شذرات قرآنية ج3.....ح (55)...في رحاب سورة الأعلى..........( سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى)
سورة الأعلى من السور المكية التي تعالج أصول العقيدة: التوحيد والرسالة والبعث والنشور، وكان محورها الأساس هو الرسالة في مخاطبة حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
ومن الإشارات التفسيرية في سورة الأعلى قوله تعالى : {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }الأعلى6

أولاً: المعنى العام:

أي سنقرئك يا محمد هذا القرآن العظيم فتحفظه ولا تنساه، قال تعالى : {إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى }الأعلى7...أي إنك تحفظ القرآن بأمرنا ولا تنسى شيئاً إلا لغرض تشريعي لتثبيت حكماً ما

ثانياً: الدرس المستخلص:
1. في قوله تعالى: (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى)....هنا (لا نافية) وليست (ناهية) كما يتصور الكثير من يقرأ هذه السورة فالنص القرآني الشريف ينفي عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم النسيان بل ويتكلف الله تعالى التعهد بحفظ القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9....أي نحن نزلنا الذكر) القرآن (وإنا له لحافظون) من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان

2. تبين السورة حرص النبي (صلى الها عليه وسلم) تبليغ الدعوة والاهتمام بها بكل جوارحه عند نزول الوحي بالقرآن الكريم كما في قوله تعالى: (( سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى)) ..وقد أيد ذلك في سورة القيامة قوله تعالى
: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }القيامة16 {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }القيامة17