دُلني عليكَ حتى أعرف مَن أنت ,دُلني على روحِكَ الطرية التي تشبه جنح فُراشة , أنا المتعلق بك منذُ (شيلة) أمي الممزقة وعصّابتها المليئة بتراب المقابر إلى آخر ال ( ولك يمّه ) ، علمني لماذا حُبكَ يحاصرني كلما طردتني الأوطان فلا وطنٌ يليق بنا سواكَ , ياعلي من أنتَ ؟ حيث تغازلني أمواج الهور كنتُ أراكَ تمسح على رأسي كعادتِكَ مع الأيتام وابتسمُ بوجهِكَ الذي لا يشبه سوى ( الدللول) وكنتُ أهمسُ لكَ أحبك (بويه) , وحينما يكاد (مشحوفي) أن يغرق أصرخ يا علي ، وحينما يطرحني الجوع أرضاً أصرخُ يا علي ، وحينما يصادرون أحلامي أصرخ يا علي ، وحينما غربني العراق في العراق أصرخ يا علي ، وحينما أشتاق لعلي أصرخ يا علي ، وحينما تفتكُ بي الوحدة أصرخ ياعلي أنا وحدي ، فمَنْ أنتَ يا علي ؟ علمني من أين لك كل هذا السحر الذي ملكَ قلوب العشاق حتى صرت بوصلة لأوجاعِنا , يا معشوقي الأبدي يا فنار دروبي المظلمة يابرحي مرارتنا المعتقة ، كيف بي وقد أستحوذ بعضكَ على كُلي وصيرني تائها أهيمُ في الفلوات أحكي لهم عن حبيبي ياحبيبي ، يالجمال حبكَ ، أحكي لهم يا علي ياصديقي عن عشقِكَ الذي عتّقني نبيذاً من دموع ، عن علي الذي يطرق أبوابنا وأحلامنا ، عن علي الذي يبكي بحرقةٍ كلّما سقطت دمعة يتيم في كل بقاع الأرض ، عن علي الذي لا يسأل الجياع عن وطنهم ودينهم وبلادهم ولونهم، عن علي سيد البلابل والياسمين وقصائد العشاق ، عن علي الذي لا ملاذ لنا دونه ، عن علي عِزيزي وحبي الأبدي.
علي الشيال