كرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعوته لابقاء ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه المسلحون الحوثيون في اليمن مفتوحا مع تواصل عملية التحالف الذي تقوده السعودية غربي البلاد.
وقد رأى الاجتماع الطارئ للمجلس الذي عقد الخميس ، بدعوة من بريطانيا، أن الأعضاء متفقون على ضرورة إبقاء الميناء مفتوحًا للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وتقدمت قوات التحالف، بقيادة السعودية، من الميناء الرئيسي في اليمن في أكبر معركة في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال عبيد سالم الزعابي سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن قوات التحالف حاليا على بعد كيلومترين من المطار.
واحتدم القتال في اليمن بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران، للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي البلاد.
وقتل 13 من الحوثيين و 9 من عناصر القوات الحكومية التي يدعمها التحالف، بحسب تقارير من اليمن.
وتواجه الأمم المتحدة صعوبات في محاولاتها تجنب تعطيل العمل بالميناء شريان الحياة الذي تصل عن طريقه المساعدات الغذائية للدولة التي يواجه 8.4 مليون من سكانها خطر مجاعة وشيكة.
وجدد مجلس الأمن الدولي التعبير عن مخاوفه بشأن مصير المدنيين.
ويواجه حوالي ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة في البلد الذي مزقته الحرب، والمدينة الساحلية هي المكان الذي تصل إليه معظم المساعدات الخارجية ومن ثم توزع على بقية المناطق التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون.
لكن لم يكن هناك ما يكفي من الدعم والضغط على مجلس الأمن بشأن طلب السويد بوقف فوري للهجوم على الحُديدة.
وقال فاسيلي نيبنسيا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة "يتعين على جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
وتعد معركة الحديدة واحدة من أهم المعارك التي قد تحسم بدرجة كبيرة الصراع في اليمن، خاصة أنها ستقطع طريق التواصل الوحيد بين الحوثيين والعالم الخارجي وربما طرق إمدادات تابعة لهم.
كما تعد المرة الأولى الذي تتقدم فيها قوات الحكومة، بدعم من التحالف الذي تشارك فيه غالبية دول الخليج، للسيطرة على مدينة رئيسية في اليمن وتوجد بها أعداد كبيرة من الحوثيين.
أكبر معركة في اليمن
مصدر الصورةAFP PHOTO / ABDO HYDERABDO HYDER/AFP/GETTY IMAGES
في غضون ذلك، وصل الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يعيش في السعودية إلى عدن يوم الخميس في أول زيارة له للمدينة الواقعة في الجنوب منذ أكثر من عام.
وعدن هي العاصمة المؤقتة لحكومته منذ عام 2015.
وقال هادي "إن انتصارنا الوشيك في الحديدة سيكون خاتمة للقضاء النهائي على الانقلاب، وبوابة استعادة عاصمتنا المختطفة، وبسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن".
وكانت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أعلنت عن "تحرير القوات المهاجمة لمناطق في محيط المطار"، كما تمكنت من "أسر أو قتل العشرات" من الحوثيين.
وأكدت الوكالة أنباء مقتل جنود إماراتيين، وقالت إن أربعة جنود "استشهدوا"، لكنها لم تذكر تفاصيل مقتلهم.
وقالت مصادر طبية في منطقة العمليات إن 22 من المسلحين الحوثيين قتلوا جراء ضربات قوات التحالف.
وكشفت مصادر في التحالف أن القوات نفذت 18 غارة جوية على المواقع الحوثية على مشارف الحديدة، يوم الأربعاء.
ورد الحوثيون بالإعلان عن ضرب سفينة حربية تابعة لقوات التحالف بصواريخ، رغم أنه لم يكن هناك تأكيد على ذلك.
واصطف رجال ونساء يوم الخميس في جزء من المدينة لم يصل إليه العنف لتسلم مؤن من جمعيات خيرية.
وتقول الأمم المتحدة إن 22 مليون يمني يحتاجون مساعدات إنسانية وإن عدد المهددين بالمجاعة يمكن أن يزيد عن مثليه ويتجاوز 18 مليونا بحلول نهاية العام ما لم يتحسن الوضع.
وقالت الأمم المتحدة إنها مستمرة في تقديم المساعدات. وقالت ليز جراندي منسقة المنظمة للشؤون الإنسانية في اليمن "نحن هناك ونسلم مساعدات. لن نغادر الحديدة".
وأثار الهجوم، الذي يقول محللون إنه سيكون أكبر معركة حتى الآن في الحرب باليمن، المخاوف من وقوع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين البالغ عددهم 400 ألف نسمة.
-------------------------------------------------------------------
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44491931