بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



هل انتقص الاسلام من المرأة ( الحجاب) : ينظر الغرب و العلمانيين بل و حتى بعض المسلمين من ايمانه ضعيف بالله تعالى على ان الاسلام قد قيد حريات المراة من خلال الحجاب.



أن الحجاب هو ذلك الساتر الذي فرضته الشريعة الإسلامية على المرأة ، لما يتناسب مع طبيعة خلقها ، و تكوينها ، و دورها في المجتمع ، و ذلك لأن الله تعالى قد خلقها من جنس ناعم ، لطيف ، رقيق ، جميل يتعامل مع الأمور بالعاطفة و الحنان ، لتوظف هذه الأمور الخلقية في راحة زوجها ، و تربية أطفال صلحاء للمجتمع ، لا أن تكون دمية و ألعوبة بيد الرجال و الفساق و أصحاب الشهوات و الملذات ، فلذلك السبب أوجب الله تعالى على المرأة الحجاب صيانة لها و حفاظاً عليها من النفوس المريضة و المطامع الدنيئة التي قد تتعرض لها ، فهي كالجوهرة فيجب المحافظة عليها من الخائنين و الفاسدين ، و يجب حفظها في شيءٍ يسترها عن عيون المجرمين – كما يحفظ الحلي في الصناديق و القاصات – حتى لا تقع فريسةً لهم ، و الحجاب هو الساتر الوحيد و الحافظ لها ، و أن المرأة المحجبة آمنة من الخائنين ، لأن جسدها مستور و محاسنها مستورة ، فالرجال لايرون منها شيئاً ، و لايطمعون فيها ، و هم في معزل عنها ، و لايلفتهم شيءٍ منها ، بل يتهيبونها ، و يستحون منها كل ذلك لأجل الحجاب ، فالحجاب إذاً وقاية لها وصيانة لشرفها و كرامتها .


و قد وردت عدة ايات تحرض على الالتزام بالحجاب و عدم اظهار الزينة و الالتزام بالعفة كما يلي:

1- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( الأحزاب (59)

جاء في تفسير “علي بن إبراهيم” في سبب نزول هذه الاية أنّ النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلّين خلف رسول الله (ص) وإذا كان بالليل خرجن إلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة والغداة، يقعد الشبّان لهنّ في طريقهنّ فيؤذونهن ويتعرّضون لهنّ فأنزل الله هذه الاية لمنع التعرض لهن .



2- ايات حرمة إظهار جمال المرأة و زينتها لغير المحارم كما في قوله تعالى :
( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور (31)

3- حرمة خروج المرأة متزينة : كما في قوله تعالى : ( و قرنَ في بيوتكنَّ و لاتبرجنَ تبرج الجاهلية الأولى ) ، (الاحزاب34).

و لم يكن الإسلام أول من شرع الحجاب ، بل كان الحجاب قبل الإسلام في الديانات و الأُمم السابقة ، فقد عرف الحجاب عند اليونان و الرومان قبل ظهور الإسلام بمئات السنين حيث كان من عادة الرجال و النساء من الرومان والإغريق، لبس غطاءً للرأس في احتفالاتهم الدينيّة، ومن هذه العادات، أخذ اليهود عادة غطاء الرّأس للرّجال والنّساء، وكتبوها في التلمود، وبعد اليهود، استمرّ النصارى في عادة تغطية الرأس.

اما عرب الجاهلية فأنّ المرأة كانت وإلى ما بعد الهجرة، لم تكن دقيقة في مسألة السّتر.
قال الزّمخشري: “كانت جيوبهن* واسعةً، تبدو منها نحورهن وصدورهن وما هو إليها، وكنّ يسدلن الخمر من ورائهنّ فتبقى مكشوفة”.

ويقول أيضاً: “كانت المرأة تضرب الأرض برجلها ليتقطّع خلخالها”.





قال الغرناطي: “كنّ في ذلك الزّمان يلبسن ثياباً واسعات الجيوب، يظهر منها صدورهنّ، وكنّ إذا غطّين رؤوسهنّ بالأخمرة، يسدلنها من وراء الظّهر، فيبقى الصّدر والعنق والأذنان لا ستر عليها”.

وقال الفخر الرّازي: “إنّ نساء الجاهليّة كنّ يشددن خمرهنّ من خلفهنّ، وإنّ جيوبهنّ كانت من قدّام، فكان ينكشف نحورهن وقلائدهن”.

ولعلّ النموذج اليهوديّ للحجاب هو أكثر النّماذج تشدّداً أو تخلّفاً، وأكثرها حجباً للمرأة عن المجتمع، حيث إنهم عزلوا المرأة نهائيّاً عن المشاركة في الحياة الاجتماعيّة، وحمّلوها ضريبة قاسية فيما لو فعلت ذلك لان الحجاب كما ذكرنا في الاجزاء السابقة هو احد اللعنات التسع التي اصيبت بها المرأة في نظرهم , يقول المؤرّخ والفيلسوف الأمريكي ويل ديورانت: “كان في وسع الرّجل أن يطلّق زوجته إذا عصت أوامر الشريعة اليهوديّة، بأن سارت أمام الناس عارية الرّأس، أو غزلت الخيط في الطريق العام، أو تحدّثت إلى مختلف أصناف النّاس، أو إذا كانت عالية الصّوت، أي إذا كانت تتحدّث في بيتها بحيث يستطيع جيرانها سماعها، ولم يكن عليه ـ أي الزّوج ـ في هذه الأحوال أن يدفع لها بائنتها”.

أما في المسيحية فأن الرسول بولس ينقل عن لسان النبي عيسى عليه السلام اوامره في حجاب النساء و عدم التزين كما جاء في رسالة الرسول بولس الاولى الى تيماثوس – اصحاح الثاني فقرات 8-15 :

(أريد أن يصلي الرجال في كل مكان، رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال
.وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة، مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن .بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة . لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع .ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت .لأن آدم جبل أولا ثم حواء . وآدم لم يغو، لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي .ولكنها ستخلص بولادة الأولاد، إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل )

خلاصة البحث ان الاسلام عندما فرض الحجاب على المرأة كان ذلك حفاظا لكرامتها لان السفور يؤدي إلى الفساد ، و إنحلال المجتمع ، و كثرة الجرائم ، و الخيانات الزوجية المؤدية إلى الطلاق ، و الانشغال بالملاهي ، و الشهوات بدلاً عن العلم و العمل , وليس بأعتبار انه لعنه اصيبت بها المرأة كما مر في الديانة اليهودية و المسيحية أن الاسلام يريد ان ينظر الرجل و المجتمع الى عقل المرأة و شخصيتها و ليس الى جسمها و مفاتنها.

قد لا تصدق هذا الصور المرفقة تظهر النساء اليهوديات وهن يرتدين النقاب و البرقع وهو ما يسمى “الفرومكا” و هو لطائفة يهودية متطرفة ,مازالت تتمسك بتعاليم التوراة والتلمود وهي تحجب حتى بناتها الصغار .


المصادر
———-
1- تفسير الامثل للعلامة السيد ناصر مكارم الشيرازي.
2- الكتاب المقدس.
3- مقالات الباحثة اللاهوتية ايزابيل بنيامين ماما اشوري.
4- موقع البوابة الجامعة لأهل البيت عليهم السلام.