آداب وفضائل الغرس والزراعة
وضرورة زرع النبات قبل خروج الدجال
*
آداب الزراعة :
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ أَهْبَطَ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنَ الْجَنَّةِ أَمَرَهُ أَنْ يَحْرِثَ بِيَدِهِ ، فَيَأْكُلَ مِنْ كَدِّ يَدِهِ بَعْدَ نَعِيمِ الْجَنَّةِ . (مستدرك الوسائل : ج13, ص462.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَوْا مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُمْطِرَ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ إِذَا أَرَادُوا وَيَحْبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا . فَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ لَهُمْ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ذَلِكَ لَهُمْ يَا مُوسَى﴾ . فَأَخْبَرَهُمْ مُوسَى فَحَرَثُوا وَلَمْ يَتْرُكُوا شَيْئاً إِلَّا زَرَعُوهُ ، ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا الْمَطَرَ عَلَى إِرَادَتِهِمْ وَحَبَسُوهُ عَلَى إِرَادَتِهِمْ فَصَارَتْ زُرُوعُهُمْ كَأَنَّهَا الْجِبَالُ وَالْآجَامُ ، ثُمَّ حَصَدُوا وَدَاسُوا وَذَرَّوْا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً فَضَجُّوا إِلَى مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَقَالُوا : ﴿إِنَّمَا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يُمْطِرَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا إِذَا أَرَدْنَا فَأَجَابَنَا ثُمَّ صَيَّرَهَا عَلَيْنَا ضَرَراً﴾ ! فَقَالَ : ﴿يَا رَبِّ ، إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ضَجُّوا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِمْ﴾ . فَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَمِمَّ ذَاكَ يَا مُوسَى﴾ ؟ قَالَ : ﴿سَأَلُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءَ إِذَا أَرَادُوا وَتَحْبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا فَأَجَبْتَهُمْ ثُمَّ صَيَّرْتَهَا عَلَيْهِمْ ضَرَراً﴾ . فَقَالَ تَعَالَى : ﴿يَا مُوسَى ، أَنَا كُنْتُ الْمُقَدِّرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَرْضَوْا بِتَقْدِيرِي فَأَجَبْتُهُمْ إِلَى إِرَادَتِهِمْ فَكَانَ مَا رَأَيْتَ﴾ . (الكافي : ج5، ص262.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : لَمَّا هُبِطَ بِآدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى الْأَرْضِ احْتَاجَ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : ﴿يَا آدَمُ كُنْ حَرَّاثاً﴾ . قَالَ : ﴿فَعَلِّمْنِي دُعَاءً﴾ ؟ قَالَ : ﴿قُلِ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَئُونَةَ الدُّنْيَا وَكُلَّ هَوْلٍ دُونَ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسْنِي الْعَافِيَةَ حَتَّى تَهْنِئَنِي الْمَعِيشَةُ﴾ . (الكافي : ج5، ص260.)
4- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ الشَّجَرَ لَمْ يَزَلْ خَضِيداً كُلَّهُ حَتَّى دُعِيَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ ، عَزَّ الرَّحْمَنُ وَجَلَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ فَكَادَتِ السَّمَاوَاتُ أَنْ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقَّ الْأَرْضُ وَتَخِرَّ الْجِبَالُ هَدّاً ، فَعِنْدَ ذَلِكَ اقْشَعَرَّ الشَّجَرُ وَصَارَ لَهُ شَوْكٌ حِذَارَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ الْعَذَابُ . (بحار الأنوار : ج63، ص112.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْءٌ كَغَضَبِ الطَّلْحِ وَالسِّدْرِ ، إِنَّ الطَّلْحَ كَانَتْ كَالْأُتْرُجِّ وَالسِّدْرَ كَالْبِطِّيخِ ، فَلَمَّا قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ أَنْقَصَتَا حِمْلَهُمَا فَصَغُرَ فَصَارَ لَهُ عَجَمٌ وَاشْتَدَّ الْعَجَمُ ، فَلَمَّا أَنْ قَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ أَذْعَرَتَا فَخَرَجَ لَهُمَا هَذَا الشَّوْكُ وَنَقَصَتَا حِمْلَهُمَا ، وَصَارَ النَّبِقُ إِلَى هَذَا الْحِمْلِ وَذَهَبَ حِمْلُ الطَّلْحِ فَلَا يَحْمِلُ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَوْ تَقُومَ السَّاعَةُ . وَمَنْ سَقَى طَلْحَةً أَوْ سِدْرَةً فَكَأَنَّمَا سَقَى مُؤْمِناً مِنْ ظِمَاءٍ . (بحار الأنوار : ج63، ص113.)
6- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: مَرَّ أَخِي عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِمَدِينَةٍ وَإِذَا فِي ثِمَارِهَا الدُّودُ ، فَشَكَوْا إِلَيْهِ مَا بِهِمْ فَقَالَ : ﴿دَوَاءُ هَذَا مَعَكُمْ وَلَيْسَ تَعْلَمُونَ ، أَنْتُمْ قَوْمٌ إِذَا غَرَسْتُمُ الْأَشْجَارَ صَبَبْتُمُ التُّرَابَ ثُمَّ صَبَبْتُمُ الْمَاءَ وَلَيْسَ هَكَذَا ! بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَصُبُّوا الْمَاءَ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ ثُمَّ تَصُبُّوا التُّرَابَ لِكَيْلَا يَقَعَ فِيهِ الدُّودُ﴾ . فَاسْتَأْنَفُوا كَمَا وَصَفَ فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُمْ . (بحار الأنوار : ج100، ص63.)
7- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ : ﴿مَا أَزْرَعُ الزَّرْعَ لِطَلَبِ الْفَضْلِ فِيهِ ، وَمَا أَزْرَعُهُ إِلَّا لِيَتَنَاوَلَهُ الْفَقِيرُ وَذُو الْحَاجَةِ وَلِيَتَنَاوَلَ مِنْهُ الْقُنْبُرَةُ خَاصَّةً مِنَ الطَّيْرِ﴾ . (أمالي الطوسيّ : ج2، ص229.)
*
فضائل الزراعة :
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : مَنْ بَنَى بُنْيَاناً بِغَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا اعْتِدَاءٍ أَوْ غَرَسَ غَرْساً بِغَيْرِ ظُلْمٍ وَلَا اعْتِدَاءٍ ، كَانَ لَهُ أَجْراً جَارِياً مَا انْتَفَعَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَن . (مستدرك الوسائل : ج13، ص460.)
2- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ أَوْ طَيْرٌ أَوْ بَهِيمَةٌ ، إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِهِ صَدَقَةً . (مستدرك الوسائل : ج13, ص460.)
3- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : مَنْ غَرْسَ غَرْساً فَأَثْمَرَ ، أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ مَا يَخْرُجُ مِنَ الثَّمَرَةِ . (مستدرك الوسائل : ج13, ص460.)
4- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ ؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : ﴿زَرْعٌ زَرَعَهُ صَاحِبُهُ وَأَصْلَحَهُ وَأَدَّى حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه﴾ . (مستدرك الوسائل : ج13، ص460.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : الْكِيمِيَاءُ الْأَكْبَرُ الزِّرَاعَةُ . (الكافي : ج5، ص261.)
6- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : الزَّارِعُونَ كُنُوزُ الْأَنَامِ ، يَزْرَعُونَ طَيِّباً أَخْرَجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُ النَّاسِ مَقَاماً وَأَقْرَبُهُمْ مَنْزِلَةً ، يُدْعَوْنَ الْمُبَارَكِينَ . (الكافي : ج5، ص261.)
7- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَا فِي الْأَعْمَالِ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الزِّرَاعَةِ ، وَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلَّا زَرَّاعاً إِلَّا إِدْرِيسَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَإِنَّهُ كَانَ خَيَّاطاً . (مستدرك الوسائل : ج13, ص461.)
*
الدعاء عند الزراعة :
1- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَزْرَعَ زَرْعاً فَخُذْ قَبْضَةً مِنَ الْبَذْرِ بِيَدِكَ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَقُلْ : ﴿أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . ثُمَّ قُلْ : ﴿اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَرْثاً مُبَارَكاً وَارْزُقْنَا فِيهِ السَّلَامَةَ وَالتَّمَامَ ، وَاجْعَلْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَلَا تَحْرِمْنِي مِنْ خَيْرِ مَا أَبْتَغِي وَلَا تَفْتِنِّي بِمَا مَنَعْتَنِي ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ﴾ . ثُمَّ ابْذُرِ الْقَبْضَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ . (مستدرك الوسائل : ج13, ص462.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَزْرَعَ زَرْعاً فَخُذْ قَبْضَةً مِنَ الْبَذْرِ وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَقُلْ : ﴿أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ؟ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . ثُمَّ تَقُولُ : ﴿بَلِ اللَّهُ الزَّارِعُ﴾ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . ثُمَّ قُلِ : ﴿اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَبّاً مُبَارَكاً وَارْزُقْنَا فِيهِ السَّلَامَةَ﴾ ، ثُمَّ انْثُرِ الْقَبْضَةَ الَّتِي فِي يَدِكَ فِي الْقَرَاحِ . (الكافي : ج5، ص262.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا بَذَرْتَ فَقُلِ : ﴿اللَّهُمَّ قَدْ بَذَرْتُ وَأَنْتَ الزَّارِعُ ، فَاجْعَلْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً﴾ . (الكافي : ج5، ص263.)
*
ضرورة الزراعة قبل خروج الدجال :
قِيلَ لِلْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَسْمَعُ قَوْماً يَقُولُونَ إِنَّ الزِّرَاعَةَ مَكْرُوهَةٌ !
فَقَالَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ازْرَعُوا وَاغْرِسُوا ، فَلَا وَاللَّهِ مَا عَمِلَ النَّاسُ عَمَلًا أَحَلَّ وَلَا أَطْيَبَ مِنْهُ ، وَاللَّهِ لَيَزْرَعُنَّ الزَّرْعَ وَلَيَغْرِسُنَّ النَّخْلَ بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ . (الكافي : ج5، ص260.)