كشف أسرار لفائف مخطوطات البحر الميت
كشفت تقنية جديدة للتصوير تم تطويرها لتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا عن أسرار جديدة للفائف مخطوطات البحر الميت.
فقد اكتشف علماء الآثار الإسرائيليون والأميركيون، باستخدام أجهزة مُصممة أصلا للتلسكوبات الفضائية، أن الأجزاء المتحللة يمكن أن تكشف عن نص لم يمكن رؤيته من قبل. وعلى الرغم من أن آلات التصوير العادية لم تتمكن من اكتشاف النص المكتوب، إلا أن الباحثين استخدموا تقنية التصوير متعدد الأطياف لوكالة ناسا وبعض المرشحات الفعّالة للكشف عن النص المخفي.
جزء من مخطوطات البحر الميت أصبح مقروءًا بمساعدة تقنية معالجة الصور. (NASA)
قال بنينا شور، رئيس مختبر مخطوطات البحر الميت، في مقابلة مع صحيفة تايمز أف إسرائيل، “إن التصوير متعدد الأطياف يتيح لنا قراءة ما هو غير مرئي للعين.”
الأمر الأكثر إثارة هو أن بعض النصوص المكتشفة حديثا لم تتوافق مع أي مخطوطة معروفة. فهي تشير إلى إمكانية وجود نص غير مكتشف.
وكانت هيئة الآثار الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن هذه النتائج الجديدة في فعالية أقيمت في أيار/مايو بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاكتشاف مخطوطات البحر الميت.
أسرار مخطوطات البحر الميت
أطلال قمران، بالقرب من الكهوف التي تم فيها اكتشاف لفائف مخطوطات البحر الميت في إسرائيل. (© Richard T. Nowitz/Corbis/Getty Images)
تحتوي المخطوطات على بعض أقدم الأعمال الباقية من الكتاب المقدس العبري، وهي جزء من النص المقدس لكل من اليهوديةوالمسيحية. وكان الرعاة البدو وعلماء الآثار قد اكتشفوا هذا الكنز الدفين والذي يشمل المئات من المخطوطات القديمة في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. وقد أحدثت المخطوطات والأجزاء التي اكتشفت في كهوف قمران ثورة في دراسة التاريخ التوراتي وشكل الحياة منذ ألفي عام.
كانت الأجزاء التي لم تفك رموزها قد اعتراها الإهمال وطواها النسيان بعد أن وُضعت في صناديق سيجار في متحف إسرائيل منذ عقود. ولكن عندما بدأ طالب الدكتوراه الأميركي أورين أبلمان في فرزها قبل عام ونصف، وجد آثارًا لحروف.
قال أبلمان، “عادة ما يتعامل العلماء مع مواد مخطوطات البحر الميت بعد تنظيفها ومعالجتها. لكن هذه الأجزاء لم يتم تنظيفها ومعالجتها أبدًا.”
كان لدى مختبر أبلمان إمكانية الوصول إلى جهاز تصوير متعدد الأطياف تم تطويره بالتعاون مع وكالة ناسا، وكان بإمكانه قراءة النص متجاوزا ما اعتراه من تلف واضمحلال.
قال أبلمان إنه لا يستطيع أن يصدّق أنه يشارك في دراسة تاريخية كطالب دراسات عليا. “إنه لأمر مثير.”
وهكذا، من مختبرات علم الآثار إلى حقول المزارعين، تجلب وكالة ناسا تكنولوجيا الفضاء إلى الأرض.