بسم الله الرحمن الرحيم
(عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال الله تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام هو لي وأنا أجزي به)
الخصال - الشيخ الصدوق - ص 45
الحديث لغة : ما يرادف الكلام ، وسمي به لتجدده وحدوثه شيئا فشيئا.
والحديث القدسي في الاصطلاح هو وحي من الله سبحانه وتعالى وقد أمر النبي (ص) بتبليغه بمعناه ،والحديث القدسي لايحمل صفة الاعجاز ، ولكن له قدسيته ،وكذا لايختص بالنبي محمد (ص) دون الانبياء كالقرآن.
ولكن لو قال قائل مامعنى هذا الحديث القدسي الذي بين أيدينا؟
والجواب على هذا السؤال يمكن أن يقال بأن هناك عدة أقوال لبيان هذا الحديث
القول الأول:
أن الصائم حينما يصوم يترك المفطرات المذكورة في كتب الفقه ( لله) ،فلذا الله تعالي يتقبل من عبده ذلك فيقول تعالى (الصوم لي وأنا أجزي به)
ولكن هذا القول يرد عليه أن الانسان في الحج يترك مجموعة من المحظورات تحت عنوان (محرمات الاحرام) لله ،ولم يردفيه {كل عمل ابن آدم له إلاالحج فانه لي وأنا أجزي به}
بل ان الجهاد يقدم الانسان من خلاله روحه( لله )فلم يرد فيه{كل عمل ابن آدم له إلا الجهاد..}
اذا هذا القول فيه نظر كماترى
القول الثاني:
أن الصوم هو العبادة الوحيدة التي يستطيع الإنسان أن يخفيها ،فيمكن للإنسان أن يدعي الصيام وهو فاطر .
ومن ذلك تتربى عند الإنسان روح الإخلاص في العبادة انطلاقا من عبادة الصوم .
ولذلك جاء في الحديث القدسي {كل عمل ابن آدم له إلصوم}
وهذا القول أيضا يرد عليه بأن الإيمان أعظم من الصوم وهو مخفي فلم يرد فيه{إلا الإيمان..}
القول الثالث:
ان عبادة الصوم هي العبادة الوحيدة التي لم تتخذ لغير الله عند البشر.
فالبشر اتخذوا الصلاة لغير الله والنذور لغير الله وحجوا للأصنام ..وهكذا سائر العبادات ،إلا عبادة الصوم فلم يصم الإنسان إلا لله.
ولذا جاء النص {إلا الصوم..}
ويرد عليه بأن من المعروف أن عباد الكواكب إذا اعتراهم أمر مهم كانوا يصومون للكواكب.
القول الرابع:
ان الصوم فيه تهذيب للعقل والنفس
ويرد عليه أيضا ان جميع العبادات فيها تهذيب للعقل والنفس.
القول الخامس:
أن هذا الحديث سر من أسرار الله سبحانه لم يطلع عليه الا من ارتضاه ،وذلك لبيان عظمة
الصوم عنده سبحانه.