الإمارات أعلنت رسميا مقتل أربعة جنود في الحديدة في معارك قرب المطار ومنطقة الريهيمي
احتدم القتال في اليمن بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وبين الحوثيين، المدعومين من إيران، للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي البلاد.
وأكدت الإمارات مقتل أربعة من جنودها في المعارك البرية الدائرة للسيطرة على الميناء، الذي يعد المصدر الرئيسي للإغاثة والمساعدات إلى اليمن، كما لقي 22 من المتمردين الحوثيين مصرعهم.
وتصاعدت حدة المعارك بشكل رئيسي بالقرب من المطار ومنطقة الدريهيمي جنوبي المدينة، حسب تقارير إعلامية، بينما يسعى التحالف لتجنب حرب شوارع مع الحوثيين بالمدينة "حفاظا على سلامة المدنيين".
وعلى صعيد التحركات الدولية، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة محادثات عاجلة حول اليمن، اليوم الخميس، لبحث الموقف في إطار المعارك الدائرة حاليا وتاثيرها على الوضع الإنساني.
وتعد معركة الحديدة واحدة من أهم المعارك التي قد تحسم بدرجة كبيرة الصراع في اليمن، خاصة أنها ستقطع طريق التواصل الوحيد بين الحوثيين والعالم الخارجي وربما طرق إمدادات تابعة لهم.
كما تعد المرة الأولى الذي تتقدم فيه قوات الحكومة، بدعم من التحالف الذي تشارك فيه غالبية دول الخليج، للسيطرة على مدينة رئيسية في اليمن وتوجد بها أعداد كبيرة من قوات الحوثي.
أكبر معركة في اليمن
مخاوف دولية من تأزم الموقف الإنساني بسبب المعارك في الميناء الوحيد للمساعدات الإنسانية
ويواجه حوالي ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة في البلد الذي مزقته الحرب، والمدينة الساحلية هي المكان الذي تصل إليه معظم المساعدات الخارجية ومن ثم توزع على بقية المناطق التي يسيطر عليها الحوثي.
وأعلنت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، عن "تحرير القوات المهاجمة لمناطق في محيط المطار"، كما تمكنت من "أسر أو قتل العشرات" من الحوثيين، المدعومين من إيران.
وأكدت الوكالة أنباء مقتل جنود إماراتيين، وقالت إن أربعة جنود "استشهدوا"، لكنها لم تذكر تفاصيل مقتلهم.
وقالت مصادر طبية في منطقة العمليات إن 22 من مقاتلي الحوثي قتلوا جراء ضربات قوات التحالف.
وكشفت مصادر في التحالف إن القوات نفذت 18 غارة جوية على مواقع الحوثي على مشارف الحديدة، يوم الأربعاء.
ورد الحوثيون بالإعلان عن ضرب سفينة حربية تابعة لقوات التحالف بصواريخ، رغم أنه لم يكن هناك تأكيد على ذلك.
وأثار الهجوم، الذي يقول محللون أنه سيكون أكبر معركة حتى الآن في الحرب باليمن، المخاوف من وقوع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين البالغ عددهم 400 ألف نسمة.
حرب شوارع
التحالف العربي يريد تجنب حرب شوارع مع الحوثيين حفاظا على المدنيين
ومع ذلك، قال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، إنهم يريدون تجنب الدخول في حرب شوارع مع الحوثيين "حفاظا على سلامة المدنيين".
وأضاف في تصريحات لقناة الحدث السعودية، بأن العمليات تهدف إلى السيطرة على المطار والميناء بالإضافة إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة صنعاء.
وكانت الإمارات قد أعلنت منح الحوثيين مهلة للانسحاب من المدينة والميناء دون قتال تنتهي الأربعاء، لكنها قوبلت بالرفض فبدأت العمليات العسكرية على الفور.
واحتدمت الحرب الأهلية في اليمن منذ أواخر عام 2014، عندما استولى الحوثيون والقوات المتحالفة معهم على الأجزاء الشمالية الغربية من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء ، وأرغموا الرئيس عبد ربه منصور هادي، في النهاية على الفرار إلى الخارج.
ودخلت السعودية إلى ساحة الصراع في اليمن، بعد انزعاجها من صعود الحوثيين الشيعة واعتبروهم ينفذون أجندة إيرانية ووكلاء لها باليمن، ودشنت الرياض تحالفا عسكريا ضم ثماني دول عربية سنية أخرى وبدأت حملة عسكرية في مارس/آذار 2015.
-------------------------------------------------------------------
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-44477762