صحة كردستان تكشف عن أربع وفيات و272 إصابة بمرض الكوليرا وقلق شعبي من تفشي الوباء
كشفت وزارة صحة كردستان العراق، الأحد، عن وفاة اربعة اشخاص جراء مرض الكوليرا وإصابة 272 اخرين في الإقليم، وفي حين أكدت مصادر طبية أن الأعداد المعلنة غير صحيحة، أعرب مواطنون عن قلقهم من تفشي الوباء.
وقال وزير صحة الإقليم د.ريكوت حمه رشيد خلال مؤتمر صحافي عقد في المديرية العامة لصحة الإقليم بمدينة السليمانية وحضرته "المسلة"، إن "أربعة أشخاص فارقوا الحياة متأثرين بمرض الكوليرا، فضلا اصابة 272 شخصا بالمرض في الأقليم".وأضاف أنه "منذ بداية حالات الاصابة بالمرض وحتى الآن اصيب 2162 شخصا بالاسهال والتقيؤ من محافظة السليمانية تم نقلهم الى المستشفى"، مبينا أن "272 حالة اصابة بالكوليرا بينهم 31 طفلا كانت من منطقة رانية وثلاث حالات من كلار وعددا من الحالات الاخرى في حدود دهوك واربيل، أما الوفيات فهي ثلاث حالات من السليمانية وواحدة من اربيل".ولفت رشيد الى أن "نسبة السيطرة على المرض تراوحت بين 80% الى85%"، مشيرا الى ان "جميع الجهود ستنصب في السيطرة على المرض وستقوم اللجان بمتابعة عملها من خلال مراقبة الاسواق والمطاعم ومحاسبة من لا يلتزم بالتعليمات".من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة صحة إقليم كردستان العراق د.خالص قادر لـ"لمسلة"، ان "السبب الرئيس وراء تفشي المرض هو مياه الابار"، نافيا "ماتناقلته بعض وسائل الاعلام حول تلوث مياه دوكان بالمرض".وأشار إلى أن "عملية السيطرة على الوباء مستمرة، لاسيما بعد زيادة نسبة مادة الكلور في المياه المزودة للمواطنين وان اعداد المصابين باعراضه بدأت تقل بشكل ملحوظ عن الايام الاولى لتفشيه"، مرجحا ان "يكون المرض قد انتقل الى محافظات اخرى بالرغم من اعلان كركوك عن عدد من الاصابات فيها".بدوره افاد مصدر طبي مسؤول لـ"المسلة"، أن "اعداد المصابين بالكوليرا تتعدى الاعداد التي تعلنها وزارة الاقليم أمام الملئ خوفا من تفشي حالة من الذعر بين المواطنين".ورجح المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أن "تسيطر الوزارة على هذه الاعداد"، مؤكدا أن "معظم المرضى الان يتم إخراجهم من المستشفيات إلى منازلهم بعد اخذ العلاج اللازم".وفي سياق ذي صلة عبّر مواطنون عن استيائهم الشديد من تفشي وباء الكوليرا بين فترة واخرى، موضحين ان تطور قطاع الصحة في الاقليم يجب ان يكون بمستوى افضل مما هو عليه.وقال مواطن كردي يدعى إياد احمد لـ"لمسلة"، "كنا نعتقد ان المؤسسات الصحية في اقليم كردستان لن تقف متفرجة امام سقوط العشرات بالمرض وكان الاجدر عليها ان توفر حماية افضل للمواطن وان تدرس الاسباب التي ادت سابقا الى ظهور المرض للتخلص منها"، معربا عن "مخاوف حقيقية من تفشي المرض في كافة أرجاء الإقليم".فيما أشارت المواطنة ناز خاوهن إلى أن "اغلب المطاعم توقفت عن العمل او عن شراء الخضروات"، معربة عن "مخاوفها من التسوق لضمان عدم التعرض للمرض".وتساءلت خاوهن "اليس من الاجدر على الحكومة ان توفر الفحوصات اللازمة لمياه السقي والمياه الصالحة للشرب، لاسيما وان معظم المناطق المحيطة بالمدينة تعتمد الابار في سقي مزروعاتها او الشرب مما يجعلها بؤرة صالحة للمرض".يشار إلى أن محافظة السليمانية شهدت وفاة ثمانية اشخاص عام 2007 بالكوليرا بعد تسجيل مئات الحالات بالاصابة بالمرض.وكانت وزارة الصحة في إقليم كردستان العراق أعلنت، في 29 أيلول 2012، عن تشكيل غرف عمليات في جميع مناطق الإقليم لمواجهة مرض الكوليرا بعد تسجيل عدد من الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية. يذكر أن من أعراض الحمى النزفية الفيروسية (viral hemorrhagic fever) المتسببة عن مرض الكوليرا هي ارتفاع الحرارة والتعب وفقدان الشهية والإعياء والعرق وتورد الوجه، وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بالنزف الظاهر أو الباطن، وقد يتعرض الطفل للتشنجات، أو قد يدخل في غيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة.