بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أنا في الدنيا الآن قلق، متوتر، خائف، لكنني لا أشعر بلسعة الذنوب كما أشعر بها في الآخرة، أنا في الدنيا لا أتحمل مصيبة، عود كبريت أشعله لا أستطيع أن أمسه بإصبعي، لو أسجن أيام في زنزانة لا أطيق الحياة، يضيق صدري، تسود الدنيا في عيني، أنا لا أتحمل مصيبات الدنيا، فكيف أتحمل مصيبة الآخرة، هنا يركز الإمام أمير المؤمنين علي «وأنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على أهلها على أن ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه يسير بقاءه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الآخرة» هل تعلم أن القبر سجن! نحن لا نشعر بهذا إلا إذا نزلنا إلى القبر، هل يتحمل الإنسان هذا السجن، أن يعيش فيه قرونا وسنين! «فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن أهله لأنه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا مالا تقوم له السماوات والأرض فكيف بي وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين».
وهناك كلمات للإمام الحسين في دعاء عرفة يعلمنا فيها كيف نعترف بذنوبنا يقوم الحسين بالمقارنة بين العبد وبين ربه حتى يعترف العبد بذنبه «مولاي أنت الذي أنعمت أنت الذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الي أفضلت أنت الذي مننت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي أعطيت أنت الذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الذي هديت أنت الذي عصمت أنت الذي سترت أنت الذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكنت أنت الذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الذي عضدت أنت الذي أيدت أنت الذي نصرت أنت الذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي أكرمت تباركت ربي وتعاليت فلك الحمد دائما ولك الشكر واصبا ثم أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي أنا الذي أخطأت أنا الذي أغفلت أنا الذي جهلت أنا الذي هممت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت أنا الذي تعمدت أنا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت إلهي أعترف بنعمتك عندي وأبوء بذنوبي فاغفرها لي يامن لا تضره ذنوب عباده وهو الغني عن طاعتهم والموفق من عمل منهم صالحا برحمته فلك الحمد إلهي أمرتني فعصيتك ونهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر ولا ذا قوة فأنتصر فبأي شيء أستقبلك يا مولاي أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم برجلي أليس كلها نعمك عندي وبكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة والسبيل علي يامن سترني من الآباء والأمهات أن يزجروني ومن العشائر والإخوان أن يعيروني ومن السلاطين أن يعاقبوني ولو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذا ما أنظروني ولرفضوني وقطعوني فهاأنذا بين يديك يا سيدي خاضعا ذليلا حقيرا لا ذو براءة فأعتذر ولا قوة فأنتصر»