وجدت دراسة جديدة أن العمل كمضيف للطيران يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمجموعة من السرطانات، مقارنة بالسكان عموما.
وتتبع باحثون أكثر من 5 آلاف شخص، ووجدوا أن خطر الإصابة بسرطان الثدي زاد بنسبة تفوق 50% لدى مضيفات الطيران أكثر من النساء الأخريات، في حين ارتفعت مخاطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة تصل إلى 74%، لدى طاقم الطيران مقارنة بالسكان العاديين.
ولم توضح الدراسة أسباب هذه الزيادة، لكن الباحثين قالوا إن التعرض المتزايد للإشعاع المتأين في الوقت الذي يقضيه الطاقم في الطبقات العليا للجو الرقيق، وكذلك فترات النوم المتقطعة ودورات الوجبات، يمكن أن تكون عوامل خطر للإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات.
ووصف الباحثون نتائج الدراسة التي نشرت في دورية "Environmental Health" بأنها مثيرة للقلق، خاصة في ما يتعلق بأسلوب حياة طاقم الطيران غير الصحي.
وقالت الدكتورة، إيرينا موندخوفيتش، من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد: "إن دراستنا هي من بين أكبر الدراسات وأكثرها شمولا حول السرطان بين أفراد طاقم الطيران حتى الآن، ونبلغ عن انتشار أعلى لسرطان الثدي وسرطان الجلد والورم الميلانيني، هو أخطر أنواع سرطان الجلد، بين أطقم الطيران مقارنة بعامة السكان".
ولوحظت زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 3.4% بين أطقم الطيران مقارنة بـ 2.3% في عامة السكان، والإصابة بعنق الرحم بنسبة 1.0% مقارنة بـ 0.70%، والجهاز الهضمي بـ0.47% مقارنة بنسبة 0.27%، والغدة الدرقية بنسبة 0.67% مقارنة بـ 0.56%.
كما وجدت الدراسة أيضا أن خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الجلد وغيرها من أنواع السرطان، يرتفع مع كل 5 سنوات من العمل.
ويتعرض مضيفو الطيران للعديد من المواد المسرطنة المعروفة والمحتملة في بيئة المقصورة، وتشمل هذه المواد الإشعاعات التي تعتمد على الارتفاع وتعطيل ساعة الجسم من خلال أنماط التحول غير المنتظمة وسوء نوعية الهواء داخل المقصورة.
وقال الباحثون إن فترات العمل لا يبدو أنها مرتبطة بسرطان الثدي أو سرطان الغدة الدرقية أو سرطان الجلد في كل النساء، ولكنها ارتبطت بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي لم يكن لديهن أطفال أبدا، أو النساء اللواتي لديهن ثلاثة أطفال أو أكثر.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج تشير إلى ضرورة بذل جهود إضافية لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان بين المضيفات، بما في ذلك مراقبة جرعة الإشعاع وتنظيم الجداول الزمنية.