إن التحدث بلغات العالم العديدة هو قدرة يسعى الكثيرون لاكتسابها، لما توفره من إمكانية انفتاح على العالم وتقريبٍ للثقافات والأفكار. وكنوعٍ من التحفيز الممزوج بالكثير من الدهشة والإعجاب، سنقدم لكم من خلال هذا الموضوع شخصيات تاريخية تتحدث عددًا كبيرًا من اللغات. هي شخصيات تثبت لك بطريقة غير مباشرة أن قدرات العقل البشري في التعلم قمة في العمق، وأنه لا نهاية أو حدود لتعلم اللغات الأجنبية.
لودفيك زامنهوف – Ludwik Lejzer Zamenhof
لودفيك زامنهوف هو طبيب عيون ولغوي من أصل بولندي. درس
اللغة اللاتينية واليونانية والعبرية والآرامية في المدرسة ثم بدأ بتعلم غيرها إلى أن أصبح يتحدث أيضًا
الفرنسية،
الألمانية،
اليديشية والروسية وكذا استطاع تعلم اللغة الاصطناعية
فولابوك.
بعد إتقانه وإجادته التامة لهذه اللغات التسع، لم تقتصر مواهبه اللغوية على الاستقبال والتعلم فقط، بل قام بإنشاء لغة جديدة ورعاها وهي لغة
الإسبرانتو المصممة خصيصًا للسماح بتواصل فعال وسلس بين أفراد العالم. على الرغم من صعوبة تقدير عدد الأشخاص الذين يتحدثون الإسبرانتو اليوم، إلى أن نجاح وانتشار هذه اللغة المخترعة لايمكن إنكاره نظرًا لنشاط الفئة التي تستخدمها.
إليزابيت الأولى؛ ملكة إنجلترا – Elizabeth I
تعتبر “الملكة العذراء” – كما لقبت دائمًا – من أهم الشخصيات الملكية المثيرة في مجال اللغة، فإجادتها لكم هائلٍ من اللغات الأجنبية جعل منها أسطورة حقيقة في أروقة قصور العالم. فإلى جانب
الإنجليزية، كانت الملكة تجيد الكتابة
باللاتينية، الإيطالية، الفرنسية واليونانية. ثم أضافت بعد ذلك إلى رصيدها اللغوي كلًا من
اللغة الويلزية، الكورنية، الاسكتلندية والأيرلندية.
اتقان الملكة لكل هذه اللغة لم يكن بسيطًا، فكما صرح السفير الفينيسي سنة 1603 “كانت الملكة تتقن هذه اللغات وكأنها لغتها الأم”، الأمر الذي أمكنها – كما يروي التاريخ – من اكتساب القدرة الرفيعة على الترجمة حيث يقال أنها ترجمة مجموعة من الكتب على رأسها Prayers or Meditations لزوجة الملك السادسة كاثرين بار إلى اللاتينية، الفرنسية والإيطالية وقدمت الترجمة لوالدها كهدية رأس السنة وهي لاتزال مراهقة.
فريدريك إنجلز – Friedrich Engels
هذا الفيسلوف الألماني كان صديقًا مقربًا لكارل ماكس ومساهمًا فعلًا في تطوير وتفعيل النظرية الماركسية. إلى جانب كل أفكاره الشيوعية والسياسية فقط كان بنكًا لغويًّا لايستهان به، حيث كان يتقن
اللغة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والإيغالية الإيرلندية والروسية والبولندية والميلانية والقوطية والنوردية القديمة (لغة اسكندنافية من العصور الوسطى)
والسكسونية القديمة إلى جانب دراسته
للعربية.
إلى جانب ذلك تقول الأسطورة أنه استطاع تعلم
الفارسية في ثلاثة أسابيع!
ألكسندر أرغويليس – Alexander Argüelles
لو أردت الخروج قليلًا من دوامة التاريخ والماضي البعيد ثم الدخول في معالم الوقت المعاصر، فلابداية لك إلا مع ألكسندر أرغويليس وهو باحث أمريكي في مجال اللغات والذي يلقب ب “
رجل الخمسين لغة“؛ حيث يتحدث
10 لغات بطلاقة اللغة الأم ويستطيع قراءة
40 لغة وهو لازال في الأربعين من عمره !
بدأ اهتمامه باللغات بعد فشله في تعلم اللغة الفرنسية خلال مرحلة المراهقة حيث حاول تطوير مستواه إلى أن وصل للجامعة وأُعجب باللغة الألمانية. هنا، كانت انطلاقته الحقيقية بين لغات العالم، وبدأ بتعلمها واحدةً تلو الأخرى، وفي وقت واحدٍ.
يقول هذا الباحث أن
أي شخصٍ ذهب يومًا للمدرسة فعليه أن يجرب تعلم على الأقل ستِ لغات في حياته !
ما رأيك في قوله ؟
كاتو لومب – Kató Lomb
غنهارية (مجرية) قضت معظم حياتها مبحرةً في مجال علم اللغات لتصبح واحدةً من أهم رواده. هي واحدة من أوائل مترجمي التاريخ الذين اعتمدوا على الترجمة الفورية. حياتها دامت قرابة المائة سنة قبل وفاتها عام 2003، خلالها تعلمت حوالي ستة عشر لغةً، والسر؟ رزمة فضول لاتضمر وعدم خوفٍ من الفشل.
بعد دراسة الفيزياء والكيمياء ، قررت كاتو لومب تعلم
اللغة الإنجليزية بنيةِ أن تصبح أستاذة بحثت لنفسها عن كتاب مدرسي وقاموس ثم بدأت القراءة بنهم مستخدمة هذه اللغة إلى أن تمكنت من إتقانها بطلاقة.
شغفها بالأمر لم يتوقف فقط عند الأنجليزية، فقد استطاعت أيضًا تعلم اللغة
البلغارية والرومانية والبولندية والروسية والسلوفاكية والأوكرانية والدنماركية والفرنسية والألمانية والروسية والإيطالية والإسبانية والعبرية واللاتينية واليابانية والصينية.
جون رونالد رويل تولكين – J. R. R. Tolkien
هو فيلسوف، شاعر، كاتب وأستاذ جامعي إنجليزي، إلى جانب
الإنجليزية، تعلم منذ صغر مجموعة من اللغات وهي
الفرنسية، الألمانية، الفنلندية واللاتنية. ثم تأثر بعدها بشكلٍ كبير بلغات أخرى هي
الإيطالية، الإسبانية، اليونانية، النوردية القديمة، القوطية والإنجليزية القديمة.
تتمتع هذه الشخصية بميزة خاصةً مقارنة بكل ما سبق من الشخصيات وهي القدرة على خلق
لغات خيالية، والتي لها قواعد لغوية ! هو أمر كان يميز كتابات جون ر. ر. تولكين خاصةً في كتاب
The Lord of the Rings، The Silmarillion و The Hobbit.
يقدم لك كل هؤلاء، كما أخبرتك في البداية شحنة تفاؤل ضخمة تدفع بك لتعلم اللغات الأجنبية والتي حتمًا تعلم تمامًا مدى أهمية معرفتها.