لحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:::::::::

أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة
، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.
وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.

وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7]،

{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر:51]. {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج:40].
وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم } [الفتح:29].

نسبه صلى الله عليه وسلم::::

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم ::::::

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]
. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال:::::: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم :إعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح،

فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]،

وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].


ولادته صلى الله عليه وسلم ::::::::
ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.
قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.

وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه صلى الله عليه وسلم ::::

:أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.
صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية:وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم . [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه صلى الله عليه وسلم :::
:تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم :كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.
فالذكور من ولده:
القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.
وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.


بناته صلى الله عليه وسلم ::
:زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.
بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.

فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.
ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي،

ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر } [المدثر:1-4].

فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.
قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر } [الحجر:94].

فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]،

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى: ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.

قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.


وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟
رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه: فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها،

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.

ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.


هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة::::::

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته صلى الله عليه وسلم ::::::
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ،

فأنزل الله عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره : لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

صفته صلى الله عليه وسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.

أخلاقه صلى الله عليه وسلم : كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها،

يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار،

وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله،

وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.

وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.

فضله صلى الله عليه وسلم ::::::
: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه].

وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم : قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]،

وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

من أهم الأحداث:الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.

السنة الأولى : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.

السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.

السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم.

السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا
لعهد بينهم وبين المسلمين.

السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.

السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.

السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ.

السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.

السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله ليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.


السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.


السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة.

صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________


المصادر: - تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
- التبصرة والحدائق لابن الجوزي.
- زاد المعاد لابن القيم.
- السيرة النبوية للذهبي.
- جوامع السيرة النبوية لابن حزم.
- الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير).
- صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي.

جدول بأحداث السيرة النبوية الشريفة
الحدث العام تاريخه الأحداث الفرعية
حفر بئر زمزم
وقعة الفيل قبل المولد بخمسين يوماً أو خمسة و خمسين أواخر فبراير أو أوائل مارس سنة 571 م
ولادة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين تاسع من شهر ربيع الأول لأول عام من حادثة الفيل 22 شهر أبريل سنة 571 م ـ الرضاعة في بني سعد
ـ حادثة شق الصدر 4 أو 5 من مولده صلى الله عليه وسلم
ـ وفاة والدته عندما بلغ ست سنوات
ـ كفالة جده ثم وفاته عندما بلغ 8 سنوات
ـ كفالة عمه أبو طالب
ـ السفر إلى الشام ( بحيرا الراهب )
عندما بلغ 12 سنة
ـ حرب الفجار عندما بلغ 20 سنة
ـ حلف الفضول ذي القعدة من شهر محرم
ـ رحلته الثانية إلى الشام بقصد التجارة عندما بلغ 25 سنة
ـ زواجه من خديجة رضي الله عنها
ـ بناء الكعبة و قضية التحكيم فيها عندما بلغ 35 سنة
نزول الوحي الإثنين 21 رمضان ليلاً 10 أغسطس سنة 610 م عندما بلغ من العمر 40 سنة
فترة الوحي كانت أياماً
نزول الوحي و بدأ الرسالة الفترة بين الوحيين عشرة أيام
بعد البعثة النبوية الشريفة :

العهد المكي :
ثلاث سنوات من الدعوة السرية ـ إسلام خديجة
ـ إسلام أبي بكر
ـ إسلام علي
ـ إسلام زيد بن حارثة
ـ إسلام بلال
ـ إسلام بنات النبي r
ـ اجتماع النبي r مع المسلمين في دار الأرقم ابن أبي الأرقم خلال الدعوة السرية
نزول قوله تعالى : } فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين {
و الجهر بالدعوة
ـ بدء دعوة الأقربين للنبي r من بني هاشم
ـ عداوة أبي لهب و امرأته للنبي r
ـ منع أبي طالب النبي r و حبه له
ـ إيذاء أبي جهل و عقبة بن أبي معيط و النضر بن الحارث للنبي r
ـ إسلام حمزة رضي الله عنه
الهجرة الأولى إلى الحبشة رجب سنة خمس من النبوة ـ رجوع مهاجري الحبشة الأولى إلى مكة في شوال سنة خمس
ـ إسلام عمر رضي الله عنه
ـ تعليق صحيفة المقاطعة الظالمة في جوف الكعبة هلال المحرم سنة سبع للبعثة
الهجرة الثانية إلى الحبشة ـ نقض الصحيفة
ـ وفود نجران إلى النبي r
ـ إسلام النجاشي رضي الله عنه
عام الحزن العاشرة للبعثة ـ وفاة أبي طالب
ـ نيل المشركين من الرسول r بعد وفاة أبي طالب
ـ وفاة خديجة رضي الله عنه
ـ الزواج من سودة بنت زمعة في شوال من السنة العاشرة
ـ عقد النبي r على عائشة رضي الله عنها
خروج الرسول r إلى الطائف شوال سنة عشرة للبعثة ـ قصة عداس النصراني
ـ الرجوع إلى مكة
ـ أمر الجن الذين استمعوا إلى النبي r و آمنوا به
ـ دخول النبي r مكة في جوار المطعم بن عدي
ـ وفد دوس على النبي r و هو بمكة
ـ زواج النبي r من عائشة رضي الله عنه في شوال سنة 11 من النبوة
الإسراء و المعراج قبل الهجرة بسنة أو سنتين أو ثلاث على اختلاف
عرض النبي r نفسه على قبائل العرب في موسم الحج ـ إسلام سويد بن الصامت
ـ إسلام إياس بن معاذ
ـ يوم بعاث
ـ بدء إسلام الأنصار
ـ بيعة العقبة الأولى سنة 12 من النبوة يوليو 621 م
ـ بعث مصعب إلى المدينة و نجاحه في مهمته
ـ بيعة العقبة الثانية سنة 13 من النبوة يونيو 622 م
ـ إسلام عبد الله بن عمرو بن حرام
ـ عهد الرسول r على الأنصار و المبايعة
ـ النقباء الأثنا عشر و أذن الرسول r لهم بالانصراف عند الصباح
ـ تأكد قريش من الخبر و طلبهم الأنصار
ـ إسلام عمرو بن الجموح
الهجرة إلى المدينة بعد إتمام بيعة العقبة الثانية ـ إذن النبي r لأصحابه بالهجرة
ـ بقاء النبي r في مكة ثم نزول الإذن بهجرته
ـ إخبار الصديق بالهجرة و التجهز لها
ـ خروج النبي r ليلة 27 صفر 14 من النبوة 12 /13 سبتمبر 622 م إلى غار ثور و ملاحقة قريش له
ـ تخلف علي رضي الله عنه لرد الودائع إلى أهلها
ـ خروج الرسول r من الغار و حدوث قصة سراقة بن مالك
ـ انتظار الرسول r في قباء ب 8 ربيع الأول 14 من النبوة السنة الأولى من الهجرة 23 سبتمبر سنة 622 م
ـ تأسيس مسجد قباء
ـ نزول النبي r و صاحبه بالمدينة
ـ صلاة الجمعة الأولى للنبي r في بني سالم بن عوف
ـ نزول النبي r على أبي أيوب
ـ هجرة آل البيت إلى المدينة
العهد المدني :
بناء المسجد النبوي 12 ربيع الأول سنة 1 هـ 27 سبتمبر 622 م ـ إسلام عبد الله بن سلام و بعض أهله
ـ بناء المسجد النبوي
ـ بناء حجر أمهات المؤمنين
ـ انتشار حُمّى المدينة
المؤاخاة بعد الهجرة ب 5 أو 9 أشهر ـ الإخاء بين المهاجرين و الأنصار
ـ المؤاخاة بين المسلمين في مكة
ـ موادعة النبي r اليهود
ـ بناء النبي r بعائشة رضي الله عنها
مشروعية الآذان
السرايا الأولى بداية رمضان 1 هـ ـ سرية حمزة بن عبد المطلب
ـ سرية عبيدة بن الحارث 1 شوال
ـ سرية سعد بن أبي وقاص آخر شوال
تشريع الجهاد في الإسلام 2 هـ ـ غزوة ودان في الليلة الثانية عشرة من السنة الثانية
ـ غزوة بواط في ربيع الأول
ـ غزوة العشيرة في جمادى الأولى
ـ غزوة بدر الأولى بعد بضع ليال من العشيرة
ـ إرسال سرية عبد الله بن جحش
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة منتصف رجب 2 هـ
تشريع فريضة الصيام شعبان 2 هـ
تشريع زكاة الفطر رمضان 2 هـ
غزوة بدر الكبرى لثلاث ليال أو ثمان خلون من رمضان 2 هـ ـ الخروج إلى العير
ـ استنفار أبو سفيان لقريش
ـ تخوف قريش من بني بكر
ـ فرار أبو سفيان بالعير و اختلاف المشركين في الخروج
ـ مسير المسلمين إلى بدر
ـ استشارة النبي r أصحابه بالقتال
ـ تعرف أخبار العير و أخبار قريش
ـ التخاذل في صفوف المشركين
ـ فشل المساعي بعدم الحرب
ـ ابتداء الحرب بالمبارزة
ـ تعديل الرسول r صفوف الجيش و وصاياه للمسلمين
ـ التحريض على القتال
ـ إمداد الله عز وجل المسلمين بالملائكة
ـ البشرى بالنصر
ـ الاختلاف على غنائم بدر و قسمتها
ـ الرجوع إلى المدينة
ـ وصايا النبي r بالأسرى
ـ قتل أسرين
ـ وصول النذير بالهزيمة لقريش
ـ افتداء الأسرى
ـ وعد الله الأسارى بالخير إن أسلموا
ـ العتاب في الفداء
ـ صلاة العيد الأولى
ـ زواج علي بفاطمة
ـ وفاة رقية بنت الرسول r و عدد من الصحابة
استمرار النشاط العسكري بين بدر و أحد ـ غزوة بني سليم بالكدر
ـ حدوث مؤامرة بين عمير بن وهب الجمحي و صفوان بن أمية لاغتيال النبي r
ـ غزوة بني قينقاع : نقض اليهود العهد ثم الحصار فالتسليم فالجلاء
ـ غزوة السويق : بذي الحجة سنة 2 هـ بعد بدر بشهرين
ـ غزوة ذي أمر محرم سنة 3 هـ
ـ قتل كعب بن الأشراف
ـ غزوة نجران في ربيع الآخر سنة 3 هـ
ـ سرية زيد بن حارثة بجمادى الآخرة سنة 3 هـ
غزوة أحد السبت 15 شوال 3 هـ ـ تجهيز قريش لأحد و وصول الخبر للرسول صلى الله عليه وسلم
ـ مشاورة النبي r لأصحابه و استعراض الجيش و رد بعض الصبيان
ـ نزول المسلمين بالشعب في أحد و التعبئة للقتال
ـ بدء القتال بالمبارزة ثم التحام الجيشين
ـ مخالفة الرماة أمر الرسول r
ـ شائعة قتل الرسول r
ـ ثبات الرسول r مع عدد من الصحابة
ـ إصابة r ببعض الجراح
ـ قتل حمزة رضي الله عنه
ـ تمثيل المشركات بشهداء أحد
ـ أمر الله عز وجل بالعدل في القصاص
ـ صلاة النبي r بالمسلمين قاعداً
ـ غزوة حمراء الأسد
ـ تزوج عثمان بأم كلثوم رضي الله عنهم
ـ تزوج النبي r بحفصة رضي الله عنها
سرايا و بعوث بين أحد و الأحزاب 4 هـ ـ سرية أبي سلمة بن عبد الأسد في محرم
ـ سرية عبد الله بن أنيس في محرم
ـ سرية الرجيع في صفر
ـ مأساة بئر معونة في صفر
ـ غزوة بني النضير في ربيع الأول
ـ غزوة بدر الثانية في شعبان
ـ وفاة أبي سلمة
ـ وفاة عبد الله بن عثمان
ـ مولد الحسين
ـ زواج الرسول r بزينب بنت خزيمة
ـ زواج الرسول r بأم سلمة
ـ تعلم زيد بن ثابت كتابة اليهود و لغتهم
غزوة دومة الجندل ربيع الأول 5 هـ ـ مصالحة عيينة بن حصن
غزوة بني المصطلق شعبان 5 هـ ـ نزول سورة المنافقون
ـ حادثة الإفك و تبرئة عائشة رضي الله عنها منها
غزوة الخندق شوال 5 هـ ـ تأليب اليهود على النبي r
ـ خروج الأحزاب
ـ استشارة الرسول r أصحابه و بدء حفر الخندق
ـ تخاذل المنافقين
ـ دهشة المشركين من الخندق
ـ نقض بني قريظة العهد
ـ استجلاء الرسول r الخبر
ـ اشتداد البلاء و الخوف
ـ اقتحام بعض المشركين الخندق
ـ قتل عمرو بن عبد ود
ـ هزيمة الأحزاب
ـ الرجوع إلى المدينة
زواج النبي r بزينب بن جحش 5 هـ ـ نزول آية الحجاب صبيحة العرس
ـ زواج النبي r بأم حبيبة
ـ فرض الحج
ـ وفاة سعد بن معاذ
سرايا قبل الحديبية 6 هـ ـ سرية محمد بن مسلمة قبل نجد
ـ غزوة بني لحيان و تشريع صلاة الخوف
ـ سرية كرز بن جابر الفهري
ـ سرية عمرو بن أمية الضمري
غزوة الحديبية 6 هـ ـ خروج النبي r معتمراً
ـ وصول النبأ إلى قريش
ـ رسل قريش للنبي r
ـ رسل الرسول r لقريش
ـ سفارة عثمان بن عفان
ـ بيعة الرضوان
ـ مناوشات قريش
ـ صلح الحديبية
ـ رؤيا رسول الله r و كتابة كتاب الصلح
ـ حادثة أبو جندل بن سهيل بن عمرو
ـ نحر النبي r هديه
ـ الأوبة إلى المدينة و نزول سورة الفتح
ـ مكاسب المسلمين من الصلح
ـ تحريم الخمر 6 هـ على رأي الدمياطي
تبليغ الإسلام في العالم أواخر سنة 6 هـ ـ كتاب الرسول r إلى القيصر
( هرقل )
ـ كتاب كسرى
ـ كتاب المقوقس
ـ كتاب النجاشي
ـ كتاب المنذر بن ساوى
ـ كتاب أمير بصرى
ـ كتاب أمير دمشق
ـ كتاب ملك اليمامة
ـ كتاب ملك عمان
نشاط عسكري بعد الصلح 7 هـ ـ غزوة ذي قرد
ـ غزوة خيبر
ـ غزوة ذات الرقاع
ـ قدوم مهاجري الحبشة
ـ سرية بشير بن سعد
ـ سرية غالب بن عبد الله
عمرة القضاء 7 هـ ـ إقامة النبي r بمكة
ـ تحريم لحوم الحمر الأهلية و غيرها
ـ تحريم نكاح المتعة
ـ زواج النبي r بصفية بنت حيي
ـ حراسة أبي أيوب للنبي r
ـ زواج النبي r بميمونة بنت الحارث
غزوة مؤتة 8 هـ أغسطس أو سبتمبر سنة 629 م ـ إسلام خالد و عمرو و عثمان بن طلحة
ـ نعي الرسول r الأمراء
ـ إكرام الرسول r لآل جعفر
ـ سرية ذات السلاسل
ـ سرية أبي قتادة إلى خضرة
فتح مكة 20 رمضان 8 هـ ـ سفارة أبي سفيان بن حرب
ـ تجهز النبي r للخروج
ـ كتاب حاطب إلى قريش
ـ مسيرة الجيش إلى مكة
ـ إسلام العباس و بعض القريشيين
ـ استطلاع أبو سفيان الأخبار لقريش
ـ إسلام أبي سفيان
ـ رجوع أبو سفيان إلى مكة
ـ دخول مكة
ـ إجارة أم هانئ رجلين
ـ أذان بلال في الكعبة
ـ خطبة يوم الفتح
ـ إسلام أبي قحافة و الحارث و عتاب و فضالة بن عمير
ـ إهدار النبي r بعض الدماء
ـ خطبة النبي r غداة الفتح و إسلام أهل مكة
ـ بيعة الرجال
ـ بيعة النساء
ـ بعث خالد إلى بني جذيمة
و هدم بعض الأصنام
ـ تعويض النبي r بني جذيمة عن الدماء و الأموال
ـ هدم العزى و سواع و مناة
غزوة حنين 5 أو 6 شوال 8 هـ ـ مسير العدو و نزوله بأوطاس
ـ مغادرة الرسول r مكة إلى حنين
ـ مباغتت الجيش الإسلامي الرماة و المهاجمين
ـ رجوع المسلمين و احتدام المعركة
ـ انكسار حدة العدو و هزيمته الساحقة
ـ سرية أوطاس
ـ سبايا أوطاس
غزوة الطائف شوال 8 هـ ـ إسلام بعض العبيد
ـ الرمي بالمنجنيق و استعمال الدبابات
ـ تقطيع الأعناب و الزروع
ـ مشورة نوفل بن معاوية الدئلي
ـ وفد هوزان و استرداد السبايا
ـ قسمة الغنائم
ـ اعتراض بعض المنافقين
ـ معتبة الأنصار
ـ عمرة الجعرانة
ـ إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى
ـ إسلام أبي العاص بن الربيع
ـ وفاة السيدة زينب
ـ مولد إبراهيم ابن النبي r
ـ سرية بني المصطلق
ـ سرية طيء
غزوة تبوك رجب 9 هـ ـ تجهيز الجيش
ـ تخلف المنافقين عن الرسول r
ـ تحريق بيت سويلم
ـ المتخلفون من غير نفاق
ـ مسيرة الجيش إلى تبوك
ـ كن أبا خيثمة
ـ كن أبا ذر
ـ النزول بالحجر
ـ انسحاب الروم
ـ وفود صاحب أيلة و أهل جرباء
و أذرح
ـ كتاب الرسول r ليحنة
ـ كتاب أهل جرباء و أذرح
ـ بعث خالد إلى أكيدر
ـ الأوبة إلى المدينة
ـ موت ذي البجادين
ـ مكيدة بعض المنافقين
ـ هدم مسجد الضرار و تحريقه
ـ الوصول إلى المدينة و اعتذار من تخلف عن الخروج إلى رسول الله r
ـ الثلاثة الذين خلفوا و توبتهم
ـ قدوم ثقيف على رسول الله r و كتابه لهم
ـ حج الصديق رضي الله عنه بالناس
عام الوفود 9 هـ ـ وفد بني تميم
ـ وفد بني القيس
ـ وفد بني حنيفة
ـ وفد أهل نجران
ـ بعث أبي عبيدة معهم
ـ وفد طيء وعدي بن حاتم
ـ وفد زيد الخيل
ـ وفد بني عامر
ـ قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله r
ـ وفد أهل اليمن
ـ وفد وائل بن حجر
ـ وفد الأزد
ـ وفد الدارين
ـ وفد تغلب
بعث العمال و القضاة و الأمراء 10 هـ ـ سرية خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب بنجران
ـ بعث عمرو بن حزم
ـ سرية علي إلى بني مذحج
ـ وفد بجيلة
ـ وفد أحمس
ـ بعث معاذ بن جبل إلى اليمن
ـ بعث أبي موسى الأشعري
ـ بعث علي بن أبي طالب
حجة الوداع ـ خروج النبي r من المدينة لحجة الوداع السبت 25 ذو القعدة 10 هـ
ـ دخول النبي r مكة لحج الوداع الأحد 4 ذو الحجة 10 هـ
ـ قدوم وفد محارب 10 هـ
ـ كتاب مسيلمة الكذاب إلى النبي r ورد النبي r عليه آخر سنة 10 هـ
ـ تنبؤ الأسود العنسي
بعث أسامة بن زيد لغزو الروم آخر صفر 11 هـ
مرض النبي r و وفاته 11 هـ ـ ابتداء المرض أواخر صفر ( أو أول ربيع الأول )
ـ صلاة أبي بكر بالناس
ـ وفاة النبي r 1 ربيع الأول أو 2 أو 12 منه في 11 هـ
ـ خطبة الصديق
ـ في سقيفة بني ساعدة
ـ بيعة الصديق
ـ البيعة العامة
ـ خطبة الصديق
ـ تجهيز رسول الله r و دفن جسده الشريف
ـ إنفاذ جيش أسامة

إعداد طارق كهلان الأبيض
المصادر : 1 ـ السيرة النبوية / الشيخ محمد محمد أبو شهبة .
2 ـ السيرة النبوية / الشيخ عبد الحميد طهماز .
3 ـ نور اليقين في سيرة خاتم النبيين / الشيخ محمد الخضري .
4 ـ الرحيق المختوم / صفي الرحمن المباركفوري .

قصيدة فى مدح الرسول(ص) لابن جابر الأندلسى

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

الشاعر أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بنعلي الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف بابن جابرالأندلسي ،

ومعروف أيضا بابن جابر الأعمى ولد سنة698هـكتب قصيدة فى مدح الرسول

واستخدم فيها أسماء سور القرآن الكريم بترتيب المصحف ،

و قد كانت من أجمل ما كتب على الإطلاق

في مدح رسول الله صل الله عليه وآله و سلم،

قال فى قصيدته :


في كلّ فاتحة للقول معتبرة حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
في آلعمران قِدماً شاع مبعثه رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للناس من نعماه مائدة عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته في البحر يونس والظلماء معتكرَه

هودويوسف كم خوفٍ به أمِنا ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم في كل قطر فسبحانالذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طه وحضّ الأنبياء على حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا من نور فرقانه لمّا جلا غرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزواكالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
وحسبه قصصللعنكبوت أتى إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدتسيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
سباهم فاطر الشبع العلا كرما لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََهْ
لغافر الذنب في تفصيله سور قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُهامثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقافوالذاريات اللهُ أقسم فيأنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤددهوالأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمنواقعة في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل فيصفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّحلله الطعام بها فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنهانالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَقد حقت الأمداح فيه بما أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
بجاهه' سأل' نوحفي سفينته حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعا يوم القيامةهلأتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ

ألطافه النازعات الضيم حسبك في يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرتسماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرَهْ
وللسماء انشقاقوالبروج خلت من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبحاسمالذي في الخلق شفّعهوهل أتاكحديث الحوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزتهوالشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْنشرحلك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات له أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
له تكاثر آيات قد اشتهرتفي كل عصرفويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبستعلى قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيتأن إله العرش كرمه بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا عن حوضه فلقد تبّتيدالكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِقللصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ
أزكى صلاتي على الهادي وعترته وصحبه وخصوصا منهم عشره