجهاز العصبي المركزي، أي بمعنى آخر لعلاج الزهريّ العصبي.
العلاج البديل للمرضى المصابين بحساسية تجاه البنسلين وذلك في المراحل البدائية من الإصابة، أما في حالة الزهري الثالثي والحمل؛ فيُلجأ إلى ما يُعرف بإزلة التحسس تجاه البنسلين، كما يجب إخضاع الأطفال حديثي الولادة للأمهات المُصابات إلى العلاج باستخدام مضاداتٍ حيويّة مناسبة.