كردستان: مرض الكوليرا تحت السيطرة


15/10/2012

اكدت وزارة الصحة في اقليم كردستان العراق، ان مرض الكوليرا الذي تسبب بوفاة اربعة مواطنين في الاقليم بات تحت السيطرة، فيما كشفت وزارة الصحة المركزية عن معالجة اغلب اصابات المرض المسجلة في كركوك.

في غضون ذلك اكدت وزارة البيئة معاناة محافظات عدة من تلوث المياه فيها.

وقال وزير الصحة في اقليم كردستان العراق ريكه وت حمه رشيد، في تصريح نقلته وكالة (رويترز) أمس: إن "أغلب ضحايا مرض الكوليرا في منطقة كردستان العراق حيث تسبب بوفاة اربعة مواطنين وإصابة (272) اخرين"، مؤكدا أن "الوباء بات تحت السيطرة"، مبينا ان "مصدر المرض يعود الى مياه ملوثة من سد وبئر في محافظة السليمانية".

يشار الى ان العام 2007 شهد وفاة 24 شخصا واصابة أكثر من أربعة آلاف شخص بالمرض.

من جانبه أوضح الوكيل الاداري لوزارة الصحة الدكتور خميس السعد لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) خلال زيارة قام بها الى دائرة صحة كركوك للاطلاع على واقع الخدمات الصحية في المحافظة، ان "الوزارة وجهت بتوفير الحبوب المعقمة للمياه وتوزيعها بين المواطنين، فضلا عن متابعة محطات تصفية المياه وتوزيع المنظفات بين المدارس وتكثيف الحملات الاعلامية لغرض توعية المواطنين باعراض الاصابة بمرض الكوليرا".
وبين ان "الوزارة تعمل على معالجة مرض الكوليرا في محافظة كركوك من خلال الدعم والاسناد المباشر والوقوف على المشاكل التي تواجه عمل المؤسسات الصحية في المحافظة".

على صعيد متصل، اعلن مصدر في مستشفى كركوك العام عن "تخصيص ردهة من (20) سريرا مجهزة بالمستلزمات الطبية والدوائية الضرورية لاستقبال اية حالات للاسهال والامراض المتعلقة بالجهاز الهضمي"، مؤكدا في الوقت نفسه "تعافي جميع مرضى الاسهال المائي الذين استقبلهم المستشفى مؤخرا".

في الشأن نفسه، اكد مسؤول قسم الاعلام في دائرة صحة بغداد الرصافة قاسم عبد الهادي في تصريح لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) "عدم تسجيل اية اصابة بمرض الكوليرا حتى الان ضمن قاطع مسؤولية الدائرة"، مشيرا الى ان "دائرته اتخذت سلسلة من الاجراءات الاحترازية ضد المرض من بينها تهيئة ردهات لعزل المرضى وتجهيزها بالادوية لاسيما المغذيات كون أبرز اعراض المرض تتمثل بفقدان السوائل".

واشار الى ان "الدائرة ابلغت ادارات المدارس بعدم السماح بتقديم المواد الغذائية المكشوفة في الحوانيت المدرسية الى الطلبة والاقتصار على بيع المواد المغلفة"، مؤكدا "استمرار فرق الرقابة الصحية بفحص المياه بشكل يومي لمعرفة النسب العلمية لتعقيم المياه لاسيما في محطات تصفية المياه".

من جانبه، قال مدير الدائرة الفنية في وزارة البيئة راجي نعيمة لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) ان "الوزارة شكلت ضمن الاجراءات الوقائية لمرض الكوليرا غرفة عمليات لمراقبة نوعية مياه الشرب المزودة للمناطق السكنية في بغداد والمحافظات وانبثقت عن تلك الغرفة لجان تفتيشية في عموم المحافظات تقوم بفحص نوعية المياه من خلال الجولات التي تقوم بها في الدور السكنية واخذ عينة من مياه الشرب وتحليلها وفي حال وجود تلوث فيها يتم ابلاغ الحكومة المحلية في المحافظة لغرض اتخاذ الاجراءات المطلوبة للحيلولة دون حدوث اصابات بالمرض".

واوضح ان "التقارير الواردة من اللجان الفرعية في المحافظات الى غرفة العمليات في الوزارة تبين وجود محافظات تعاني مياه الشرب فيها من تلوث كبير اذا بلغت نسبته 20 بالمئة وتم اشعار المجالس المحلية في تلك المحافظات وجرى اتخاذ الاجراءات الوقائية المطلوبة تحسبا لانتشار الاصابة بأمراض كثيرة منها الكوليرا".واشار نعيمة الى "قيام الامانة العامة لمجلس الوزراء بحصر عملية فحص مياه الشرب بوزارة الصحة حيث تم منع ملاكاتنا من الدخول الى المشاريع المائية لغرض اجراء الفحوصات المختبرية للماء المنتج، لذا قامت الفرق الرقابية للوزارة بالتوجه الى الاحياء السكنية لغرض اخذ عينات الماء واجراء الفحوصات المختبرية لها"، مؤكدا ان "الفرق الرقابية للوزارة المنتشرة في عموم المحافظات لديها خبرة واسعة في مجال مراقبة نوعية المياه ما يسهم في الكشف المبكر عن تلوثها".

من جهته، اكد النائب الاول لمحافظ بغداد الدكتور محمد الشمري لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) ان "المحافظة فاتحت دائرتي صحة الكرخ والرصافة لاتخاذ تدابير احترازية ووقائية لمنع وصول مرض الكوليرا الى بغداد كونه ينتشر حاليا في بعض المحافظات الشمالية، اضافة الى متابعة الحالات التي تظهر فيها اعراض المرض بشكل دقيق والتنسيق مع هذه الجهات لتشكيل غرفة عمليات لهذا الغرض".

ودعا الشمري الدوائر البلدية في بغداد الى "استنفار جميع امكاناتها لغرض ايصال الماء الصالح للشرب الى المواطنين لاسيما للمناطق التي تعاني من شحة مياه الاسالة التي تضطر للحصول على المياه من مصادر غير صالحة للاستهلاك، الى جانب قيام دوائر الماء المنتشرة في اغلب مناطق العاصمة بمتابعة مجمعات ماء الشرب وتعقيمه بشكل جيد لضمان صلاحيته"، لافتا الى ان "لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بغداد تراقب عن كثب اية ظاهرة او مرض يمكن ان يستهدف صحة المواطن في بغداد بهدف وضع خطط فاعلة بالتعاون مع المؤسسات الصحية لمواجهته والحد من نطاق تأثيره في الصحة العامة".

الى ذلك، قال مصدر في امانة بغداد لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) ان "جميع نتائج الفحوصات المختبرية في مشاريع الماء في بغداد لم تسجل اية حالة تلوث واثبتت صلاحية الماء للاستهلاك البشري"، مبينا ان "الملاكات العاملة في مشاريع انتاج المياه تشرف على وضع مادة الكلور والشب المعقمتين للمياه بدقة لزيادة نقاوة المياه المنتجة في المشاريع وضمان عدم حدوث اي تلوث فيها".

وعزا المصدر سبب التلوث الذي قد يظهر احيانا في المياه الى "كثرة المتجاوزين على الشبكات الرئيسة الناقلة للماء الصافي من خلال لجوء بعض المواطنين الى ثقب الانبوب ما يؤدي الى سحب المياه الجوفية".

وفي المثنى، اتخذت غرفة عمليات مرض الكوليرا في المحافظة، اجراءات احترازية عدة للوقاية من المرض، مؤكدة عدم تسجيل اية اصابة به داخل المثنى حتى الان.

وقال النائب الثاني لمحافظ المثنى، الدكتور حاكم الياسري على هامش ترؤسه الجلسة الأولى لغرفة عمليات مرض الكوليرا في دائرة صحة المثنى، انه "تمت مناقشة التدابير الاحترازية للوقاية من المرض، باعتماد تثقيف شرائح المجتمع بأسبابه ومخاطره واجراءات تلافيه"، كاشفا عن "حملات توعوية تهدف لنشر ثقافة الوقاية منه مع التركيز على الجوانب التي تتسبب بنقل الامراض بين الأشخاص".

وأضاف لـ(المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي) ان " دائرة صحة المثنى قدمت تقريرا مفصلاً عن سبل الوقاية من المرض وطرق علاجه واجراءات الحد من انتشاره", مبيناً ان "التقرير تضمن توصيات لمديرية الماء بزيادة إجراءات التعقيم وبيان كيفية السيطرة على طرق نقل مياه الشرب وإخضاعها للفحص الطبي ضمانا لعدم تفشي المرض".

وأكد الياسري "عدم تسجيل أية حالة إصابة بالمرض حتى الآن"، موضحا ان "اللقاء يأتي ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من المرض"، منوهاً بأن "حملة التثقيف ستشمل جميع الفئات العمرية ابتداء من تلاميذ الابتدائية وصولاً إلى طلبة الجامعة".