حكومة المستضعفين العالمية
بسمه تعالى
قال تعالى ) ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين.(
فهي بشارةٌ في صدد انتصار الحق على الباطل والإيمان على الكفر.
وهي بشارةٌ لجميع الأحرار الذين يريدون العدالة وحكومة العدل وانطواء بساط الظلم والجور.
وحكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة ما هي إلاّ نموذج لتحقق هذه المشيئة الإلهية والمثل الأكمل هو حكومة نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه بعد ظهور الاسلام.. حكومة الحفاة العفاة والمؤمنين المظلومين الذين كانوا موضع تحقير فراعنة زمانهم واستهزائهم ويرزخون تحت تأثير الضغوط «الظالمة» لائمّة الكفر والشرك.
وكانت العاقبة أن الله فتح على أيدي هؤلاء المستضعفين أبواب قصور الأكاسرة والقياصرة، وأنزل أُولئك من أسرّةِ الحكم والقدرة وأرغم أنوفهم بالتراب.
والمثل الأكبر والأوسع هو ظهور حكومة الحق والعدالة على جميع وجه البسيطة ـ والكرة الأرضية ـ على يد «المهديّ» أرواحنا له الفداء.)1
(في تفسير الآية المتقدمة قوله: «هم آل محمّد (صلى الله عليه وآله) يبعث الله مهدّيهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذل عدوّهم» (2).)2
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
1. تفسير الأمثل / الجزء الثاني عشر / صفحة -175-
2. نفس المصدر صفحة -176-
ونحن المستضعفين نعيش اليوم تحت ظلم قوى الاستكبار العالمي امريكا واسرائيل ومن حذا حذوهم لانهم يريدون تحويل الاسلام الى اداة للسخرية والاستهزاء فحذاري منهم ومن مخططاتهم وهنا اذكر مقولة جميلة للإمام الخميني روح الله (قدس الله سره) في حديث له بتاريخ 2/4/1981، قال الإمام الخميني:
"لقد عمل الغربيون، إنجلترا في الماضي وبعدها أمريكا وبقية الدول القوية، ليطمئنوا البلدان الضعيفة بأنها عاجزة حقاً وغير قادرة على أي شيء، وذلك عن طريق الدعايات المستمرة، وعليها أن تستجدي الدول الكبرى في الشرق والغرب، في مجالات الصناعة والنظام وإدارة البلاد. إن أولئك الذين أرادوا نهب ثروات تلك البلدان الضعيفة وصلوا بعد التفكر والتخطيط إلى أن يجعلوا شعوب هذه الدول تشعر بأنها حقاً ضعيفة. إنهم أرادوا تفهيم البلدان المستضعفة حتى يعتقد الناس بأنهم عاجزون عن الصناعة، ولا يستطيعون إدارة الجيش ولا يقدرون على إدارة البلاد بأنفسهم.. ولقد أدى هذا التصوّر الذي طُبّق عن طريق دعايات المغتربين إلى تخلف وضياع هذه البلدان".
والسؤال :- ماهو تكليفنا ونحن الآن نعيش في ظل هذه الظروف الصعبة وسهام الاعداء تاتي من كل جانب لفساد المجتمع الاسلامي ؟
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
الامام الخميني الفكر الثورة ج1 ص50
الجواب :- التمسك بالعترة والقرآن وأخذ حسنات المدينة الحديثة وترك سيئاتهم وسمومهم التي يبثونها قال تعالى { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } (18) الزمر
عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (( خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق، كونوا نقّاد الكلام، فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب اللَّه، كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة المموّهة، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء )).
ياله من توجيه رائع يستنهض العقل لأداء دور النقد والتقويم، تجاه الآراء والأفكار (( كونوا نقّاد الكلام )) ويحذّر الإنسان من أن ينطلي عليه التمويه والتدليس (( فكم من ضلالة زخرفت بآية )) وعلى الإنسان أن يتحلى بالبصيرة والوعي، ليكون خبيراً مميزاً بين الصحيح والخطأ، على ضوء مبادئ الدين والعقل )1 .
فالقرآن معنا والعترة خاتمهم معنا ويجب علينا ان نعمل وفق ما أراده الرسول واهل بيته الاطهار من العمل الاسلامي المثمر ونصرة الامام المهدي بكل مانستطيع والتمسك بالعلماء الصالحين لانهم نواب الامام المهدي (روحي له الفداء) لان الحق معه في زماننا وهو زمان الغيبة الكبرى
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع ج1 ص108
قال المام المهدي عج (إنّ الحقَّ معنا وفينا، لا يقولُ ذلك سوانا إلاّ كذّابٌ مُفتَرٍ)1.
(إذا أَذِنَ الله لنا في القول ظَهرَ الحقُّ واضمَحَلَّ الباطلُ وانحسَرَ عنكم )2.
وروى الصدوق ـ فى عيون اخبار الرضا ـ بإسناده الى التميمى عن الإمام على بن موسى الرضا (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): «لا تقوم السّاعة حتى يقوم القائم الحق منّا، و ذلك حين يأذن الله ـ عزّوجل ـ له.. و من تبعه نجا، و من تخلّف عنه هلك.. أللهَ اللهَ عبادَ الله، فأتوه و لو على الثلج، فانه خليفة الله عزوجل و خليفتى».
فمن منا تهئ لنصرته ونبذ قوى الاستكبار التي تريد النيل منه أليس هو ابن بنت نبينا!
واختم برواية للامام الصادق ع (عن ابى عبدالله بن
بكير قال : قال ابوالحسن " ع " يا بن بكير انى لاقول قولاقد كانت آبائى عليهم
السلام تقوله : لو كان فيكم عدة اهل بدر لقام قائمنا يا عبدالله انا نداوي الناس
ونعلم ما هم ، فمنهم من يصدقنا المودة ويبذل مهجته لنا ومنهم من ليس في قلبه
حقيقة ما يظهر بلسانه ومنهم من هو عين لعدونا علينا يسمع حديثنا وان أطمع في شئ
قليل من الدنيا كان اشد علينا من عدونا ، وكيف يرون هؤلاء السرور وهذه صفتهم ،
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
1بحار الأنوار ج53 ص191
2 بحار الأنوار ج25 ص 183
ان للحق أهلا وللباطل اهلا، فأهل الحق في شغل عن اهل الباطل ينتظرون امرنا ويرغبون إلى الله ان يروا دولتنا ليسوا بالبذر المذيعين ولابالجفاة المرائين ، ولابنا
مستأكلين ، ولابالطمعين ، خيار الامة نور في ظلمات الارض ، ونور في ظلمات الفتن
، ونور هدى يستضأ بهم ، لايمنعون الخير اوليائهم ، ولايطمع فيهم اعداؤهم ، ان
ذكرنا بالخير استبشروا وابتهجوا واطمأنت قلوبهم وأضاءت وجوههم ، وان ذكرنا
بالقبح اشمئزت قلوبهم واقشعرت جلودهم وكلحت وجوههم وابدوا نصرتهم وبدا ضميرافئدتهم ، وقد شمروا فاحتذوا بحذونا ، وعملوا بأمرنا تعرف الرهبانية في وجوههم ، يصبحون في غير ما الناس فيه ويمسون في غير ماالناس فيه ، يجأرون إلى الله في
اصلاح الامة بنا ، وان يبعثنا الله رحمة للضعفاء والعامة ، يا عبدالله اولئك
شيعتنا واولئك منا ، واولئك حزبنا ، والئك اهل ولايتنا )1 .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
1 مشكاة الانوار ج1 ص 47
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته