مسجد كارامان المحفور في الصخر في وسط تركيا ينتظر الزوار
المصدر ,,, ترك برس
يقع المسجد الحجري Taş Mescit في قرية تاشكال، التابعة لولاية كارامان Karaman في جنوب وسط الأناضول، وهو عبارة عن صخرة. وقد كان المسجد في الأصل كنيسة صغيرة في السنوات الأولى من المسيحية.
تشتهر قرية تاشكال، بمخازن الحبوب الحجرية، التي يبلغ عمرها مئات السنين والتي تم نحتها داخل الصخر مثل مبانٍ أخرى في القرية أيضًا. وكانت مركزا مهما في أواخر العصر الروماني وأوائل العصر البيزنطي، وبعد أن استقر الأتراك في الأناضول بدأوا يطلقوا على القرية اسم "قزلّلار" Kızıllar.
يجذب المسجد اهتمام الكثير من السياح، بنمطه الأصيل ومنحدره الحاد عند مدخل المسجد ومخازن الحبوب، وأصبح المسجد مكانا للعبادة للمسلمين بعد انتقالهم إلى المنطقة.
وقد تم نحت هيكل المسجد داخل الصخور، مثل صوامع الحبوب المجاورة، وتأخذ منطقة الصلاة فيه شكلًا مربعًا، ويتلقى الضوء الطبيعي من خلال أربعة نوافذ عملاقة.
يوجد في المسجد نصف طابق خشبي، وهو يغطي نصف مساحة الصلاة كلها، في حين يغطى بالرخام مكان المحراب النصف دائري الذي يقع في جدار المسجد، ويشير إلى اتجاه القبلة، وهو أيضا منحوت في الصخر أولا، ويمكن لقاعة الصلاة أن تستوعب 150 إلى 200 شخص في كل صلاة.
من جهته، قال مدير وكالة كارامان للثقافة والسياحة عبد الله كيليتش، في حديث لوكالة اﻷناضول، إن "مراكز تاشكال هي واحدة من أكثر وأهم الأماكن السياحية في المدينة،وذلك بفضل تراثها الثقافي".
وترجع آثار القرية إلى حقب زمنية مختلفة، بما في ذلك الرومانية، والمسيحية المبكرة، والبيزنطية، والسلجوقية والعثمانية، وهناك 251 صومعة غلال تم بناؤها من قبل المستوطنين اﻷوائل.
المسجد الحجري الوحيد ومحراب رخامي
قال كيليتش: "إن المسجد الحجري بدأ كملاذ مسيحي قديم، حيث دائما تكون هناك ملاذات للناس من أوقات مختلفة في التاريخ، وقد تم نحت الكثير من الكنائس في الصخور في منطقة اﻷناضول، ولكن لا يوجد إلا مسجد حجري واحد إلى يومنا هذا".
وأضاف أن "المسجد الذي يبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار يمكن دخوله من خلال درج تم بناؤه وإضافته في وقت لاحق".
وينقسم المسجد إلى قسمين، وهناك منطقة للأحذية على يسار الدرج، ومحراب منحوت مغطى بالرخام، وهو أمام قاعة الصلاة الرئيسية، ويغطي هذه القاعة الخشب وتحتوي على أربع نوافذ عملاقة.
وأكد كيليتش أن "المسجد مفتوح دائما للمصلين والزائرين، ومن يكون في المسجد لا يخفي إعجابه ببنائه التاريخي وبطبيعة أجوائه،فهو بارد في الصيف، بينما يكون حارا في الشتاء"، داعيًا "الجميع إلى القدوم إلى ولايتنا لزيارة هذا المكان الرائع".