إن المؤمن العالم بحقيقة الدنيا وضيقها ، يسعى جاهدا للخروج منها بروحه ، وإن بقي فيها ببدنه ، مصداقا لقول علي (عليه السلام) :
﴿صَحِبُوا اَلدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ اَلْأَعْلَى﴾ .
ومن المعلوم أن هذا الإحساس يجعل صاحبه يعيش عوالم رحبة وإن ضاقت به الأرض ، إذ كيف تضيق الأرض بمن يعيش بروحه في الملأ الأعلى ؟!..ومن هنا يعلم السر في أن المؤمن لا تنتابه ولا يتأثر بحالات الانهيار التي تصيب أهل اللذائذ المنحرفين ، وإن كان في أشق الظروف وأمرّها .