في سابقة غير معهودة ابتكر الرئيس السوري بشار الأسد مصطلح “تشبيك البحار الخمسة ” وذلك قبل بدء الأحداث في سوريا ليسجل أول مصطلح سياسي يطلقه رئيس جمهوية في التاريخ المعاصر، فقد اعتاد العالم أن تصنع المصطلحات وتطلق من قبل الأساتذة الجامعيين والماكنات الإعلامية الضخمة، أما أن يخرج رئيس على رأس عمله ويبتكر مصطلحاً سياسياً جديداً فهذه سابقة ربما لم تحدث على الأقل في المئة العام الماضية.
العالم - مقالات
هذه المنظومة الجغرافية التي يحدها كل من بحر قزوين والبحر الأسود والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي تضم أكثر من 90 % من الطاقة في العالم فضلاً عن المناخ الأكثر اعتدالاً والحضارة التاريخية الأرسخ جذوراً، إضافة لكونها ممر حالي ومستقبلي لأهم أنابيب الغاز فضلاً عن كونها خط التماس بين الشرق والغرب في وسط العالم، وهي مرتبطة ببعضها ارتباطاً عضوياً يجعلها مؤهلة لتشكيل اتحاد اقتصادي جيوسياسي متين يواجه الإمبريالية الغربية والصهيوينة العالمية.
المصطلح الذي أطلقه الرئيس الأسد قبل اندلاع الأحداث في سوريا هو مصطلح حي وينم عن مفكر استراتيجي خبير ويرسم خطوطاً تمكننا من فهم العقلية التي تم بها احتلال فلسطين وغزو العراق ووضع اليد الأمريكية على ثروات الخليج العربي والهجمة الكونية على سوريا وليس انتهاء بمشاكل القرم وأكرانيا ومحاولة محاصرة ايران وروسيا داخل حدودهما.
ولنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يحدث فيما لو تم فعلاً “تشبيك منطقة البحار الخمسة ” ووضع امكانياتها كلها في مواجهة الهيمنة الغربية، ما الذي ستسطيع أوروبا _المتعطشة للغاز_ فعله في حال التهديد بقطع الغاز عنها لأيام أو أسابيع أو أشهر، ألن يرتاح العالم من الغطرسة الغربية عندما تُمسَك أوروبا من عنقها وتصبح خادمة للقضايا المحقة في وجه التغول الأمريكي بعد أن أنهكتنا بسيرها ضمن الركب الأمريكي وذوبانها معه في السعي لتقسيم منطقتنا وإشعال الحروب فيها ونهب ثرواتها، ولنا أيضاً أن نعيد للذاكرة كيف جاء وزير الخارجية الأمريكي ذليلاً ليطلب من العرب ملء طيارته بالوقود بعد أن استخدم العرب سلاح النفط فقط!.وميناء ومطار الحديده هو الاهم عند انصار الله اي حلف المقاومه في البحر الاحمر