مرحبا
البشر كائنات اجتماعية بدرجة تجعل المواليد قادرين على تقليد تعبيرات وجوه من حولهم، بل إن تلك الخاصية الاجتماعية تبدأ في الواقع حتى قبل الولادة، وفقًا لأمبرتو كاستيلو (Umberto Castiello) وفريقه في جامعة بادوفا (في إيطاليا).
استخدم فريق لامبرتو أحدث تقنيات الموجات فوق الصوتية لمراقبة حركات ستة أزواج من التوائم بين 14 – 18 أسبوعًا من الحمل. وقد أظهرت النتائج في أكتوبر الماضي أنه حتى أصغر الأجنة في الدراسة تعرف على توأمه الآخر وتفاعل معه. عند محاولة الاقتراب من التوأم الثاني تميزت الحركة بالبطء والنعومة نسبيًا، وخاصة حول العينين والفم، في حين كانت الحركة أقل حذرًا عندما كان كل توأم يتحسس نفسه (رغم أن اقترابه من فمه وعينيه هو نفسه، كان أكثر حذرًا من باقي أجزاء جسمه) كما كانت الحركة أشد باتجاه جدار الرحم، حيث كانت الأجنة تركل وتدفع بقوة. ويقول كاستيلو: «في بعض أكثر الأشكال بدائية»، يبدو أن الجنين قرب الثلاثة أشهر الثانية من الحمل، لديه بالفعل إحساس «بالذات» يختلف عن إحساسه «بالآخر».
ويقول أندرو ملتزوف (Andrew Meltzof) عالم النفس الذي اكتشف محاكاة صغار المواليد لوجوه الآخرين خلال السبعينيات: «إذا كانت تلك النتائج صحيحة.. فإن مولد الخاصية الاجتماعية يحدث قبل الميلاد المادي، وهو أمر يحمل عدة احتمالات مدهشة».