قصيدة عش أنت
عِشْ أَنْتَ إني مِتُ بَعْدَكْ
وَأَطِلْ إِلَى مَا شِئْتَ صَدَّكْ
كَانَتْ بَقَايَا لِلغَرَامِ
بمهجتي فَخَتَمْتُ بَعْدَكْ
أَنْقَى مِن الفَجْرِ الضَّحُوْكِ
وَقَدْ أَعَرْتَ الفَجْرَ خَدَّكْ
وَأَرَقُ مِنْ طَبْعِ النَّسِيْمِ
فَهَلْ خَلَعْتَ عَلَيْهِ بُرْدَكْ
وألذ مِنْ كَأْسِ النَّدِيْم
وَقَدْ أَبَحْتَ الكَأْسَ شَهْدَكْ
مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ عَدَلْتَ
أَمَا رَأَتْ عَيْنَاكَ قَدَّكْ
وَجَعَلْتَ مِنْ جَفْنَيَّ مُتَّكَأً
وَمِنْ عَيْنَيَّ مَهْدَكْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ أدبي فَخُلْقُكَ
كَانَ أَوْلَى أَنْ يَصُدَّكْ
أَغَضَاضَةً يَا رَوْضُ إِنْ
أَنَا شاقني فَشَمَمْتُ وَرْدَكْ
وَمَلامَةً يَا قَطْرُ إِنْ
أَنَا راقني فَأَمَمْتُ وِرْدَكْ
وَحَيَاةِ عَيْنِكَ وَهِىَ عندي
مِثْلَمَا الإِيْمَانُ عِنْدَكْ
مَا قَلْبُ أُمِّكَ إِنْ تُفَارِقُهًا
وَلَمْ تَبْلُغْ أَشُدُّكْ
فَهَوَتْ عَلَيْكَ بِصَدْرِهَا
يَوْمَ الفِرَاقِ لِتَسْتَرِدَّكْ
بِأَشَدَّ مِنْ خَفَاقَانِ قلبي
يَوْمَ قِيْلَ خَفَرْتَ عَهْدَكْ
قصيدة أضنيتني بالهجر
أضنيتني بِالهَجْرْ .. مَا أَظْلَمَكْ
فَارْحَمْ عَسِى الرَّحْمَنُ أَنْ يَرْحَمَكْ
مولاي حَكَّمْتُكَ فِي مُهْجَتِي
فَارْفقْ بِهَا يُفْدِيْكَ مَنْ حَكَّمَكْ
مَا كَان أحْلَى قُبُلاتِ الهَوَى
إِنْ كُنْتَ لا تَذْكُرُ فَاسْأَلْ فَمَكْ
تَمُرُّ بِي كَأَنَّنِي لَمْ أَكُنْ
ثَغْرَكَ أَوْ صَدْرَكَ أَوْ مِعْصَمَكْ
لَوْ مَرَّ سَيْفٌ بَيْنَنَا لَمْ نَكُنْ
نَعْلَمُ هَلْ أَجْرَى دَمِى أَمْ دَمَكْ
سَلْ الدُّجَى كَمْ رَاقَنِي نَدْمُهُ
لَمَّا حَكَي مَبْسَمَهُ مَبْسَمَكْ
يَا بَدْرُ إِنْ وَاصَلْتَنِى بِالْجَفَا
وَمِتُّ فِي شَرْخِ الصِبَا مُغْرَمَكْ
قُلْ لِلدُّجَى: مَاتَ شَهِيْدُ الْوَفَا
فَانْثُرْ عَلَى أَكْفَانِهِ أَنْجُمَكْ
قصيدة جفنه علم الغزل
جَفنهُ علمَّ الغزلْ
ومنَ العِلمِ ما قتل
فحرقنا نفوسَنا
في جحيمٍ من القبل
ونشدنا ولم نزل
حلمَ الحبِ والشباب
حلمَ الزهرِ والندى
حلمَ اللهوِ والشراب
هاتها من يدي الرضى
جرعةً تبعثُ الجنون
كيفَ يشكو من الظما
مَنْ لهُ هذهِ العيون
ياحبيبي اكلما
ضمنا للهوى مكان
أشعلوا النارَ حولنا
فغدونا لها دخان
قل لمن لامَ في الهوى
هكذا الحسنُ قد أمر
إنْ عشقنا فعذرُنا
إنَ في وجهِنا نظر
قصيدة النوم الهني
نم أن قلبي فوق مهدك كلما
ذكر الهوى صلى عليك وسلما
نم فالملائكة عيناها يقظى فذا
يرعاك مبتسما” وذا مترنما
نم و اجتنٍ أحلام أزهار الصبى
و استنزل الزهر النجوم من السما
نم ملء عينيك أن عيني ملؤها
دمعٌ و إن عنفتها امتلأت دما
نم فالسلام على شفتيك سطرت
آياته فلثمتها متوهما
نم فالهوى ح**ٌ علي لأنه
يقضي بأن أشقى و أن تتنعما
نم وارع حبات القلوب ولا تكن
ترعى كعيني في الظلام الأنجما
نم فوق صدري إنه مهد الهوى
و عفافه أبدا” يرف عليكما
نم أنت واتركني بلا نوم ودع
روحي وروحك في الهوى تتكلما
وإذا الكرى لعبت بجفنك كفه
وإذا السكون على سريرك خيما
وإذا النسيم وأنت في بحر الشذا
غرقٌ دنا من وجنتيك ليلثما
نبه جفونك لحظة” تبصر فتى”
لم يبق منه هواك إلا الأعظما
جاثٍ على قدم السرير وعينه
عين المصور حاولت أن ترسما
قصيدة أترى يذكرونه ؟
أترى يذكرونه أم نسوه
هم أسقوه الهوى وهم أسكروه
عللوه فكان أقتل شيء
ذلك الصد بعدما عللوه
عمرك الله هل عرفت فؤاداً
كفؤادي عليه جار ذووه
ليتهم يذكرون ليلة كنا
و الهوى نحن أمه و أبوه
و عيون النجوم ترنو إلينا
و لسان الدجى يكاد يفوه
و النسيم الخفيف يلهو بثوبينا
كطفل أهلوه ما هذبوه
ورشفنا كأس الحميا فباحت
بالذي في الصدور منا الوجوه
قلت أهواك يا ملاكي فردت
مقلتاه لكن تلعثم فوه
قصيدة عادة الدهر
سلخت عني الليالي من أود
مثل سلخ الأم عن مهد الولد
ففترقنا عادة الدهر و هل
عادة الدهر سوى أخذٍ ورد
و قفةٌ كانت لنا يوم النوى
صحت فيها مدد الله مدد
يوم أهويت على فيها و في
خدها جمرٌ و في عيني برد
يوم لو عينٌ علينا وقعت
لرأت روجيٍ جالا في جسد
و لقد كنا و ما كنا سوى
مثلما يستجمع العينينٍ خد
أو جناحي طائرٍ روعه
شرك صياد يوما” فشرد
يا لها الله أويقات الصبا
من أويقاتٍ لها عندي يد
قصيدة سلي الليل
سلي الليل عن عيني إذا رابك الفجر
أفاز بها إلاك و الأنجم الزهر
قسمت فؤادي بين بؤسي و الهوى
فهذا له شطرٌ و هذا له شطر
حياتي هل ثغر البنفسج يفتر
كعهدي و هل يجري كعادته النهر
و هل يذكر الصفصاف إذ نحن عنده
و في أذن الظلماء من همسنا نقر
سقيت مرارات الحياة فلم أجد
كمثل الذي يسقيه من كفك الهجر
و أشقى شقي في الورى قلب شاعر_
نبا الحظ عنه و التقى الحب و الفقر
ففي كل أفقٍ من أمانيه مأتمٌ
و في كل عضوٍ من جوارحه قبر