مرحبـا
نحاول هنا تكملة ما بدأنـا في جزءنا الأول من النصيحة رقم ١٤ والتي سنختمها بجزء ثالث إن شاء الله ، لعل لذلك المجهود البسيط أجـر وفائـدة .
بعض النصائح
في القراءة
- أجعل الكتاب أنيسك الأقرب والأهم ، ومعرفة الرفيق الجيد كما تعلمون تقاس من خلال النفع والضرر ، فما رأيك برفيق لاضرر فيه ! إن لم يكن لـ وجوده فائدة مطلقة .
- القراءة كالتسوق ، كيف ؟ تشبيه غريب غير أنه لا يخلو من أقناع . أنت حين تتبضع لا أعتقد بأنك ستشتري أشياء لترميها ! حاشا للعقل من هكذا عبث ! إذا القصد واضح والتشبيه بات قريبـاً .. أجعل قرأتك - في البدء - بحدود ما تحتاجه بصورة ضرورية بحياتك ، ثم - يلي ذلك - ما هو بمستوى أقل أهمية ، نعم ..؟ قراءة القصص والروايات وغيرها ، لا يندرج بمسمى العبث ! مطلقـاً .. وليس هذا ما قصدته بنعت العبث ، ولكن - كان المقصود - القراءة خالية النفع فضلاً عن المضرة منها بالفكر الصحيح .
- ما هو الفكر الصحيح ؟ وكيف يمكن تحديد ذلك من خلال مجرد قراءة !؟ يجب أعتبار ما يأتي في أساس مساحة التفكير :
أولاً - كل فكرة هي قابلة للنقاش ، وإن كانت على مستوى عالي من التصديق ، فليس كل نقاش - كما يفهم البعض - هو تسقيط للفكرة المُناقشة ! لعل العكس هو المراد ، نعم .. أستحصال اليقين هنا بكون الفكرة صحيحة أو خاطئة هو الإدراك ، وهو من أهم مستويات الفكر الصحيح - حسب علمي البسيط - والله أعلم .
ثانياً - لابد من تحكيم العقل والمنطق بما تنوي قراءته والوصول الى الفكر الصحيح من خلاله .
ثالثاً - الفكر الصحيح هو الدعوة للعلم والمنطق .. أي : أكثر ما يقود التفكير الى حافة الهاوية - بنظري - هي الأفكار الدينية ، لا سيما المتعصب منها ، لعل البعض لن يستسيغ هذه النقطة ، ولكن لو نظر بشكل أعمق .. لوجد أن الدين الصحيح هو من يدعوا للسؤال عن كل شيء ومن أشد ما يريده الله لعبادهِ هي ( المعرفة ) . وبالتالي هذه النقطة لا تخلو من الصحة .
- ما هو الشيء المخيف بالقراءة ؟ هل هذا سؤال منطقي !؟ نعم .. كل شيء أكثر ما يجمله .. كونه بقدر معين و وافي يسد الاحتياج وينقل صاحبه الى شاطىء الأمان . ولكن ! ماذا لو لم يوصل - هذا الشيء - صاحبه الى الشاطىء ! وتركه في عرض بحر الجهل ! هنا يكمن مسمى الخوف . بمعنى أوضح ؛ بعض الأفكار والتي تأتي من القراءة والمطالعة ما تسيطر على صاحبها ! على عكس ما يُرتجى منها ! على فرض - وهو فرض صحيح - أن الانسان هو الذي يجب أن يسيطر ع أفكاره فيكون هو القائد لها ولا تكون هي من تقوده ! فيضع نفسه تحت رحمة نسبة لا تقل عن ٥٠٪ من كونها خاطئــة .
هذا ما أتى به قلمي الفقير .. أسألكم النصيحة والدعاء أحبتي .. وصيام مقبول إن شاء الله .