يتسبب ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستويات البحار بمعدل كبير، وفقدت القارة المتجمدة حوالي ثلاثة تريليونات طن من الجليد في السنوات الـ 25 الماضية.
وحذر العلماء من أن معدل ذوبان الجليد يتسارع، وحثوا الدول على حماية شواطئها ضد الفيضانات التي يرجح أن تترتب عليه.
ووجد العلماء أن أكثر من ربع قرن من الذوبان في المنطقة تسبب في ارتفاع منسوب البحار العالمية بحوالي 8 ملم.
وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن هذا الرقم يمكن أن يرتفع إلى 15 سنتيمترا مع نهاية القرن، وهو التغيير الذي من شأنه أن يترك المدن الساحلية في حالة فيضانات يمكن أن تواجهها قريبا.
وأكد البروفيسور أندرو شيبرد من جامعة ليدز أن معدل الذوبان كان "مفاجئا"، مضيفا: "في المرة الأخيرة التي قمنا فيها بتقييم الذوبان توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الغطاء الجليدي كان يساهم بـ 0.2 ملم في السنة في ارتفاع مستوى سطح البحر، وفي السنوات الخمس الماضية صعدت إلى 0.6 ملم في السنة، وهذا المعدل أسرع بحوالي ثلاث مرات من السابق".
واقترنت الدراسة بتحذيرات من كبار العلماء بأن الوقت ينفد من أجل انقاذ العالم من تغير المناخ، وأنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة في العقد المقبل، فإن الجليد الذائب يمكن أن يساهم بأكثر من 25 سم في الارتفاع العالمي في مستوى سطح البحر وبأكثر من متر بحلول عام 2070، وقد يؤدي هذا في النهاية إلى انهيار الجليد الغربي بأكمله في القطب الجنوبي، ما سيسبب ارتفاعا في مستوى سطح البحر بحوالي 3.5 متر .
وتقوم أنتاركتيكا بتخزين ما يكفي من المياه المجمدة لرفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 58 مترا، ومعرفة مدى سرعة ذوبانها أمر بالغ الأهمية بالنسبة لصانعي السياسات.
واعتمدت الدراسة التي أجراها فريق دولي مؤلف من 84 عالما من 44 منظمة دولية، على بيانا 24 استقصاء طويل الأمد للصفائح الجليدية في المنطقة باستخدام الأقمار الاصطناعية، وهي أكثر السجلات شمولا للغطاء الجليدي في أنتاركتيكا (القطب الجنوبي) حتى الآن.
وعلى الرغم من أن البروفيسور شيبرد قد أشار إلى أن خسائر الجليد من القارة القطبية الجنوبية ستؤثر على بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية بشكل غير متناسب، إلا أنه من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل في جميع الدول الساحلية.