ما هو أول ملك يأتيك في القبر قبل منكر ونكير ؟!
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَنْ أَوَّلِ مَلَكٍ يَدْخُلُ فِي الْقَبْرِ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْلَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ ؟
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا ابْنَ سَلَامٍ ، يَدْخُلُ عَلَى الْمَيِّتِ مَلَكٌ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ نَكِيرٌ وَمُنْكَرٌ ، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ ، اسْمُهُ «رَوْمَانُ» . فَيَدْخُلُ عَلَى الْمَيِّتِ فَيُدْخِلُ رُوحَهُ ثُمَّ يُقْعِدُهُ فَيَقُولُ لَهُ : ﴿اكْتُبْ مَا عَمِلْتَ مِنْ حَسَنَةٍ وَسَيِّئَةٍ﴾ ، فَيَقُولُ : ﴿بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ أَكْتُبُ ؟ أَيْنَ قَلَمِي وَأَيْنَ دَوَاتِي﴾ ؟! فَيَقُولُ : ﴿قَلَمُكَ إِصْبَعُكَ ، وَمِدَادُكَ رِيقُكَ ، اكْتُبْ﴾ ، فَيَقُولُ : ﴿عَلَى أَيِّ شَيْ‏ءٍ أَكْتُبُهُ وَلَيْسَ مَعِي صَحِيفَةٌ﴾ ؟! فَيَمْزِقُ قِطْعَةً مِنْ كَفَنِهِ فَيَقُولُ : ﴿اكْتُبْ فِيهَا﴾ . فَيَكْتُبُ مَا عَمِلَ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَسَنَةٍ فَإِذَا بَلَغَ سَيِّئَةً اسْتَحْيَا مِنْهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ : ﴿يَا خَاطِئُ ، أَفَلَا كُنْتَ تَسْتَحْيِي مِنْ خَالِقِكَ حَيْثُ عَمِلْتَهَا فِي الدُّنْيَا ، وَالْآنَ تَسْتَحْيِي مِنِّي﴾ ؟! فَيَكْتُبُ فِيهَا جَمِيعَ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ ثُمَّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَطْوِيَهُ وَيَخْتِمَهُ ، فَيَقُولُ : ﴿بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ أَخْتِمُهُ وَلَيْسَ مَعِي خَاتَمٌ﴾ ؟! فَيَقُولُ : ﴿اخْتِمْهَا بِظُفُرِكَ﴾ . وَيُعَلِّقُهَا فِي عُنُقِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ : ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا﴾ ، ثُمَّ يَدْخُلُ بَعْدَ ذَلِكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ .
المصدر : (بحار الأنوار : ج56، ص234.)