النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

متى تشرق الشمس؟

الزوار من محركات البحث: 133 المشاهدات : 551 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: Europe
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,214 المواضيع: 1,324
    صوتيات: 19 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6380
    مزاجي: في بستان ورد ..
    المهنة: خريجة + ربة بيت وزوجة ^_^
    أكلتي المفضلة: الريزو والصاج الايطالي
    موبايلي: iPhone 14 pro max
    آخر نشاط: 16/July/2024
    مقالات المدونة: 6

    متى تشرق الشمس؟

    بين الصخرتين
    جلس يحتضن رجليه، وهو يضمهما إلى صدره، وقد حشر نفسه بين صخرتين، وغطى رأسه بخرقة، يحاول أن يتجنب ذلك الجانّ الذي يجول في ذهنه، مقنعاً نفسه أن لا يترك ظهره للفراغ، حتى لا يدخل الجنيّ إلى داخله ويتلبس به. كانت الظلمة سيدة الموقف، والهواء القادم من فوق ومن الأسفل، كان يحمل رائحةً نتنة، والرطوبة ارتفعت في تلك اللحظات، والغريب الخائف بين الصخرتين.


    أخذ يتصبب عرقاً، وهو لا يستطيع التنفس، إذ لا هواء في الشهيق، فقط رطوبة ورائحة عفنة وقليل من الأوكسجين، لذلك فتح فاه، وباعد بين شفتيه الذابلتين، وهو يحرك بهما كسمكة أخرجت من الماء، تصارع الموت، علّها تستطيع أن تطيل عمرها ولو ثانية. وكان زفيره حاراً، كزفير تنين عليل، ولكن من غير نار أو لهب، فقط حار، كنسيم هواء مرّ من جانب تنور قد أكل عليه الزمان وشرب، وهو يتبعها بقحة خجولة، يدور صداها بالقرب منه.
    هكذا زاد خوفه من جنيّه العنيد، وأصبح لابد من أن يتخذ إجراءه الاحترازي الأكثر أمناً، فأغمض عينيه، حتى لا يراه العفريت المتمرد، شعر بالعطش، وأنه قد طبخ كبيضة في ماءٍ حار، إنه يقبع في المجهول، لا يعرف كيف ينجو، أو كم سيعيش، جال في باله سؤال وحيد، متى ستشرق الشمس؟.


    ازدياد الحر والجوع والألم
    مرت على حاله ساعات طويلة، وهو لم يحرك ساكناً أبداً، ولكن الجوع شجعه على أن يحرك يديه، ليتلمس في وسط السواد، عسى أن يجد ما يأكله، كانت الصخرة قد تحولت إلى ملمس دهني، وما زالت تحافظ على كسرات جسمها الحادة، ولكن في مكان من تلك الصخرة، توقفت أنامل الغريب، تتحسس زغباً او ريشاً، فيه لزوجة، حرّكه بسبابته يميناً وشمالاً، كان أشبه بالعشب، فاقتطع منه قليلاً وقربه إلى فمه، والتهمه دون تردد.


    شعر بالحر، شعر بأن الصخرتين انقلبتا إلى بركان، أصبحتا تلسعانه كأفعى لا صديق لها ولا حميم، وهو يتقلص بينهما يفرّ من حرارة هذه إلى حرارة تلك، ورغم كل ذلك لم يفتح عينيه، ولم يرفع الغطاء عن وجهه، لأنه ما زال يخشى الجني الملعون، الذي يترصد الزلة والهفوة والكبوة.
    طال الأمر وأغمي عليه، أفاق وقد نسي أن العفريت يلاحقه، ففتح عينيه، ووجد نفسه بين الصخرتين، وجفنيه قد غطاهما الرمد، حينها فركهما بقوة، وهو يشاهد الشفق الأحمر في الأفق، يتسارع مع الليل، فما كان منه إلا أن يدور برأسه إلى الخلف، ليشاهد الشمس وهي تودع الصخرتين وداع المنتظر إلى الغد، وهنا علم بأنه كان ينتظر شروق الشمس، والشمس كانت مشرقة، ولكن خوفه من الجان والعفاريت منعه من أن يرى الشمس التي أحرقته بأشعتها.
    الخيال والخوف من البعبع والهرب من الواقع واللجوء إلى من يحتاج الى ملجأ، لن يوصل إلى نتيجة أبداً وسيبقي صاحبه هائما، لا سماء تغطيه ولا أرض تؤويه....

  2. #2
    طيف العالم الافتراضي
    طيف العالم الافترا
    تاريخ التسجيل: June-2016
    الدولة: مدينة الغرباء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,249 المواضيع: 48
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 3238
    مزاجي: كأنني لم اكن يوما
    أكلتي المفضلة: ﻻشيء
    موبايلي: samsung
    مقالات المدونة: 16
    جميل ما خطته اناملك سلمت على هذه القصة الجميلة

  3. #3
    يا صاحب الزمان ❤
    تاريخ التسجيل: May-2018
    الدولة: بغداد ❤
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,636 المواضيع: 9
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 1791
    مزاجي: مُتقلب!ء
    موبايلي: A10s
    قصة جميلة جدا

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادر الوجود مشاهدة المشاركة
    جميل ما خطته اناملك سلمت على هذه القصة الجميلة

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الصمت مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة جدا
    انرت

  6. #6
    يوليوس
    صاحب الظل الطويل
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: قلعة الاسود
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,285 المواضيع: 215
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 11471
    مزاجي: .. افتقد الشغف ...
    المهنة: M . A . E
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: طابوگة
    مقالات المدونة: 33
    الخيال والخوف من البعبع والهرب من الواقع واللجوء إلى من يحتاج الى ملجأ، لن يوصل إلى نتيجة أبداً وسيبقي صاحبه هائما، لا سماء تغطيه ولا أرض تؤويه....


    قصة جميلة جداً اعجبتني بحق
    والخاتمة كانت الاجمل على الاطلاق
    محبة وتقدير لشخصكِ الكريم

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوليوس مشاهدة المشاركة
    الخيال والخوف من البعبع والهرب من الواقع واللجوء إلى من يحتاج الى ملجأ، لن يوصل إلى نتيجة أبداً وسيبقي صاحبه هائما، لا سماء تغطيه ولا أرض تؤويه....


    قصة جميلة جداً اعجبتني بحق
    والخاتمة كانت الاجمل على الاطلاق
    محبة وتقدير لشخصكِ الكريم
    انرت ممنونة للمرور والتقييم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال