قصة الفقير
كان مطلع الشهر الكريم من عام 450 هـ و في مدينة دمشق كانت المرأة الصالحة قد أعدت الإفطار لزوجها
و هو دجاجتين و جلسوا كما تأمر السنة أمام المائدة بانتظار آذان المغرب و إذا باب الدار يقرع!!!.....
قال الزوج: أنظري يا امرأة من في الباب
فتحت الباب و عادت المرأة لزوجها و قالت: في الباب فقير و أرى أن نعطيه دجاجة و نبقي لنا دجاجة
قال الزوج: أطرديه فما من صادق فيهم
طردت الزوجة الفقير و قلبها يعتصر ألماً فإن كذب الفقير فعليه وزره و إن صدق فويل لنا من الله على هذه الطردة
دارت الأيام و افتقر زوجها إلى حد لا يمكنه إعالة زوجته و في هذه الحالة يجوز للقاضي أن يطلقها من زوجها و لو رفض
و بعد العدة و بسبب صلاحها و جمالها تزوجت من رجل آخر غني و ميسور و شاء الله أن يتكرر الموقف نفسه
و في شهر رمضان و على مائدة الإفطار و قبل الآذان بفترة بسيطة و كان الإفطار دجاجتين قرع الباب !!!!!!!!!
دق قلب الزوجة الصالحة بشدة فمن يأتي بهذا الوقت مرت دقائق من الصمت و السكون قرع الباب مرة أخرى
بصوت مزق سكون البيت قال الزوج: أنظري يا أمرآة من في الباب
فتحت الزوجة الباب و عادت لزوجها و قالت: في الباب فقير و أرى أن نعطيه دجاجة و نبقي دجاجة لنا
فقال الزوج : نعم الرأي ..... أعطيه دجاجة عوضنا الله و إياك خيرا إن شاء الله
أعطت الزوجة الصالحة الفقير دجاجة و عادت تبكي بكاء ينفطر له القلب حزناً و وجعاً
فقال لها زوجها مندهشاً: ما يبكيك يا أمرآة
قالت: أتعرف من الفقير الذي كان في الباب ؟؟؟؟
قال: من؟؟؟؟
قالت: أنه زوجي الأول !!!!
قال: أتعرفين من أنا ؟؟؟؟؟
قالت: أنت زوجي !!!!
قال: نعم .... و أنا الذي جاءكم في شهر رمضان فطردتموه
أخذ الله مال الغني و زوجته و أعطاها لمن هو أهلها يتصدق و يتزكى
( و أما السائل فلا تنهر )
تـــــــــــــــــحياتي