تَمَكَّن فريق من الباحثين بجامعة "بريتش كولومبيا" الكندية من استخدام الببتيدات المصنَّعة (سلسلة أحماض أمينية لبناء البروتين في الجسم)، للحد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج الالتهابات الجلدية الشديدة.
وتمثل الدراسة، التي نشرتها دورية "بلوس باثوجينز"، أهميةً كبيرةً في ظل توافد نحو 3.2 ملايين حالة سنويًّا على أقسام الطوارئ بالمستشفيات الأمريكية بسبب الالتهابات البكتيرية التي تصيب الجلد والأنسجة الرخوة، والتي يصعب علاجها بسبب مقاومة البكتيريا لكثير من المضادات الحيوية.
يقول الباحث الرئيسي للدراسة "دانيال بليتزر"-باحث ما بعد الدكتوراة بقسم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة بريتش كولومبيا- : "إنه بالرغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، فإن القليل منها فقط ركَّز على الالتهابات الشديدة للجلد والأنسجة الرخوة، والتي عادةً ما يصاحبها ظهور جيوب صديدية".
ويضيف أن "بعض الببتيدات التي صُنِّعت أثرت بشكل كبير على البكتيريا الموجودة داخل الجيوب الصديدية لدى الفئران".
وحَقَن الباحثون الفئران بسبعة أنواع من البكتيريا التي يصعب علاجها، والتي توجَد في الجيوب الصديدية لدى الإنسان، وتأكدوا من ضعف استجابتها للمضادات الحيوية، ولكن بعد إضافة الببتيدات للعلاج، تقلص عدد البكتيريا، وكذلك حجم الجيوب الصديدية.
ويذهب"بليتزر" إلى أن هناك فرصة جيدة للتغلب على عدم فاعلية المضادات الحيوية في مواجهة البكتيريا، موضحًا أن فريقه البحثي يسعى حاليًّا لإجراء التجارب الإكلينيكية على حالات الالتهابات الجلدية الشديدة، خاصةًأن اختبار الاستراتيجية الجديدة في العلاج لم يبدأ على البشر بعدُ، وفق قوله.
وتشير الأبحاث إلى أن الببتيدات تعزِّز نشاط المضادات الحيوية وفاعليتها من خلال زيادة قابلية نفاذها إلى الغشاء الخارجي لخلايا البكتيريا، ومن ثَم زيادة امتصاصها للمضادات.
كما أن الببتيدات تُربِك رد الفعل الطبيعي الناتج عن الميكروبات في مواجهة المضادات، مما يقلل من حدة البكتيريا ومقاومتها للمضادات.
وتساعد هذه النتائج في فهم طبيعة الالتهابات الشديدة لدى الإنسان وتطوير استراتيجيات جديدة للعلاج. ويوضح "بليتزر" أن الالتهابات تعني وجود عدد هائل من البكتيريا (مئات الملايين) في جزء صغير من الجسم البشري، ويشمل ذلك البكتيريا الموجودة في الجيوب الصديدية وفي الأغشية الحيوية، والتي تمثل على الأقل 65% من جميع الالتهابات التي تصيب الإنسان، والتي تنتشر عادةً على سطح الجسم مثل الجلد والأنسجة الرخوة والرئتين والمثانة وداخل القلب، وفق وصفه.
منقول