{دولية: الفرات نيوز} بدأت النساء في السعودية، صباح اليوم الأحد، قيادة السيارات في شوارع المملكة بعد رفع الحظر الذي استمر لعقود، في خطوة تاريخية تؤكد مجددا دخول البلاد مرحلة جديدة.
ومن المتوقع أن تبدأ آلاف النساء بقيادة السيارات فورا في شوارع السعودية، بناء على القرار الذي أصدره، الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ أشهر.
ويأتي هذا الإجراء في إطار سلسلة من التغييرات الكبرى، التي يدعمها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، تزامنا مع سعيه لإنهاء اعتماد الاقتصاد على صادرات النفط.
وسيؤدي قرار رفع الحظر لتغيير كبير في الحياة اليومية للنساء اللواتي لن يعدن بحاجة إلى سائقين ذكور للتنقل، وهو ما سينعكس حتما بالإيجاب على الدورة الاقتصادية.
وأعربت سعوديات عن سعادتهن إزاء اللحظة التاريخية للنساء، اللواتي كن يعتمدن على أزواجهن وآبائهن وإخوانهن وسائقين ذكور للتحرك في أنحاء البلاد والذهاب للعمل.
وقرار السعودية إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة يوفر للأسر في المملكة مليارات الدولارات ويعزز قطاعات مثل مبيعات السيارات والتأمين، ويؤكد للمستثمرين أن مسعى المملكة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط يمضي في مساره.
وتهدف الإصلاحات، التي دشنها ولي العهد السعودي إلى زيادة مشاركة المرأة في قوة العمل لتصل إلى 30 بالمئة بحلول 2030 من 22 بالمئة حاليا.
وتعد رسوم التدريب للنساء باهظة الثمن مقارنة برسوم التدريب الخاصة بالرجال.
فوفقاً للموقع الرسمي لمدرسة جدة المتطورة لتعليم القيادة، تبلغ رسوم تدريب النساء 2,520 ريالا سعوديا {أي ما يعادل 672 دولارا أمريكيا} تشمل تكاليف الاختبارين النظري والعملي دون رسوم استخراج الرخصة.
في حين تبلغ رسوم التدريب لقيادة السيارة الخاصة للرجال 435 ريالا سعوديا { 116 دولارا} و560 ريالا سعوديا {149 دولارا} لرخص القيادة العمومية، بحسب إدارة مرور منطقة الرياض.
ويتطلب الحصول على الرخصة 30 ساعة تدريبية في إحدى مدارس القيادة الخمس التي اعتمدتها الإدارة العامة للمرور في الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة وتبوك.
وتتطلب من تمتلك رخصة أجنبية منتهية الصلاحية ست ساعات من التدريب تنتهي باختبار عملي ويكلف ذلك 551 ريالا سعوديا {نحو 146 دولارا}، وذلك بحسب مدرسة جدة المتطورة.
أما صاحبة الرخصة الأجنبية الصالحة، فتحتاج فقط لاجتياز فحص قيادة عملي ودفع رسوم استصدار الرخصة التي تبلغ 400 ريال سعودي {106 دولارا} صالحة 10 سنوات، أو 200 ريال سعودي لصلاحية 5 سنوات.
ويتزامن يوم 24 حزيران/يونيو مع عودة الموظفين إلى العمل بعد عطلة عيد الفطر الرسمية، ما يعني أن السعودية ستتمكن من أن تقود سيارتها إلى عملها، واصطحاب أبنائها للتنزه خلال فترة عطلة الصيف، ثم إلى المدارس بعد انقضاء العطلة.
ستقود سيارتها للذهاب إلى المشفى وفي حالات الطوارئ، وستذهب للقاء صديقاتها وللتسوق، لن يتطلب ذلك الاعتماد على السائق الخاص أو أحد الأقارب الذكور.
وفقاً للهيئة العامة للإحصاء، وصل عدد السائقين عام 2017 إلى حوالي 1.4 مليون سائق خاص، بلغ متوسط أجرة الواحد شهريا 2,122 ريالا سعوديا {(ما يعادل 565 دولاراً أمريكياً}.
ومن شأن السماح بالقيادة خلق فرص عمل جديدة للمرأة السعودية.
فقد تخرجت مؤخرًا أول دفعة لمحققات سعوديات للتحقيق في الحوادث المرورية للمركبات التي تستقلها النساء.
كما سيتاح المجال للحاصلات على الرخصة العمومية ممن هن فوق الـ 20 عاماً قيادة سيارات الأجرة والنقل العام - الأمر الذي سيجد إقبالا لدى من لا يرغبن في القيادة ويشعرن بارتياح أكبر لمرافقة سائقة عوضاً عن سائق.انتهى