صـور عـن الـعـراق مـن بـدايـة الـقـرن الـعـشـريـن (2) :
بـطـاقـات بـريـديـة طـبـعـهـا اسـتـوديـو إلدورادو لـلـتّـصـويـر الـفـوتـوغـرافي
في مـحـاولـتي لـتـصـنـيـف بـعـض الـبـطـاقـات الـبـريـديـة الـقـديـمـة عـن الـعـراق وتـبـويـبـهـا وجـدت أعـداداً مـنـهـا تـحـمـل تـعـلـيـقـات وخـاصـة بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة تـذكـر اسـم الـمـصـور أو الاسـتـوديـو أوالـشّـركـة الّـتي تـكـلـفـت بـطـبـعـهـا، كـمـا تـشـيـر إلى الـمـشـاهـد أو الـمـنـاظـر الـطـبـيـعـيـة والـعـمـرانـيـة الّـتي تـصـوّرهـا.
وقـد بـدأت في الـقـسـم الأوّل مـن هـذا الـمـقـال بـالـكـلام عـن الـبـطـاقـات الـبـريـديـة الّـتي طـبـعـتـهـا شـركـة عـبـدُ الـعـلي إخـوان Abdulaly Brothers. وأكـمـل في هـذا الـقـسـم الـثّـاني ذكـر بـعـض مـا وجـدتـه عـن اسـتـوديـو إلدورادو لـلـتّـصـويـر الـفـوتـوغـرافي Eldorado Photo Studio .
ولأنّي لـم أجـد دراسـات يـسـهـل إيـجـادهـا ويـمـكـن الإعـتـمـاد عـلـيـهـا فـقـد حـاولـت جـهـدي أن أصـل إلى بـعـض الإسـتـنـتـاجـات الّـتي سـأخـطـأ ولا شـكّ في بـعـضـهـا. وأودّ لـو تـوصـلـت بـمـحـاولـتي هـذه إلى دفـع بـعـض قـرائي إلى الـمـشـاركـة فـيـهـا وتـزويـدي بـمـعـارفـهـم ومـلاحـظـاتـهـم.
إلـدورادو Eldorado :
نـجـد عـلى الـشّـبـكـة الـعـنـكـبـوتـيـة عـدداً مـن الـصّـور الّـتي طـبـعـهـا اسـتـوديـو إلدورادو لـلـتّـصـويـر الـفـوتـوغـرافي Eldorado Photo Studio ، والّـذي كـان لـه مـحـل في شـارع الـرّشـيـد في بـغـداد في الـنّـصـف الأوّل مـن الـقـرن الـعـشـريـن. ومـا زالـت عـدّة مـواقـع تـعـرض لـلـبـيـع أعـداداً مـن هـذه الـبـطـاقـات الـقـديـمـة.
وقـد طـبـع أسـتـوديـو الـدورادو أعـداداً كـبـيـرة مـن هـذه الـبـطـاقـات رقّـمـهـا بـالـتّـسـلـسـل الـزّمـني. وقـد وجـدت بـطـاقـة مـنـهـا عـلـيـهـا الـرّقـم 932. وكـتـب بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة وبـخـط الـيّـد عـلى مـسـودة كـلّ صـورة اسـم الاسـتـوديـو ومـعـلـومـات عـن الـمـشـهـد الّـذي تـصـوّره.
وكـانـت هـذه الـبـطـاقـات تـوضـع في ظـروف (وهـذا الـجـمـع أصـحّ مـن “مـظـاريـف”) :
كـمـا كـان يـعـرض لـلـبـيـع مـجـمـوعـات مـخـتـارة Selected Photogaphs يـضـعـهـا في ظـروف كـبـيـرة :
وتـصـوّر أغـلـب الـبـطـاقـات بـعـض مـعـالـم بـغـداد
نـبـدأهـا بـمـنـظـر جـوي لـبـغـداد مـأخـوذ مـن طـائـرة. وقـد وضـعـت هـذه الـصّـورة في بـدايـة الـمـقـال.
والـجـسـر الـقـديـم
ونـرى في مـقـدمـة الـصّـورة أنـواع الـمـراكـب عـلى دجـلـة : الأبـلام والـقـفـف والأكـلاك ودوبـة مـربـوطـة إلى جـرف الـنّـهـر بـحـبـل أو بـسـلـسـلـة. ونـرى في خـلـفـيـتـهـا عـلى الـيـمـيـن الـجـسـر الـقـديـم الّـذي ركّـب عـلى طـوافـات ( دوب جـمـع دوبـة) بـالـعـامـيـة الـعـراقـيـة. وقـد اسـتـمـرّ اسـتـعـمـال الـجـسـر حـتّى عـام 1933.
وقـد وجـدت بـطـاقـة أخـرى نـرى فـيـهـا الـجـسـر أكـثـر ابـتـعـاداً في أعـمـاق خـلـفـيـتـهـا :
وجـسـر مـود
وهـو الـجـسـر الـذّي شـيّـده الـجـيـش الـبـريـطـاني في 1918 عـلى طـوافـات. وأطـلـق عـلـيـه اسـم الـجـنـرال مـود الّـذّي احـتـلّ بـغـداد عـام 1917. وكـان الـجـسـر يـربـط بـيـن الـصّـالـحـيـة في الـكـرخ وبـيـن الـرّصـافـة. ونـلاحـظ مـن نـوعـيـة الـشّـاحـنـة الـصّـغـيـرة الـمـحـمـلـة بـصـنـاديـق الـبـضـائـع ومـن مـلابـس الـنّـاس أنّ الـصّـورة الـتـقـطـت بـعـد فـتـرة طـويـلـة مـن تـشـيـيـد الـجـسـر، ربّـمـا في ثـلاثـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي :
وبـطـاقـتـان تـصـوّران جـسـر الـمـلـك غـازي :
وبـطـاقـة تـصّـور جـامـع الإمـام أبي حـنـيـفـة Muazzam :
وبـطـاقـة لـسـاحـة الـمـيـدان Meidan Square :
وبـطـاقـة تـصـوّر شـارع الـسّـعـدون Saadoon Road.
واسـتـعـمـل كـلـمـة Road لأنّ الـشّـارع كـان خـارج الـمـديـنـة في وسـط غـابات الـنّـخـيـل. وقـد أسمي هـذا الـشّـارع بـاسـم عـبـد الـمـحـسـن الـسّـعـدون الّـذي كـان قـد عـيّـن رئـيـسـاً لـلـوزراء أربع مرات في 1922 و1925 و 1928 و1929. وانـتـحـر في ذلـك الـعـام بـعـد أن عـرقـلـت عـلـيـه الـمعـارضـة تـطـبـيـق بـرنـامـجـه الإصلاحي . ونـصـب لـه في 1933 تـمـثـال نـحـتـه الـنّـحّـات الإيـطالي بـيـتـرو كـانـونـيـكـا Pietro CANONICA في مدخـل الـشّـارع. .ولا يـمـكـن أن تـكـون الـصّـورة قـد الـتـقـطـت إذن قـبـل بـدايـة ثـلاثـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي
وبـطـاقـة لـجـامـع الـشّـيـخ عـبـد الـقـادر الـجـيـلاني Sheikh Abdul Kadir Mosqe
وبـطـاقـة بـريـديـة أحـدث مـنـهـا لـساحـة قـرب جـامـع الـشّـيـخ عـبـد الـقـادر الـجـيـلاني الّـذي نـرى مـنـارتـه وبـرج الـسّـاعـة في خـلـفـيـة الـصـورة عـلى الـيّـمـيـن. ونـلاحـظ كـثـرة “الـعـربـانـات” الّـتي تـجـرّهـا الـخـيـول مـقـارنـة بـالـسّـيـارات. وربّـمـا الـتـقـطـت الـصّـورة في أربـعـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي أو خـمـسـيـنـيـاتـه :
وصـورة لـ “قـبـر الـسّـت زبـيـدة” كـمـا كـان يـسـمـيـه الـبـغـداديـون. وهـو في الـحـقـيـقـة قـبـر زمـرد خـاتـون زوجـة الـمـسـتـضئ بـأمـر الله الّـذي شـيّـد بـعـد مـا يـقـارب الأربـعـة قـرون مـن وفـاة زوجـة هـرون الـرّشـيـد.
وبـطـاقـة لـبـنـايـة مـصـرف الـرّافـديـن Rafidain Bank Building . وقـد صـمـم الـبـنـايـة الـمـعـمـاري الإنـكـلـيـزي فـيـلـيـب هـيـرسـت Philip Hirst في مـنـتـصـف خـمـسـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي.
وتـصـور بـعـض الـبـطـاقـات أسـواق بـغـداد :
سـوق الـكـاظـمـيـة The Typical Bazaar of Kadhimain :
وتـجّـار الأحـذيـة الـمـحـلّـيـة Local shoe-dealers:
وبـائـع الـخـضـروات Iraq’s fresh vegetables :
وأمّ الـلـبـن Um-ul-laban :
كـمـا وجـدت بـطـاقـة عـن مـدّ خـطّ الـهـاتـف في الـصّـحـراء The Telephonstat Work in the Desert :
وقـد عـثـرت عـلى بـطـاقـتـيـن تـصـوران سـبـاق الـقـفّـة Guffa races عـلى نـهـر دجـلـة ، ربّـمـا كـانـتـا مـن أقـدم مـا في الـمـجـمـوعـة. الأولى تـظـهـر صـفّـاً مـن الـقـفـف تـسـتـعـد لـلإنـطـلاق
والـثّـانـيـة لأحـد الـمـشـاركـيـن في الـسّـبـاق مـن الإنـكـلـيـز مـع زوجـتـه وكـلـبـه
وقـد وجـدت في كـتـاب صـدر عـام 1995 وعـنـوانـه :A History of the British Cavalry, 1816-1919: Mesopotamia, 1914-1918 أي تـاريـخ الـخـيـالـة الـبـريـطـانـيـة بـيـن 1816 و 1919 : الـعـراق 1914ـ1918، ألّـفـتـه مـجـمـوعـة مـن الـمـؤرخـيـن الـبـريـطـانـيـيـن أنّ الـضّـبـاط الإنـكـلـيـز نـظّـمـوا عـلى دجـلـة سـبـاقـات الـقـفـف هـذه بـعـد أن احـتـلّـوا بـغـداد في 1917. ولا شـكّ في أنّـهـا أقـيـمـت خـلال حـكـم الإنـكـلـيـز الـعـسـكـري وحـتّى بـدايـة قـيـام الـمـمـلـكـة الـعـراقـيـة في عـام 1921.
وقـد طـبـع أسـتـوديـو إلـدورادو بـطـاقـة أخـرى عـن قـفـة عـلـيـهـا عـدّة رجـال وعـدد كـبـيـر مـن صـنـاديـق بـضـائـع تـجـاريـة.
كـمـا عـثـرت عـلى عـدّة بـطـاقـات تـصـوّر طـاق كـسـرى / إيـوان كـسـرى (Ctesiphon طـيـسـفـون : إسـم الـمـدائـن بـالـلـغـة الـيـونـانـيـة الـقـديـمـة).وهي كـلّـهـا تـظّـهـر الـطّـاق بـعـد تـرمـيـمـه الأوّل في بـدايـة ثـلاثـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي وتـدعـيـم أسـس جـنـاحـه الـجـنـوبي (الّـذي نـراه عـلى يـسـار الـصّـورة) الّـذي مـا يـزال قـائـمـاً بـعـد أن انـهـار جـنـاحـه الـشّـمـالي في عـام 1888. ونـرى هـذه الأسـس واضـحـة في أسـفـل الـجـنـاح.
وتـظـهـر إحـداهـا خـلـفـيـة الـطّـاق Back- side :
ولا نـعـرف في أي عـام الـتـقـطـت هـذه الـصّـور رغـم لـديـنـا واحـدة مـنـهـا عـلـيـهـا طـابـع صـدر في 1949 .
ولـديـنـا نـسـخـة أخـرى مـن نـفـس الـبـطـاقـة أرسـلـت مـن بـغـداد إلى فـيـيـنـا في الـنّـمـسـا عـام 1953، وهـذا يـعـني فـقـط أنّـهـا كـانـت لا تـزال تـعـرض لـلـبـيـع في تـلـك الـفـتـرة، وربّـمـا بـعـد سـنـوات طـويـلـة مـن الـتـقـاطـهـا.
ولـديـنـا بـطـاقـة بـريـديـة عـن الـعـشـار أرسـلـت إلى هـولـنـدة في 30 حـزيـران 1953 (تـاريـخ “طـمـغـة” الـبـريـد) وعـلـيـهـا طـابـع يـصـور الـمـلـك فـيـصـل الـثّـاني صـبـيّـاً.