جسور بغداد... شواهد على أحداث غيّرت تاريخ العراق
المصدر - العربي الجديد
منذ تأسيس العاصمة العراقية بغداد على يد الخليفة أبو جعفر المنصور، اقترنتالجسور فيها بأحداث وقصص ووقائع بات من غير المألوف عند سردها تجاهل هذا الجسر أو ذاك، وأبرزها جسورها الثلاثة على نهر دجلة، حيث كان أحدها مخصصا للنساءذهابا وإيابا، والثاني للذهاب والثالث للإياب.
على مدى قرنين من الزمان ارتبطت جسور بغداد على نهر دجلة بقصص وأحداث مفصلية في تاريخ العراق، بدءا من العهد العثماني، مرورا بالاحتلال البريطاني وما تبعه من أحداث وثورات وعمليات مقاومة وانتفاضات، ثم العهد الملكي والانقلابات العسكرية التي تلته، وصولا إلى الاحتلال الأميركي وما تلاه حتى يومنا هذا.
ومن جسر واحد يربط جانبي بغداد الكرخ والرصافة عام 1850، وعرف باسم جسر الوالي نسبة إلى والي بغداد العثماني آنذاك، وكان ينتهي عند قصره قرب ساعة القشلة الحالية، باتت بغداد الآن تحوي 13 جسرا رئيسا تعود للعقود الماضية.
ولا يذكر أي حدث ألمّ ببغداد بدون ذكر أحد جسورها، فمسألة تفجير الجسور أو إغلاقها وتنظيم التظاهرات قربها أو فوقها، وكذلك الثورات والاشتباكات كلها وثقت بأسماء تلك الجسور التي باتت شواهد على ما جرى ويجري.
جسر الأئمة: هو جسر فوق نهر دجلة يربط منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد، سمي بهذا الاسم نسبة لمقبرتين كبيرتين دفن فيهما كثيرون من علماء الإسلام، فمقبرة قريش دفن فيها الإمام موسى الكاظم، ومقبرة الخيزران دفن فيها الإمام أبو حنيفة النعمان.
كان الجسر قديما طائفاً على النهر، مكوناً من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة، يطلق على الطوافات باللهجة العراقية الدارجة (دوبة). وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن جسر الأعظمية العائم، إذ كثيراً ما تحرّر من وثاقه الذي يربطهُ بالضفة وانطلق عائماً في نهر دجلة، فيستيقظ الناس ليجدوا أن جسرهم هرب، فيعيدون مرة جمع الطوافات التي تحمله من جديد.
وكان سكان المنطقة يتطوعون للبحث عنه، ويجدونه راسياً على بُعد كيلومترات قليلة. وكانت الموسيقي الشعبية والهلاهيل (زغاريد) النسوة ترافق إعادته، لمصالحته، ظناً منهم أنهُ ترك مكانهُ زعلاً وغضباً. لكن الجسر الطائف أزيل بعد الحرب العالمية الثانية، وبني مكانه جسر قوي شيّدته شركة بريطانية عام 1957.
جسر الأعظمية: كان يسمى جسر (14 رمضان)، ويربط جانب بغداد الشرقي حيث تقع منطقة الأعظمية بجانبها الغربي حيث منطقة العطيفية. ويعتبر الأحدث بناء في بغداد، وبني عام 1979.
جسر الصرافية: كان يطلق عليه شعبياً جسر (القطار)، يربط منطقتي العطيفية والعويضية على جانبي دجلة، وكان قريبا من البلاط الملكي في منطقة الكسرة، وهو الأقدم عمرا، وبني مطلع القرن الماضي.
جسر باب المعظم: يربط وزارة الدفاع القديمة بشارع حيفا، وهو جسر خرساني شهد ثورات وانتفاضات عدة.
جسر الشهداء: في الماضي كان جسرا عائما ويخترق شارع المتنبي، شيّد عام 1940، وأطلق يسمى قديماً جسر المأمون أو الجسر العتيق، كذلك سمي بجسر الشهداء بعد الانقلاب العسكري الذي أدى إلى قيام الجمهورية العراقية عام 1958 تخليداً للذين سقطوا خلال الانقلاب.
جسر الأحرار: يربط منطقة الصالحية بحي حافظ القاضي. ففي عام 1918 شيّد الجيش البريطاني جسرا من الحديد على القوارب سمي بجسر "الجنرال مود"، يربط بين الصالحية (في الكرخ) ورأس القرية (في الرصافة)، وفي عام 1941 أنشئ جسر على أعتاب جسر الجنرال مود وسمي بجسر الملك فيصل الأول، وبعد تحول العراق إلى جمهورية في عام 1958 تغيّر اسم الجسر ليصبح جسر الأحرار.
جسر الجمهورية (جسر الملكة عالية): يربط كرادة مريم بساحة التحرير، وتعرض للتدمير عام 1991 وأعيد بناؤه. ومنه انطلقت شرارة المقاومة العراقية في بغداد ضد الأميركيين، عبر إسقاط مروحية عسكرية أميركية بعد سقوط بغداد بيوم واحد فقط.
جسر السنك: يربط فندق المنصور ميليا والصالحية بمجمع السنك التجاري وساحة الخلاني، وهو جسر من الكونكريت المسلح.
الجسر المعلق: يربط حي كرادة مريم بمنطقة الزوية، أنشأته شركة بلجيكية مطلع ثمانينيات القرن الماضي وهو من الجسور الفريدة. تعرض للدمار الشامل في حرب الخليج الثانية عام 1991، وأعيد بناؤه عام 1995.
جسر الجادرية: يربط منطقة البيّاع من جهة الكرخ بالجادرية من جهة الرصافة، وهو جسر من الكونكريت المسلح ويعتبر أطول جسر في بغداد.
جسر صدام ذو الطابقين: يربط حي الكرادة بمنطقة بالدورة، وأنشئ بعد حرب الخليج الأولى، وهو من الجسور الكونكريتية، ويتألف من طابقين، السفلي للذهاب والعلوي للإياب.
جسر الدورة: يقع جنوب بغداد، وهو جسر استراتيجي يربط جنوب بغداد مع خارجها.