هبت عاصفة ترابية شديدة على المريخ، وتعد أقوى عاصفة سجلتها ناسا خلال مراقبتها لكوكب المريخ طوال العشرين عامًا الماضية. وخلال الأسبوعين الماضيين، غطت العاصفة ربع سطح الكوكب، وعلقت مركبة أوبورتيونتي وسطها.
وهبطت المركبة على سطح المريخ في العام 2004، وكان الهدف الأولي أن تبقى لتسعين يومًا، لكنها تمضي حاليًا عامها الخامس عشر على سطح المريخ، ويمثل ذلك دليلًا على متانتها وروعة هندستها. وتعد العاصفة الحالية أخطر حدث واجهته أوبورتيونتي منذ هبوطها على المريخ.
وعقدت ناسا مؤتمرًا في وقتٍ سابق كي تطلع العامة على أحدث المعلومات المتوفرة عن مركبة أوبورتيونتي، وعلى الرغم من أن الوضع الحالي غير مبشر، ما زال الأمل يحدونا أن تستطيع المركبة مواجهة العاصفة.
وقال جون كالاس، مدير مشروع أوبورتيونتي في مختبر الدفع النفاث في ناسا، خلال المؤتمر أن المشكلة ليست في كمية الغبار، لأن «حجم الغبار الذي سيصيب المركبة ضئيل، إذ قد تتغطى بطبقة واحدة فقط من الغبار.»
لكن المشكلة أن الغبار يحجب ضوء الشمس، وتعتمد مركبة أوبورتيونتي على الطاقة الشمسية بصورة أساسية ولديها نحو 8 واط من الطاقة الحرارية. ولذا لن تعمل المركبة دون أشعة الشمس.
ولم تجب المركبة يوم الثلاثاء الماضي على اتصال ناسا، ويعتقد فريق العمل في ناسا أنهم لن يستطيعوا الاتصال بها خلال الأيام القادمة.
وقال كالاس خلال المؤتمر الصحافي «نتوقع أن المركبة حاليًا في وضع السبات، وهو وضع الطاقة المنخفضة، وستبقى فيه حتى تجمع الطاقة اللازمة لشحن بطارياتها مجددًا.»
ويوجد هاجس آخر وهو درجة حرارة المركبة التي تنخفض عندما تتوقف عن العمل. وإن انخفضت بصورة كبيرة قد تفقد المركبة قدرتها على العمل. لكن الأمر الجيد أن هذه المشكلة لن تحدث غالبًا.
وأضاف كالاس «الأمر الجيد أن العاصفة الترابية ترفع درجة الحرارة على المريخ، بالإضافة أن فصل الصيف سيبدأ عليه، ولذا لن تنخفض درجة حرارة المركبة بصورة كبيرة. وأوضحت دراساتنا أن درجة حرارتها يجب أن تبقى فوق الحد الأدنى المسموح لحرارة التشغيل على المدى الطويل، ولذا علينا أن نقودها بعيدًا عن العاصفة.»
وعلى الرغم من الخطر الذي تشكله العاصفة الترابية على مركبة أوبورتيونتي، لكنها قد تفيد باحثو ناسا.
وقال جيم واتزين، مدير برنامج ناسا لاستكشاف المريخ، خلال المؤتمر «تقدم لنا العاصفة الترابية الحالية فرصةً مهمة لمعرفة المزيد عن المريخ والتحديات التي تواجه استكشافه. ونسعى إلى تمهيد الطريق نحو وصول البشر إلى المريخ ولذا علينا تعلم كيفية مراقبة هذه العواصف وتوقعها حتى نضمن سلامتهم.»
وسيستمر فريق العمل في ناسا في إجراء أبحاثهم وانتظار استقبال إشارة من مركبة أوبورتيونتي. وقال كالاس «نحن قلقون، لكن نأمل أن تهدأ العاصفة وتبدأ المركبة في الاتصال بنا مجددًا.»