تفاصيل…
تفاصيل…
قالت لهُ : كيف للجنوبي أن ينكسر ؟ فأشارَ إلى عينيها
صباحكم كلمة طيبه
قنعني صراحة
،
حينما أختنق ويحاصرني الألم وأحس بحزن طافح لاتستطيع منظومة الصبر المتقدة لديَّ أن تستوعبه أتجهُ صوب قِبلة الفقراء عِزيزي الأبدي وعشقي الدائم أبو الحسن ، قبل فترة وجيزة هاج عندي حزن الجنوب بكل تفاصيله ولم أستطع مقاومته فاتجهت صوب الحبيب ، بعد أن دخلت لمقام عزيزي وبكيت بدموع المعدان في حضرتهِ وكلّمتهُ كثيراً وكنت أحس أنهُ يسمعني ويقول لي : خلق الله الشروگي من دمعةٍ وموالٍ على مقام النواعي ، بعد أن نفضت حزني بين يديهِ ودعته واتجهت صوب مقبرة وادي السلام لزيارة قبور الأهل والأصدقاء وما اكثرهم هناك ، وانا اسير في المقبرة سمعت صوت كأنه جمع الله به كل حزن الجنوب (شروگي حنين ) ومؤلم أحسستُ أنه سيفطر السماء ويدكدك الجبال ولأنني مغرم بالنواعي تقربت نحو الصوت بصمتٍ وكأني في عالم آخر نظرت إلى مصدر النواعي كانت شابة متشحة بالجنوب أعني بالسواد تحتضن قبراً يتضح لازال جديداً وتصدح بصوتٍ (عمايرچي يخرج من گراعة گلبها ) عرفتهُ من اللهجة وبدأت أفكَّ شيفرة الأبيات لمعرفة قربها من صاحب القبر وحينما بدأت تطوح ببيت أبوذيه شهير يقرأه دائماً عشاق الجنوب ( تهزهز ياگبر وأنفض ترابيك / عزيز الروح هالنايم تره بيك / اجاني العيد وعيوني ترابيك / دگعد لاتشمت عداي بيه ) حينما أنتهت من هذا البيت عرفتُ أن المتوفي حبيبها ، أنتهى طقس النواعي لديها وانتهت معهُ ماتبقى من دموعي التي كنت ( ضامهن للشدة ) بدأت الشابة ترش القبر بعطرٍ يتضح كان حبيبها يعشقهُ أو كان هدية منهُ لها قبل أن تخطفه أحدى الحروب العبثية لوطنٍ لم يذق طعم السلام منذُ تأسيسه ، تقربت منها وبعد السلام والمواساة قلتُ ماذا يقرب لك المتوفي حتى أتأكد من صدق استنتاجي لم تجب وأطرقت برأسها نحو الأرض فعرفتُ أن استنتاجي صحيح كان حبيبها وعشيقها الشروگي (العمايرچي) الأسمر خطفهُ منها شبح الحرب الذي يخيم على سماء العراق ، منذُ تلك اللحظة عرفتُ ماذا تعني جملة سأحزن عليك حزن معدان
حزنك الذي توزعه في الطرقات ، صار مخلوقات مخذولة على هيأة حرب خاسرة .
قالت لهُ العرافة : لاتخفي ملامح الچا من سُمرتك ، ولذلك كلّما غربهُ الوطن نادى : چا وين أهلنه .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (1 من الأعضاء و 1 زائر)
- وسـام
هلا بالزائر العزيز مشتاقين