أغلب مجانِين الناصرية هم من أصدقائي ، أعرفُ قصصهم وتأريخهم وأحتياجاتهم التي لا تتعدى لفة فلافل وگلاص چاي وبالتأكيد باكيت چكاير من النوع الحار ، علاوي واحد منهم ، مسالم وهاديء جدا وحديثه مترابط ولذيذ ، كان علاوي طالب في كلية الآداب جامعة البصرة وعشق زميله له عشق معدان ولأنهُ من ابناء الخائبات وسليل فقر الجنوب لم يتمكن من الإقتران بحبه الوحيد ولذلك جنّ جنونه بعد أن أصبحت حبيبته لأحد ابناء المدللات ، ترك علاوي الكلية وسكن الشوراع بعد أن فقد عقله ، تجده صامتا في أغلب الأحيان إلاّ إذا شاهد طالبة كلية مع حبيبها يكتفي بترديد جملته الشهيرة چا وعلاوي ، وجدتهُ اليوم في ساحة الحبوبي يجلس على الأرض وصامت كعادته ، سألتهُ ها علاوي محتاج شيء ، قال لي بصوتٍ منكسر جمعَ حزن الأولين والآخرين من الشروگية أي محتاجها حيل ومشتاقلها بعد ما اتحمل فراگها گتله علاوي أحترگ جدّه المامحتاجها ومشتاقلها بس شبيدي .