صفات جهنم وحال أهلها وشفاعة محمد وآله الطاهرين1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) قَالَ : لَا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ دَخَلَهَا حَتَّى يَمْكُثَ فِيهَا أَحْقَاباً ، وَالْحُقْبُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً وَالسَّنَةُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْماً ، كُلُّ يَوْمٍ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ، فَلَا يَتَّكِلَنَّ أَحَدٌ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ . (بحار الأنوار : ج8، ص276.)
2- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ جَهَنَّمَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ، أَطْبَاقٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فَقَالَ هَكَذَا - وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْجِنَانَ عَلَى الْعَرْضِ ، وَوَضَعَ النِّيرَانَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، فَأَسْفَلُهَا جَهَنَّمُ وَفَوْقَهَا لَظَى وَفَوْقَهَا الْحُطَمَةُ وَفَوْقَهَا سَقَرُ وَفَوْقَهَا الْجَحِيمُ وَفَوْقَهَا السَّعِيرُ وَفَوْقَهَا الْهَاوِيَةُ . (بحار الأنوار : ج8، ص245.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَتَعَاوَوْنَ فِيهَا كَمَا يَتَعَاوَى الْكِلَابُ وَالذِّئَابُ مِمَّا يَلْقَوْنَ مِنْ أَلِيمِ الْعَذَابِ ، فَمَا ظَنُّكَ بِقَوْمٍ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها ، عِطَاشٍ فِيهَا جِيَاعٍ كَلِيلَةٍ أَبْصَارُهُمْ صُمٍّ بُكْمٍ عُمْيٍ مُسْوَدَّةٍ وُجُوهُهُمْ خَاسِئِينَ فِيهَا نَادِمِينَ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ ، فَلَا يُرْحَمُونَ مِنَ الْعَذَابِ وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَفِي النَّارِ يُسْجَرُونَ وَمِنَ الْحَمِيمِ يَشْرَبُونَ وَمِنَ الزَّقُّومِ يَأْكُلُونَ ، وَبِكَلَالِيبِ النَّارِ يُحْطَمُونَ وَبِالْمَقَامِعِ يُضْرَبُونَ وَالْمَلَائِكَةُ الْغِلَاظُ الشِّدَادُ لَا يَرْحَمُونَ ، فَهُمْ فِي النَّارِ يُسْحَبُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ مَعَ الشَّيَاطِينِ يُقَرَّنُونَ وَفِي الْأَنْكَالِ وَالْأَغْلَالِ يُصَفَّدُونَ ، إِنْ دَعَوْا لَمْ يُسْتَجَبْ لَهُمْ وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً لَمْ تُقْضَ لَهُمْ ، هَذِهِ حَالُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ . (بحار الأنوار : ج8، ص281.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ عَبْداً مَكَثَ فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً وَالْخَرِيفُ سَبْعُونَ سَنَةً ، ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ لَمَّا رَحِمْتَنِي ، فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿أَنِ اهْبِطْ إِلَى عَبْدِي فَأَخْرِجْهُ﴾ . قَالَ : يَا رَبِّ ، وَكَيْفَ لِي بِالْهُبُوطِ فِي النَّارِ ؟ قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنِّي قَدْ أَمَرْتُهَا أَنْ تَكُونَ عَلَيْكَ بَرْداً وَسَلَاماً﴾ . قَالَ : يَا رَبِّ ، فَمَا عِلْمِي بِمَوْضِعِهِ ؟ قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّهُ فِي جُبٍّ مِنْ سِجِّينٍ﴾ . فَهَبَطَ فِي النَّارِ فَوَجَدَهُ وَهُوَ مَعْقُولٌ عَلَى وَجْهِهِ فَأَخْرَجَهُ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿يَا عَبْدِي ، كَمْ لَبِثْتَ تُنَاشِدُنِي فِي النَّارِ﴾ ؟ قَالَ : مَا أُحْصِيهِ يَا رَبِّ ! قَالَ تَعَالَى : ﴿أَمَا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي ، لَوْ لَا مَا سَأَلْتَنِي بِهِ لَأَطَلْتُ هَوَانَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّهُ حَتْمٌ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَبْدٌ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا غَفَرْتُ لَهُ مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ الْيَوْمَ﴾ . (بحار الأنوار : ج8، ص282.)
5- قِيلَ لِلْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، خَوِّفْنِي ، فَإِنَّ قَلْبِي قَدْ قَسَا .
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اسْتَعِدَّ لِلْحَيَاةِ الطَّوِيلَةِ ، فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) وَهُوَ قَاطِبٌ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَجِيءُ وَهُوَ مُتَبَسِّمٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) : يَا جَبْرَئِيلُ ، جِئْتَنِي الْيَوْمَ قَاطِباً ! فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ وُضِعَتْ مَنَافِخُ النَّارِ . فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) : وَمَا مَنَافِخُ النَّارِ يَا جَبْرَئِيلُ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَنُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ، ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ، ثُمَّ نُفِخَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الضَّرِيعِ قَطَرَتْ فِي شَرَابِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ أَهْلُهَا مِنْ نَتْنِهَا ، وَلَوْ أَنَّ حَلْقَةً وَاحِدَةً مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي طُولُهَا سَبْعُونَ ذِراعاً وُضِعَتْ عَلَى الدُّنْيَا لَذَابَتِ الدُّنْيَا مِنْ حَرِّهَا ، وَلَوْ أَنَّ سِرْبَالًا مِنْ سَرَابِيلِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ رِيحِهِ . فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) وَبَكَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمَا مَلَكاً فَقَالَ لَهُمَا : ﴿إِنَّ رَبَّكُمَا يُقْرِئُكُمَا السَّلَامَ وَيَقُولُ قَدْ أَمَّنْتُكُمَا أَنْ تُذْنِبَا ذَنْباً أُعَذِّبُكُمَا عَلَيْهِ﴾ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : فَمَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ) جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا مُتَبَسِّماً . إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يُعَظِّمُونَ النَّارَ وَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يُعَظِّمُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّعِيمَ ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ إِذَا دَخَلُوهَا هَوَوْا فِيهَا مَسِيرَةَ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَإِذَا بَلَغُوا أَعْلَاهَا قُمِعُوا بِمَقَامِعِ الْحَدِيدِ وَأُعِيدُوا فِي دَرَكِهَا ، فَهَذِهِ حَالُهُمْ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ : ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ ، ثُمَّ تُبَدَّلُ جُلُودُهُمْ غَيْرَ الْجُلُودِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِلرَّجُلِ : حَسْبُكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : حَسْبِي حَسْبِي . (بحار الأنوار : ج8، ص280.)