مرض البري بري
يُعرّف البري بري (بالإنجليزية: Beriberi) على أنه مرض ناتج عن نقص فيتامين ب1 المعروف بالثيامين (بالإنجليزية: Thiamine)، وفي الحقيقة يقوم الثيامين بمساعدة الجسم على استخلاص الطاقة من الطعام الذي نتناوله وبذلك يعتبر مهماً للنمو، والتطور، واستمرار عمل الخلايا في الجسم، وبنقص هذا الفيتامين قد يتعرّض الشخص لفقدان الوزن والشهية، والارتباك، وفقدان الذاكرة، وضعف العضلات، ومشاكل في القلب، ويؤدي نقصه الحاد إلى الإصابة بمرض البري بري. وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من هذا المرض وهما:
البري بري الرطب (بالإنجليزية: Wet Beriberi) الذي يؤثر في القلب والدورة الدموية، وقد يتسبّب بفشل القلب، والبري بري الجاف (بالإنجليزية: Dry Beriberi) الذي يتسبّب بتلف الأعصاب وضعف العضلات، ويمكن أن يصل الأمر إلى مرحلة إصابة الشخص بالشلل (بالإنجليزية: Muscle paralysis).
أعراض البري بري
تنقسم الأعراض التي تصاحب مرض البري بري اعتماداً على نوعه، وفي ما يلي بيان ذلك:
أعراض البري بري الجاف: من الأعراض التي تصيب الشخص في حالة البري بري الجاف:
1-صعوبة المشي.
2-فقدان الإحساس في اليدين والقدمين.
3-الشلل أو فقدان وظيفة العضلات السفلية للساقين.
5-صعوبات النطق.
6-الارتباك والتشوش الذهني.
7-الشعور بالألم.
8-حركات العين الغريبة كالرأرأة (بالإنجليزية: Nystagmus).
9-التنميل.
10-التقيؤ.
أعراض البري بري الرطب: ومن الأعراض التي يصاب بها الشخص في هذا النوع:
1-الاستيقاظ ليلاً نتيجة الشعور بضيق النفس.
2-زيادة معدل ضربات القلب.
3-ضيق التنفس عند بذل مجهود بدني.
4-تورم أسفل الساقين.
أسباب البري بري وعوامل الخطورة
يشكّل اتباع نظام غذائي منخفض الثيامين السبب الرئيسيّ للإصابة بالبري بري، ولذلك يعتبر هذا المرض أكثر شيوعاً في المناطق التي تعتمد في غذائها على الأرز الأبيض المعالج غير المدعّم بالثيامين، ويندر في المناطق التي تتوفّر فيها الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل بعض حبوب الإفطار والخبز،وفي حالات نادرة يمكن أن يكون البري بري وراثياً وينتقل بين أفراد الأسرة، بحيث يفقد الشخص عند الإصابة به القدرة على امتصاص الثيامين من الأطعمة.وهناك عوامل أخرى قد تتسبّب بنقص الثيامين وتزيد من احتمالية الإصابة بالبري بري، ومنها:
تناول الكحول: إذ يعتبر تناول الكحول بشكل مزمن السبب الأكثر شيوعاً لنقص الثيامين في البلدان الصناعية المتقدمة، حيث يعاني 80٪ من مدمني الكحول من نقص الثيامين؛ وذلك لأنّ تناول الكحول يقلّل امتصاص الثيامين من الجهاز الهضمي، كما أنه يقلل من مخزون الثيامين في الكبد.
العمليات الجراحية لعلاج البدانة: إذ يترتّب على العمليات الجراحية التي تُجرى لعلاج البدانة (بالإنجليزية: Bariatric surgery) ولغرض فقدان الوزن بعض المخاطر، ومن هذه المخاطر نقص الثيامين الحاد بسبب سوء عملية الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption)، وبذلك يمكن أن يؤدي إلى مرض البري بري، ولتجنّب حدوث ذلك يوصى دائماً بالمكملات الغذائية التي تحتوي على الثيامين للمرضى الذين يخضعون لجراحة علاج السمنة.
الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والإيدز: حيث يرتفع خطر الإصابة بنقص الثيامين عند الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري وما تترتب عليه من عواقب، بما في ذلك الإصابة بالبري بري. وتشير الدراسات إلى أن الارتباط بين نقص الثيامين والإيدز ناجمٌ عن سوء التغذية نتيجة لعمليات الهدم المرتبطة بالإيدز.
العلاج الكيماوي بالفلورويوراسيل: يعتبر الفلورويوراسيل (بالإنجليزية: Fluorouracil) من الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي لسرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer) وغيره من الأورام الصلبة، وتشير العديد من الدراسات إلى وجود حالات من المرضى قد تعرضوا للإصابة بمرض البري بري إثر استخدامهم لهذا الدواء، وقد يُعزى ذلك لزيادة الفلورويوراسيل لاستقلاب الثيامين (بالإنجليزية: Thiamine metabolism)، ومنعه لتكوين الشكل النشط من هذا الفيتامين.
الإسهال المزمن.
استخدام مدرات البول.
غسيل الكلى.
فرط نشاط الغدة الدرقية.
وتجدر الإشارة إلى أن الطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية من أمه المصابة بنقص الثيامين، وكذلك الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية التي لا تحتوي على ما يكفي من الثيامين معرّضون للإصابة بنقص الثيامين، وتزيد احتمالية إصابتهم بالبري بري.
علاج البري
بري لعلاج مرض البري بري يُعطى المريض الثيامين بالجرعة الموصى بها وهي 50مغ عن طريق الحقن العضليّ لعدة أيام، وتعتمد مدة العلاج على الأعراض؛ حيث يستمر المريض بتلقي العلاج لحين اختفاء جميع الأعراض، وبعد ذلك يوصى المريض باستخدام الثيامين بجرعة 2.5-5مغ يومياً عن طريق الفم ما لم يُشتبه بمتلازمة سوء الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption syndrome).
مضاعفات البري بري
من المضاعفات المحتملة التي قد تترتب على الإصابة بمرض البري بري:
الغيبوبة.
فشل القلب الاحتقاني.
الموت.
الذهان.
الثيامين
الكميات الغذائية المُوصى بها تعبّر الكميات الغذائية الموصى بها (بالإنجليزية: (Recommended Dietary Allowance (RDA) عن المتوسط اليومي للكمية الكافية لتلبية الاحتياجات الغذائية لما يقارب 98٪ من الأفراد الأصحاء، وفي الجدول التالي يتم بيان ذلك بالنسبة للثيامين:
وتجدر الإشارة إلى أن الكمية الغذائية الموصى بها للمرأة الحامل والمرضعة تبلغ ما قيمته 1.4مغ من الثيامين.
مصادر الثيامين
توجد الكثير من المواد الغذائية التي تحتوي على الثيامين كاللحوم، والأسماك، والحبوب الكاملة وغيرها، إلا أنه غالباً ما يؤدي استخدام الحرارة في الطهو إلى تقليل محتوى الثيامين في الأطعمة، فعلى سبيل المثال: يحتوي الخبز على كمية من الثيامين أقل بنسبة 20-30٪ مقارنة بمكوناته الأولية، كما أنّ البسترة تقلّل من محتوى الثيامين في الحليب بنسبة تصل إلى 20٪، ولأنّ الثيامين يذوب في الماء يتم فقدان كمية كبيرة منه عند التخلص من مياه الطهي. كما أنّ معالجة الأغذية قد ترفع من مستويات الثيامين في الأطعمة ومن أمثلة ذلك تدعيم الأرز الأبيض بالثيامين.ومن المصادر الأخرى للأطعمة التي تحتوي على الثيامين:الدواجن و البيض. الحليب ومشتقاته. الخضروات، كالبنجر، والبطاطا، والخضراوات الورقية الخضراء. البقوليات، كالعدس، وفول الصويا، والمكسرات، والبذور. عصير البرتقال والطماطم.