خرجت مستجمة وآبقة من قيظ بغداد الى الشام أيام عزها فكتبت هذه القصيدة في ربوعها الجميلة أيام عزها جنبها الله وجنبنا سوء المصير وشرذمة الحروب .
عين العصفور
السفحُ من ألق ٍ تمددّ
والشمسُ تسكب ُعطرَها
غطـّى ربائبها وشاحا
وجهُ الحياة تبدّلا
نزعَ البراقع فاستراحا
نقضتْ جدائلها السوامق ْ
اذ هفهفت لرفيف نسمة ْ
وحكتْ بألسنة ٍ فصاح ٍ
للصيفِ يسترخي هنا
ليريحَ جسمه ْ
وتلوّنت جذلا ًبطلعتها البطاح
وتراقصت لهسيس ماء ْ
وتقرّبت منها المرايا
فتناولتْ وجهَ السماء ْ
من ضحكة الظل ّ البليل ْ
ومن الصباح المستحيل ْ
نسيتْ مراكبنـَا الجياد ُ
ذهلتْ محفــّـتـُنا دقيقة ْ
الوردُ في الشرفات يرحــــل بالخيال ْ
وعلى بساط الريح
والدفلى جبال
وأصابعُ الأيكات تهزأ ُمن تماثيل الجليد ْ
هذي سواعدنا توسـّدْ
وانزع ْغيومك أو سمومك
وعلى نجيل الله فارقدْ
بطلا ً بغير ذريعة ٍ
اخلع كما خلق ٍ همومك ْ
وامنح لهاثك فرصة الإبحار عنك مفارقا ً
اطلق سراح عواصف الإعصار تركب عنفها
ولتبتعدْ عنك الخيول ْ
ارخ ِ الزمام ْ
حق ٌّ لنفسك فاهتبلْ فرصَ النجاة ْ
زر الأمان
طوع اليمين ْ
فاخفق ْجناحك من لجين ْ
كالطير فالآفاق جـَــذلى
وحمائم الغدران سكرى
هاتيك ألوان الحياة ْ
لهفى وتعزف في انسجام ْ
ولأنت سارية ٌ أتاها الموت ُمن أبد الزمان ْ
ولأنت قبر ٌ لا يراد ُ
فاخلع بلادتك العتيقة ْ
البس على عجل ٍ رهافة ْ
الغ ِ المساحة والمسافة ْ
واقذف بيم الله قامتك الخجول ْ
لا عيب ان حلّ المساءُ الرطبُّ أزمتك البتول ْ
ويسجل السِفرُ اعترافك بالحياة ْ
سمية العبيدي