الامام الخميني:
عندما تلفظون لبّيك الّلهم لبيك، قولوا: لا لجميع الأصنام، واصرخوا: لا، لكل الطواغيت الكبار والصغار.
وأثناء الطواف في حرم الله حيث يتجلى العشق الإلهي، أخلوا قلوبكم من الآخرين، وطهروا أرواحكم من أي خوف لغير الله. وفي موازاة العشق الإلهي، تبرأوا من الأصنام الكبيرة والصغيرة والطواغيت وعملائهم وأزلامهم، حيث أن الله تعالى ومحبيه تبرأوا منهم، وإن جميع أحرار العالم بريئون منهم.
حين تلمسون الحجر السود اعقدوا البيعة مع الله أن تكونوا أعداء لأعداء الله ورسوله والصالحين والأحرار، ومطيعين وعبيداً له، أينما كنتم وكيفما كنتم.
أثناء سعيكم بين الصفا والمروة اسعوا سعي من يريد الوصول إلى المحبوب، حتى إذا ما وجدتموه هانت كل الأمور الدنيوية، وتنتهي كل الشكوك والترددات، وتزول كل المخاوف والحبائل الشيطانية والارتباطات القلبية المادية، وتزهر الحرية، وتنكسر القيود الشيطانية والطاغوتية التي أسرت عباد الله.
عندما تذهبون إلى منى اُطلبوا هناك أن تتحقق الآمال الحقّة حيث التضحية هناك بأثمن وأحب شيء في طريق المحبوب المطلق، واعلموا أنه ما لم تتجاوز هذه الرغبات، التي أعلاها حبّ النفس وحبّ الدنيا التابع لها، فسوف لن تصلوا إلى المحبوب المطلق.
إن هذا السفر الإلهي الذي تذهبون إليه، وترجمون فيه الشيطان، وإذا ما كنتم –لا سمح الله- من جنود الشيطان سترجمون أنفسكم أيضاً. يجب أن تكونوا فيه رحمانيين، وأن تصبحوا رحمانيين، حتى يكون رجمكم رجم أتباع الرحمن وجنوده للشيطان.
وأنتم تقفون في تلك المواقف والمواضع الكريمة، معاذ الله أن يتلوّث وقوفكم بشيء خلاف الشرع، أو يتلوّث بالمعصية، ففضلاً عن إراقة ماء الوجه أمام الله تسقط كرامة الإسلام في الدنيا.
الإمام الخامنائي(حول عشرة ذي الحجة):
أوصيكم باستغلال فرصة الأيام العشرة المباركة من شهر ذي الحجة, وخاصّةً يوم عرفة الشريف..
يجب استغلال مثل هذه المناسبات الكبرى كأسباب لتوطيد علاقتنا القلبية والمعنوية بالخالق الرؤوف الرحيم العزيز الحكيم المقتدر.
إنّ مصدر القدرة في كل ذرّة من ذرّات وجود الإنسان هي الإرادة الإلهية؛ فيجب علينا أن نتقرّب بهذه العلاقة المعنوية إلى ذلك المركز العظيم للقدرة والعزّة والحكمة أكثر فأكثر[5].
آمل من الله أن يوفّقكم لاستثمار يوم عرفة على أحسن وجه من أجل التقرّب إلى الله بقلوبكم أكثر فأكثر.
إنّ مسألة تهذيب النفس وجلائها هي مسألة أساسية ومهمّة لكلّ واحد منّا في أيّ مكان وأيّة مسؤوليةٍ كان، فلا تستصغروا هذه الفرص ولا تحطّوا من قيمتها.
أمّا الوقت المناسب لهذا الدعاء والتضرّع والتوسّل فهو هذه الأيام المباركة والتي من أهمّها يوم عرفة
نسالكم الدعاء جميعا