كيف تجمع حُسن السيرة في الدنيا والآخرة ؟
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
احْذَرْ مِنَ الْأُمُورِ ثَلَاثاً ، وَخَفْ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَارْجُ ثَلَاثاً ، وَوَافِقْ ثَلَاثاً ، وَاسْتَحْيِ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَافْزَعْ إِلَى ثَلَاثٍ ، وَشُحَّ عَلَى ثَلَاثٍ ، وَتَخَلَّصْ إِلَى ثَلَاثٍ ، وَاهْرُبْ مِنْ ثَلَاثٍ ، وَجَانِبْ ثَلَاثاً . يَجْمَعِ اللَّهُ لَكَ حُسْنَ السِّيرَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
*
فَأَمَّا الَّتِي أَمَرْتُكَ أَنْ تَحْذَرَهَا : احْذَرْ الْكِبْرَ وَالْغَضَبَ وَالطَّمَعَ .
1- فَأَمَّا الْكِبْرَ فَإِنَّهُ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْأَشْرَارِ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَسْكَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ أَوْرَدَهُ النَّارَ .
2- وَالْغَضَبُ يُسَفِّهُ الْحَلِيمَ وَيُطِيشُ الْعَالِمَ وَيُفْقَدُ مَعَهُ الْعَقْلُ وَيَظْهَرُ مَعَهُ الْجَهْلُ .
3- وَالطَّمَعُ فَخٌّ مِنْ فِخَاخِ إِبْلِيسَ وَشَرَكٌ مِنْ عَظِيمِ حِبَالِهِ يَصِيدُ بِهِ الْعُلَمَاءَ وَالْعُقَلَاءَ وَأَهْلَ الْمَعْرِفَةِ وَذَوِي الْبَصَائِرِ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَخَافُهَا :
1- خَفِ اللَّهَ تَعَالَى .
2- وَخَفْ مَنْ لَا يَخَافُ مِنَ اللَّهِ .
3- وَخَفْ لِسَانَكَ فَإِنَّهُ عَدُوُّكَ عَلَى دِينِكَ يُؤْمِنْكَ اللَّهُ جَمِيعَ مَا خِفْتَهُ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَرْجُوهَا :
1- ارْجُ اللَّهَ عِنْدَ ذُنُوبَكَ .
2- وَارْجُ مَحَاسِنَ عَمَلِكَ .
3- وَارْجُ شَفَاعَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تُوَافِقُ فِيهَا :
1- وَافِقْ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى .
2- وَوَافِقْ سُنَّةَ نَبِيِّكَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) .
3- وَوَافِقْ مَا يُوَافِقُ الْحَقَّ وَالْكِتَابَ الْعَزِيزَ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَسْتَحْيِي مِنْهُنَّ :
1- اسْتَحْيِ مِنْ مُطَالَعَةِ اللَّهِ إِيَّاكَ وَأَنْتَ مُقِيمٌ عَلَى مَا يَكْرَهُ .
2- وَاسْتَحْيِ مِنَ الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ .
3- وَاسْتَحْيِ مِنْ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَفْزَعُ إِلَيْهَا :
1- افْزَعْ إِلَى اللَّهِ فِي مُلِمَّاتِ أُمُورِكَ .
2- وَافْزَعْ إِلَى التَّوْبَةِ مِنْ مَسَاوِئِ عَمَلِكَ .
3- وَافْزَعْ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَشُحُّ عَلَيْهَا :
1- شُحَ عَلَى عُمُرِكَ أَنْ أَفْنَيْتَهُ فِيمَا هُوَ عَلَيْكَ لَا لَكَ .
2- وَشُحَّ عَلَى دِينِكَ لَا تَبْذُلْهُ لِلْغَضَبِ .
3- وَشُحَّ عَلَى كَلَامِكَ تَكَلَّمْ مَا كَانَ لَكَ لَا عَلَيْكَ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَخَلَّصُ إِلَيْهَا :
1- تَخَلَّصْ إِلَى مَعْرِفَتِكَ نَفْسَكَ وَتَجْهَرُ لَهَا بِعُيُوبِهَا وَمَقْتِكَ إِيَّاهَا .
2- وَتَخَلَّصْ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى .
3- وَتَخَلَّصْ إِلَى إِخْمَالِ نَفْسِكَ وَإِخْفَاءِ ذِكْرِكَ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تَهْرُبُ مِنْهَا :
1- فَاهْرَبْ مِنَ الْكَذِبِ .
2- وَاهْرُبْ مِنَ الظَّالِمِ وَلَوْ كَانَ وَلَدَكَ أَوْ وَالِدَكَ .
3- وَاهْرُبْ مِنْ بَوَاطِنِ الِامْتِحَانِ الَّتِي تَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى صَبْرِكَ .
*
وَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِي تُجَانِبُهَا :
1- جَانِبْ هَوَاكَ وَأَهْلَ الْأَهْوَاءِ .
2- وَجَانِبِ الشَّرَّ وَأَهْلَ الشَّرِّ .
3- وَجَانِبِ الْحَمْقَى وَإِنْ كَانُوا مُتَقَرِّبِينَ أَوْ صَحْبَةً مُخْتَصِّينَ .
المصدر : (عيون الحكم والمواعظ : ص 105 ، ح 2360.)