-
أن تكون مُكتئبًا فهذا لا يعني أن تنعزل، رُبَّما إكتئابك أشد قسوة ممّا تتخيل، ذاك الأكتئاب الذي يجعلك تمارس حياتك بشكل طبيعي، تنهض من فراشك بلا رغبة حقيقة في النٌهوض لكنّك مُجبر على روتينك لأنّك لا تملك إلا أسباب تافهة بالنسبة للبعض تخجل من الجهر بها، تأكل وأنت فاقد تمامًا للشهية والمذاق فلا فرق بين البصل و قطعة الحلوى، تجلس مع الناس لتتجنب سؤالهم عن غيابك! لأنّك مُجبر على أن تكون طبيعيًا! في وادٍ آخر أنت بأفكارك وإضطراباتك ومخاوفك رغم أنّك تجلس معهم، تراهم يضحكون فتضحك معهم دون أن تعرف السبب، حتى لو عرفت فلن يكون ذلك مهمًا ولن يشكل فرقًا، أن يأتي أحد ويعدك بالبقاء تجد صعوبة كبيرة في تصديقه، على كل حال من يُريد أن يبقى مع جثة كئيبة كأنت، ومع ذلك تفكر لو يحدث ذلك فعلًا كم سيكون رائعًا، ولكنّ سرعان ما تطرد تلك الأفكار من رأسك وتواصل القيام بمهامك الطبيعية، إلى أن يأتي الظلام وتهزمك موسيقى قديمة أو اقتباس حزين لكاتب يشعر بما تشعر، تقتلك الذكريات، تحاول التأمل نحو اللاشيء، اللاشيء متعب جدًا تعلم ذلك جيدًا، من فرط الآلام وبعد ليلة في غاية القسوة كان بطلها الصراخ الصامت والبكاء المرتعش..تغدو في نوم متقطع لتواصل إكتئابك مع كوابيس أقل قسوة من الواقع..ثم تستيقظ من جديد لتعيد نفس المهام.. أن تكون مُكتئبًا فهذا لا يعني أن تكون مُنعزلًا رُبَّما إكتئابك يُجيد التمثيل.!