الأفراح والأحزان المقدسة
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمَعِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَغْتَمُّ وَأَحْزَنُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَعْرِفَ لِذَلِكَ سَبَباً ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّ ذَلِكَ الْحَزَنَ وَالْفَرَحَ يَصِلُ إِلَيْكُمْ مِنَّا ، لِأَنَّا إِذَا دَخَلَ عَلَيْنَا حُزْنٌ أَوْ سُرُورٌ كَانَ ذَلِكَ دَاخِلًا عَلَيْكُمْ لِأَنَّا وَإِيَّاكُمْ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَجَعَلَنَا وَطِينَتَنَا وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةً ، وَلَوْ تُرِكَتْ طِينَتُكُمْ كَمَا أُخِذَتْ لَكُنَّا وَأَنْتُمْ سَوَاءً ، وَلَكِنْ مُزِجَتْ طِينَتُكُمْ بِطِيْنَةِ أَعْدَائِكُمْ فَلَوْلَا ذَلِكَ مَا أَذْنَبْتُمْ ذَنْباً أَبَداً .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَفَتَعُودُ طِينَتُنَا وَنُورُنَا كَمَا بَدَا ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِي وَاللَّهِ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الشُّعَاعِ الزَّاهِرِ مِنَ الْقُرْصِ إِذَا طَلَعَ أَهُوَ مُتَّصِلٌ بِهِ أَوْ بَائِنٌ مِنْهُ ؟
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلْ هُوَ بَائِنٌ مِنْهُ .
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَفَلَيْسَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ وَسَقَطَ الْقُرْصُ عَادَ إِلَيْهِ ، فَاتَّصَلَ بِهِ كَمَا بَدَا مِنْهُ ؟
قُلْتُ : نَعَمْ .
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : كَذَلِكَ وَاللَّهِ شِيعَتُنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ خُلِقُوا وَإِلَيْهِ يَعُودُونَ ، وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَمُلْحَقُونَ بِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّا لَنَشْفَعُ فَنُشَفَّعُ وَوَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَشْفَعُونَ فَتُشَفَّعُونَ وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلَّا وَسَتُرْفَعُ لَهُ نَارٌ عَنْ شِمَالِهِ وَجَنَّةٌ عَنْ يَمِينِهِ ، فَيُدْخِلُ أَحِبَّاءَهُ الْجَنَّةَ وَأَعْدَاءَهُ النَّارَ .
المصدر : (علل الشرائع : ج1, ص93.)