كُنْ أو لا تَكُنْ
لاتنكأنَّ جراحاتِ النوى عَتَبا .......... يكفيكَ من واكفاتِ الدّمعِ ما انسكَبا
واكظمْ شجونَكَ مابينَ الحشا جَلَداً .......... ومن ضلوعِكَ اِطعِمْ نارَها حَطَبا
مازالَ ذكراهُمُ شوقاً يؤرّقني .......... وبينَ جفنَيَّ نجمُ الليلِ قد وَثَبا
ودعتُهمْ خافقي قبلَ الرحيلِ هوىً .......... وأودعوا نأيَهمْ في حِشوَتي لَهَبا
هَبْ انَّ قلبي تأسّى هجرَهمْ مَضضاً ..... ماحيلتي لو نزيفُ الصبرِ قد نَضُبا
رَشفتَ منّي رَحيقَ العمرِ أطيَبَهُ .......... وهل يُعيدُ فَراشُ الرَوضِ ما سَلَبا
ياليتَ وجدَكَ طبعُ النّحلِ معدنُهُ .......... فالنّحلُ يشتفُّ روحَ الزهرِ كي يَهِبا
ظبيٌ تروّى سجايا الذئبِ أبغضِها .... أم أنّهُ شيمةً من دهرهِ احتلَبا
أم يحسَبُ الشوقَ اِلاّ نزوَةً جَمَحَتْ ..... بين الحَنايا فزلَّ العقلُ واحتجَبا
للشوقِ أهلٌ فكُنْ أو لاتَكُنْ اِبداً .......... لايغفرنَّ لمنْ قد يدّعي كَذِبا
بقلمي